ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2004, 11:34 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأشكركم على هذا الجهد الموفق، وأرجو الاستمرار في هذه الحلقات منكم ومن الشيخ الكريم عبدالكريم حفظه الله، فقد لقيت قبولاً واسعاً ولله الحمد.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Oct 2004, 09:40 م]ـ
آمين ياشيخ عبدالرحمن واياكم.
................
الحلقة الثانية
السائل: هل وُجد مكتبات رسمية؟
الشيخ: وُجد مكتبات رسمية رعتها الدول الإسلامية. يعني في بغداد يوجد دور. في قرطبة وحدها أكثر من 70 مكتبة رسمية , وفي بغداد , في بلاد الحرمين في مصر وفي غيرها من بلدان المسلمين , في المغرب , في الشرق , في الهند وتكون مفتوحة طوال اليوم يستفيد منها الناس. على كل حال موجودة والحمد لله العناية بالكتب و توجد العناية الرسمية والشعبية للكتب إلى يومنا هذا. اليوم بعض المساجد فيها كتب مثل مكتبات متكاملة يستفيد منها طلاب العلم. الجامعات الآن ترعى مكتبات نادرة تضم شتى العلوم و المعارف. وأيضاً كذلك غير الجامعات , فالمكتبات العامة عندنا في هذه البلاد المباركة الشيء الكثير في بلاد الحرمين وفي نجد وفي الإحساء مكتبات عامرة. أيضاً مكتبات شعبية أسسها أفراد وهي مكتبات متكاملة فضلاً عن المكتبات الخاصة بدور العلماء وطلاب العلم.
السائل: عندما أشرتم يا شيخ إلى مكتبات المساجد وهي خطوة مهمة بدأت تظهر بحمد الله يعني لا بد أن نشير إلى شيء من هذا مثل مكتبة جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض باعتبارها مكتبة كبيرة ولها صيت قوي وتدعم من قبل وزارة الشئون الإسلامية دعماً قوياً. بدأ عدد كبير من المساجد والجوامع يحتذون حذو هذه المكتبة التي أفادت طلبة العلم كثيراً.
الشيخ: نعم , لاشك أن الرياض الآن صارت مترامية الأطراف ويصعب على طالب العلم الذي في الرياض أو في شرقها أن يرتاد المكتبات التي في وسط الرياض أو في شماله. فوجدت هذه الفكرة وسبق إليها إخواننا في جامع شيخ الإسلام في مكتبة ابن القيم وقد زرتها أكثر من مرة وأطلعونا على شيء يَسُرّ , من كثرة الرواد ومن المنتفعين بهذه المكتبة وهي تضم كتب كثيرة جدا , ولدينا فكرة إن شاء الله لإنشاء مكتبة أيضا في شرق الرياض تضاهيها إن شاء الله.
وبعد العصور المتقدمة والاعتماد على المخطوطات والكتب القلمية ظهرت الطباعة ولنستصحب منع الكتابة في أول الأمرلأثر الكتابة على الحفظ. ظهرت الطباعة في أوروبا والأستانة ثم في سوريا وبيروت ثم في مصر وغيرها من بلدان المسلمين وخشي العلماء في هذه الحقبة على التحصيل العلمي من التأثر لسهولة الحصول على الكتب. لما كانت الخشية في أول الأمر من الكتابة في أنها تؤثر على الحفظ , الآن خشي من الطباعة أن تؤثر على التحصيل , كيف؟ التجربة أثبتت أنه كلما سهل الحصول على الكتابة أو على المعلومة ضعفت الإفادة. هذا شيء مجرب. خشي العلماء على التحصيل من جراء الطباعة فأفتى علماء الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية. هذا أول ما بدأت الطباعة , أذنوا بطباعة كتب التاريخ والأدب واللغة وغيرها أما الكتب الشرعية فلا تجوز طباعتها. كان العالم أو طالب العلم في السابق إذا احتاج إلى كتاب اضطر إلى نسخه , ومعاناة الكتابة - وهذا شيء جربناه وجربه غيرنا - أفضل من القراءة مرارا. فأنت إذا احتجت إلى كتاب لابد أن تكتب الكتاب أو تستعيره وتنسخه أو تستعيره وتقرأه وتدون ما يهمك منه. هل هذا مثل أن تذهب إلى مكتبة وتشتري كتاب وترصه مع إخوانه في الأدراج؟
أنا أقول كتابة كتاب عن قراءته عشر مرات. لا أبالغ إذا قلت هذا.
السائل: هذا ممكن في الكتب الصغيرة اليسيرة. أو بعض الفوائد فهل يمكن مثلا " فتح الباري" يكتب يا شيخ؟!
الشيخ: بعد الطباعة لا يمكن. لكن قبل الطباعة ممكن. وقد كُتِب مرارا. وشخص ما أدركناه أدركنا أحد أولاده يقول إن أباه يكتب كل يوم نسخة من النونية. والنونية 5820 بيتا وكل نسخة بريال وهو يقتات من هذا النسخ. نعم إذا لم يكن لديه الأهلية للتحصيل مجرد وراق قد لا يستفيد. لكن إذا كان من أهل العلم ولديه أرضية ولديه أهلية للتحصيل واحتاج إلى هذا الكتاب لما فيه من علم ونسخه لا شك أن مثل هذا يقع موقعه في القلب.
¥