تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حمل المفصل في شرح آية من آيات الجهاد في سبيل الله {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُو

ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[30 Jun 2004, 08:16 م]ـ

حمل المفصل في شرح آية {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) سورة التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد:

فهذا تفسير مفصل ومطول لأهم آية من من آيات الجهاد في سبيل الله وما أكثرها حيث تبين المرحلة الأخيرة في التعامل مع الكفار والفجار سواء أكانوا مشركين أم كتابيين

وهي ناسخة لجميع الآيات التي قبلها

وهذه الآية من آخر الآيات المتعلقة بالجهاد في سبيل الله تعالى نزولا لأن سورة التوبة هي من آواخر ما نزل من القرآن الكريم

وقد ذهب جمهور العلماء إلى القول بأنها ناسخة لما سبقها من آيات التعامل مع الكفار وأهل الكتاب

ولكن حفنة قليلة من أهل العلم ذهبوا إلى عدم النسخ

والصواب القول الأول

وجاء قوم ممن كتب في الجهاد في سبيل الله تعالى فاتكئوا على قول من قال بعدم النسخ وراحوا يبررون هزائمهم أمام جحافل الكفار والفجار

فقالوا (بغير حق) إن الإسلام لا يأمرنا بقتال الكفار مباشرة إلا إذا اعتدوا علينا أو آذونا استنادا لقوله تعالى:

(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) وفاتهم أن هذه الآية من أوائل الآيات الجهادية نزولا وقد نزل بعدها آيات أخرى في الموضوع نفسه

وآخرها قوله تعالى:

{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) سورة التوبة

وهي هنا لم تشترط اعتداء على المسلمين أصلا

بل جعلت علة القتال هي مجرد الكفر بالله وباليوم الآخر فأصبحنا مأمورين بقتال جميع الكفار في الأرض لمجرد الكفر

لأن الله تعالى هو خالق السموات والأرض ولا يقبل له شريكا

ولأن هذه هي الرسالة الخاتمة فلا بد من هيمنة الإسلام على العالم لأنه دين الله تعالى الخالد الذي ارتضاه للبشرية جمعاء

ومن هنا فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام أو الخضوع لدولة الإسلام مع إعطاء الجزية للمسلمين مع الذل والصغار

وهذا ليس طعنا بالإسلام أو إجبارا للناس على الدخول فيه

كلا وألف كلا بل ليبين للناس أن هذا دين الله تعالى ولا يقبل غيره في هذه الأرض

قال تعالى:

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) وإلا قل لي بربك كيف يكون ظاهرا على الدين كله وهو قابع في بلاد الإسلام فإن اعتدى عليه الكفار قاتلهم وإلا يتركهم وشأنهم (وما هم عليه من كفر وفسوق وعصيان) وهذا مضاد مضادة تماما لظهوره في هذه الأرض

ومن ثم فلا يجوز قياس الإسلام على القوانين الدولية إو على أي مبدأ في الأرض مهما كان شأنه

ونحن نريد ونود أن يدخل الناس في دين الله أفواجا ليرضى الله عنهم وليدخلوا الجنة معنا

فغايتنا من الجهاد ليس إزهاق الأرواح

بل إخراج الناس من الظلمات إلى النور

قال تعالى:

(الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) وفي تاريخ الطبري:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير