تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وهذا ما ذهب إليه كل من أثبت المتشابه على الظاهر) وهذا استدلال باطل لأنه لو زاد إلى جوار هذا النص قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شئ (ليس فوقك وليس دونك معنيان متقابلان) لعلم أن السماء تحيط به من كل الجهات الست لذلك قال الإمام أحمد: لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، وعلى ذلك قول أبى جعفر الطحاوى وأئمة أهل السنة بعدم إثبات الجهة وليس معنى عدم إثبات الجهة معناه الحلول فى كل مكان؛ لأن الله تبارك وتعالى: علىّ ظاهرُ باطنُ، والأماكن مخلوقة من كل الجهات وأحكام المخلوقات لا تقع على الخالق وكذلك الزمان لذلك كان كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى ذلك حجة واضحة كشمس النهار ولذلك يجب الوقوف على ما قال الرسول كاملاً ولا نأخذ بنص ونترك نصوصاً أخرى وخاصة فى الكلام عن الذات الإلهية، فوضح الفرق بين قول الجهمية (فى كل مكان) وبين قول أهل السنة (لا يحويه مكان)، أما من أثبت الفوقية (الجهة) فقد عطّل مدلولات الأسماء الحسنى: الظاهر والباطن، ورد قول النبى وأخذ بنص وترك النصوص الأخرى، وكذلك من أجرى علي المولي أحكام الزمان فقد أخذ بنص وترك الآخر (كان الله ولم يكن معه شئ ... هكذا في الحديث) ومن العجب أن أهل هذا المذهب فى الزمان الذي نحياه الآن مازالوا يقولون بهذا وقد أظهر الله لنا بالعلوم الحديثة كروية الأرض والسماء محيطة بنا من كل الجهات الست والزمن ناشئ من دوران الأرض فقط لاغير ويقول أئمة أهل السنة الكبار "لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان"وهم يقولون الآن السماء فى جهة الفوقية ويجرى عليه زمان!!! فإنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي فى الصدور. وأنالا أقول بالعلم الحديث إلا إذا كان موافقاً للنص

الفصل الرابع: في مسألة النزول

ومن استدل بحديث النزول على الظاهر (ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا .... ) معتقداً أن قوله (نزول يليق به) أن هذا القول يكفيه في التنزيه؛ فقد عطّل أولاً دلالات الأسماء الحسنى الأربعة من جهة (لأنه أخضع الذات الإلهية لأحكام الزمان والمكان حتى مع نفي الكيفية لأنها ليست كافية) والزمان والمكان مخلوقان والنزول حركة في زمان ومكان والأسماء الحسنى الأربعة تقول لازمان ولامكان فلذلك لا يصح القول بها حتى مع نفى الكيفية لأن الله سبحانه لا تجرى عليه أحكام المخلوقات .. فهل أدركت ذلك وكيف وقع التعطيل والإلحاد في الأسماء الأربعة

ومن الجهة الأخرى أن النزول الذي يليق بالله كما يظن المثبت على الظاهر،وكما يدّعى يلزمه أن يقول: إن ثلث الليل الأخير في كل ليلة دون تفريق بين ليلة وأخرى هو أشرف الأوقات على الإطلاق، لأنه

وقت نزول الرب تبارك وتعالى، ووقت نزول الرب يجب أن يكون أشرف الأوقات،

فإن فعل ذلك خالف فقد صريح القرآن والسنة في أن ليلة القدر خير من ألف شهر وفيها ينزل جبريل والملائكة!!!،وهولا يليق به أيضاً لأنه عكس الأسماء العلي والأعلى والمتعال والمتكبر

أما قول القائل لاعلاقة لسورة القدر بالحديث فهذا جاهلُُُُ بعلةِ وسبب قول النبي للحديث فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الحديث لبيان فضل ثلث الليل الآخر أنه وقت فاضل للدعاء والصلاة وإجماع الأمة على هذا والمستخرج منه الصفة أقول له الصفة تشرف بالمتصف بها فالنزول المضاف إلى الله لابد أن يكون اِشرف النزول وهذا الوقت يجب أن يكون أشرف الأوقات وهذا خلاف صريح القرآن.

أما الشبهة المثارة فيما ورد في متن الحديث من كلام الله (أنا الملك ... الواردة في المتن كما في صحيح الإمام مسلم) فتحتاج إلى أن أعود أولاً إلي آية الكلام:

قال الله (وماكان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أومن ورآءحجاب أو يرسل رسولاَ فيوحي بأذنه مايشآء)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير