[مع أعظم إنسان (رمضانيات 19)]
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[03 Nov 2004, 06:12 ص]ـ
9 - خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه قال ابن هشام خرج يوم الأثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان واستعمل عمرو ابن أم مكتوم ويقال اسمه عبدالله ابن أم مكتوم أخا بني عامر بن لؤي على الصلاة بالناس ثم رد ابا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة
10 - اللواء والرايتان
قال ابن اسحاق ودفع اللواء الى مصعب ابن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قال ابن هشام وكان أبيض قال ابن اسحاق وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان إحداهاما مع علي بن أبي طالب يقال لها العقاب والأخرى مع بعص الأنصار.
11 - عدد إبل المسلمن الى بدر
قال ابن اسحاق وكانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرا فاعتقبوها فكان رسول الله وعلي بن ابي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسه موليا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيرا وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا قال ابن اسحاق وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ فيما قال ابن هشام منها حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا فسلك في ناحية منها حتى جزع واديا يقال له رقحان بين النازية وبين مضيق الصفراء ثم على المضيق ثم انصب منه حتى إذا كان قريبا من الصفراء بعث بسبس ابن الجهني حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار الى بدر يتحسسان له الأخبار عن أبي سفيان ابن حرب وغيره ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قدمها فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبلهما وما اسماهما فقالوا يقال لأحدهما هذا مسلح وللآخر هذا مخزىء وسأل عن أهلهما فقيل بنو النار وبنو حراق بطنان من بني غفار فكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهما فتركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفراء بيسار وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذفران فجزع فيه ثم نزل.
12 - ما قاله أبو بكر وعمر المقداد تشجيعا للجهاد
وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به.
13استشارة الأنصار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعنك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم الى عدو من بلادهم فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصُبُر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فأن الله تعالى قد وعدني إحد الطائفتين والله لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم.*
[دروس من المقاطع السابقة]
[1 - موقف المواجهة الدامية، من قبل الأنصار والمهاجرة،،، موقف يحتذى، إنه موقف الشرفا،لم يثنهم قلة عددهم وعُددهم، وكثرة ذلك عند عدوهم.
2 - الكلمات التي تدب فيها الحياة، من قبل القيادات السراة، رضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل الجنة مأواهم، كلمات حادية، إلى المواجهة الدامية، وفي وقت النفوس بحاجة إلى سماعها، لتكون عونا لها، في ملاقاتها مع عدوها
3 - أسلوب قيادة الحبيب صلى الله عليه وسلم لم تكن بالعنجهية، والأوامر الناشفة، لكن بالتراضي، والمشاورات
4 - قيمة الشورى في الإسلام كبيرة، عمدت بالدماء في غزوة أحد وفي مواطن كثيرة.]
* المرجع السابق.