[نفائس مكتبات خاصة .. اهمال وضياع وفوضى]
ـ[لاجئ فلسطيني]ــــــــ[21 Mar 2004, 05:18 م]ـ
نفائس كتب أنور الجندي وباكثير وحسين مجيب المصري والرافعي تحتاج لمن يقيم متحفاً لها
مكتبات الرواد ... إهمال وضياع وفوضى
صلاح حسن رشيد
فى كل عصر ... كانت لمكتبات العلماء والأدباء قيمة كبرى في إثراء المعرفة، وبنيان جيل الأمة الإسلامية، وتنشئته على ذخائر الكتب في شتى التخصصات، والتي كانت المعين الذي نهل منه الخلف عن السلف علوم التراث، ومن ثم دافعوا عن صرح حضارتنا الإسلامية .. من خلال هذه المكتبات العامرة بشتى ألوان وأنواع المعارف، وما تزال ... تمارس دورها الحضاري والثقافي، في مقاومة غول "العولمة"، وشبح "الحداثة".
ظاهرة قديمة جديدة
لكن مكتبات كبار الأدباء والعلماء، من جيل الرواد، تتعرض نفائسها للضياع والفوضى، وبيعها للباعة الجائلين؛ الذين لا يدركون كنْهها، ولا ما تحويه من علوم ومعارف، وفي النهاية ... تكون الخسارة باهظة على الصعيدين الفكري والحضاري، الأمر الذي يستوجب وقفة من المسؤولين عن أمر الثقافة والتعليم والمعرفة في أمتنا العربية، بل الإسلامية ... للمحافظة على هذه الكنوز النادرة.
المأساة بالأسماء والأرقام والتفاصيل تؤكد أن مكتبات رواد مثل: أنور الجندي، وعلي أحمد باكثير، وحسين مجيب المصري، تكتنز آلاف الكتب القيمة، والمراجع الأصيلة، في الشعر واللغة والأدب والفلسفة والتاريخ والأديان والفقه والأصول، والنقد، إلى جانب أمهات الكتب في اللغات الشرقية وآدابها، من تراث الأمم الإسلامية، والتي تعتبر تحفة لا تقدر بثمن، والتي يصل عددها إلى نحو مائة ألف كتاب، كلها معرضة للاندثار، إن لم يتم توجيه الأنظار والجهود للحفاظ عليها؛ كتراث أدبي وفكري، يجب الاهتمام به.
مكتبة أنور الجندي .. نموذجاً
المفكر الإسلامي الراحل أنور الجندي "1917 - 2002م "قرأ كل ما وقعت عليه عينه من التراث العربي، وأخرج للمكتبة العربية ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين كتاباً، علاوة على مكتبة عامرة بعلوم العربية والعلوم الشرعية والصحف والمجلات الأدبية والثقافية في مصر والوطن العربي، كالرسالة والثقافة والدعوة ولواء الإسلام والدوحة، إلى جانب أرشيفه الصحافي الخاص، الذي يضم آلاف الموضوعات السياسية والثقافية والفكرية طوال القرن الماضي. وهي ثروة لا تجد من يعتني بها اليوم، بعد وفاة صاحبها، وعدم وجود جهة أو هيئة ما، تقوم بتحويل بيته ومكتبته إلى متحف، يرتاده الباحثون وطلاب العلم.
قصة الحضارة الإسلامية في مكتبة الدكتور مجيب
أما مكتبة الدكتور حسين مجيب المصري 88 عاماً أستاذ الدراسات الشرقية بكلية الآداب جامعة عين شمس المصرية؛ فتضم قصة الحضارة الإسلامية في لغاتها العربية والفارسية والتركية والأوردية، إلى جانب اللغات الأوربية: كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية، وهي جميعها لغات يجيدها ويتقنها الدكتور المصري.
وهي قصة إهمال ثلاثين ألف كتاب تحتويها مكتبته، منها مئات المخطوطات والكتب والدواوين الشعرية النادرة، في العربية والفارسية والتركية والأوردية، غير موجودة في مكتبة أخرى، ومع ذلك ترزح الآن تحت أطنان من الأتربة والسوس والرطوبة القاتلة!.
وعن مكتبته يسرد الدكتور المصري حكايتها بكل مرارة قائلاً: لقد جمعتها منذ عام 1929م وحتى الآن، من الشرق والغرب وأنفقت عليها أموالاً طائلة، وأتيت بكل ما سمعت عنه من علوم ومعارف وآداب، تخدم فكرتي ودعوتي للأدب الإسلامي المقارن؛ ففيها دواوين وقصص وحكايات المسلمين في كل اللغات، وهي تتضمن إبداعات القريحة المسلمة أنَّى وجدت على ظهر البسيطة، وأتمنى أن تقوم جهة ما، بتبويبها وفهرستها، والعناية بها وجمعها في مكان يصبح متحفاً أو منتدى ثقافياً، يفتح نافذة جديدة للباحثين عن الأدب الإسلامي بمفهومه العام .. إنني أبكي ألماً وحرقة، خاصة بعد أن فقدت بصري، منذ عشر سنين، بسبب انصراف الجميع عن هذه الكنوز وتلك العلوم، وتركها عرضة للامبالاة والقصور والتقصير.
مخطوطات الرافعي .. أهملها المعاصرون
¥