تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدينونة لله وحده في ظلال القرآن]

ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[15 Aug 2004, 07:55 م]ـ

[الدينونة لله وحده في ظلال القرآن]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد:

فهذا كتاب جديد للشهيد سيد قطب رحمه الله قد استخرجته من كتابه النفيس في ظلال القرآن فقد أكثر من ذكر الدينونة لله وحده أي وجوب الخضوع والانقياد لله وحده دون سواه من المخلوقات ولم أجد معناها في القواميس وإنما الموجود دان وما اشتق منها

وقد ذكرت هذه الكلمة في كلام الإمام الشافعي رحمه الله في أحكام القرآن

وفي الموسوعة الفقهية:

الْأَحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالطَّاعَةِ: أ - طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: 5 - طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ جَلَّ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ. قَالَ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}. وَمِنْ حَقِّ الْبَارِي - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - عَلَى مَنْ أَبْدَعَهُ أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُ عَلَيْهِ نَافِذًا , وَطَاعَتُهُ لَهُ لَازِمَةً. قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَأْوِيلِ قوله تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}: يَعْنِي وَمَا أُمِرَ هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى - الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ وَالْمَسِيحَ أَرْبَابًا - إلَّا أَنْ يَعْبُدُوا مَعْبُودًا وَاحِدًا , وَأَنْ لَا يُطِيعُوا إلَّا رَبًّا وَاحِدًا , دُونَ أَرْبَابٍ شَتَّى , وَهُوَ اللَّهُ الَّذِي لَهُ عِبَادَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَطَاعَةُ كُلِّ خَلْقٍ , الْمُسْتَحِقُّ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ الدَّيْنُونَةَ لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ: وَلَا تَنْبَغِي الْأُلُوهِيَّةُ إلَّا لِوَاحِدٍ , وَهُوَ الَّذِي أَمَرَ الْخَلْقَ بِعِبَادَتِهِ وَلَزِمَتْ جَمِيعَ الْعِبَادِ طَاعَتُهُ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ. وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَيْفِيَّةَ اتِّخَاذِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ , وَذَلِكَ فِيمَا رُوِيَ {عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قَالَ: أَمَا إنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ , وَلَكِنْ كَانُوا إذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ , وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يَأْمُرُوهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُمْ , وَلَكِنْ أَمَرُوهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَأَطَاعُوهُمْ , فَسَمَّاهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ أَرْبَابًا , وَقَالَ الْحَسَنُ: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا فِي الطَّاعَةِ.

وتأكيد الشهيد سيد قطب رحمه الله عليها فقد كررها حوالي ((242)) مرة كل ذلك ليؤكد على عقيدة التوحيد الصافية التي تتمثل بتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وذلك لأنها أساس النجاة في الدنيا والآخرة قال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:116) يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله مبينا معنى ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير