تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولفظة (مايشآء) لم يرد لها تقييد لا في الكتاب ولا في السنة فتبقى على إطلاقها،ومن المعلوم من الدين أن سيدنا موسى عليه السلام هو الكليم أي كلمه الله وحده دون غيره من وراء حجاب فالمحتج بالحديث على ظاهره سينُزل هذه الأمة على المنزلة التي نزلها سيدنا موسى عليه السلام بل والأدّهى من ذلك والأمّر أن هذه الأمة فاقت سيدنا موسى في المنزلة لأن الله حين خاطبها نزل إلي السماء الدنيا كما يستدل المستدل بالحديث على الظاهر (سبحان الله وهذا بهتان عظيم)!!!!! وقال لك (ليس كمثله شئ) فأسمع وأطع واسكت،فقد نسب النزول إلى نفسه لأنه هو الذي أمر به كما نسب نفخ الروح إليه.

لذلك قال الإمام مالك والأوزاعى ينزل ملك كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعل أتباعه بأمره استدلالاً بالحديث الذي رواه الإمام النسائي وغيره وهذا ما نقله عنه ابن عبد البر والإمام النووي وابن حجر، وقال الإمام أحمد فى ذلك: لاكيف ولامعنى (فهو لا يقول بكيف ولا يقول فيه بمعنى للحديث)، وقال الإمام الشافعي على مراد رسول الله، (وهذا يسمى تفويضاً وليس إثباتاً علي الظاهر مع نفى الكيفية) وقال يحيى بن معين لاتحد فيه ولاتصفه وفى الاعتقاد للبيهقى3/ 452قال حنبل بن إسحاق سألت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) عن الأحاديث التي تُروى عن النبي إن الله ينزل فقال أبوعبدالله نؤمن بها ونصدق بها ولا نردعن رسول الله شيئاً منها إذا كانت أسانيد صحاح قلت لأبى عبد الله: ينزل الله إلى السماء نزوله بعلمه بماذا؟ فقال لي أسكت عن هذا، مالك ولهذا أمض الحديث على ماروى بلا كيف ولاحد إنما جاءت الآثار وبما جاء به الكتاب قال الله (فلا تضربوا لله الأمثال ... النحل/74) ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته أحاط بكل شىءعلما لا يبلغ قدره واصف ولا ينأى عنه هرب هارب، وقال الفضيل أمنت برب يفعل ما يشاء، وفى نفس المصدر 1/ 118سمعت سفيان بن عيينة قال كل ما وصف الله من نفسه فى كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت، وفى كلام الربيع بن سليمان عن الشافعي لا يقال للأصيل لمَّ؟ وكيف؟

وبوّب الإمام البخاري على الحديث بقوله (باب فضل الصلاة والدعاء من آخر الليل).كل الأئمة يردون

العلم لله ولا يتكلمون وكذلك الأئمة الكبار عدا أهل البدع في هذه المسألة وأولهم ابن خزيمه المولود 223.

ولابد للذي يقول على الظاهر أن يقول بالحلول؛ إشارة فى قوله تعالى (فإني قريب .. 186 البقرة)

(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم .... إلى قوله .... إلا هو معهم أين ما كانوا ...... المجادلة /7) و (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ... الواقعة/85) (وأن بورك من فى النار ومن حولها ... النمل/8} وأنظر إلى قوله (من في النار) وقوله (ومن حولها) والفرق بينهم.فمن في النار ومن حولها.!؟

وقول الله تعالى: (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ... القصص/30) والكلام فى الآية كلام الله تبارك وتعالى مع سيدنا موسى فلابد من الصرف عن الظاهر والسكوت فيه خوفاً من الحلول فإذا جاء فى دلالة (ينزل) التي في الحديث أخذها على ظاهرها فهل هناك قاعدة أصولية صحيحة يُرجع إليها أم هو تخبط وظلمات ويُقال مذهب أهل السنة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.‍.

فالقول بحديث النزول علي الظاهر يقتضي القول بالحلول؛ لأن الحديث إذا ما أخذ على ظاهره بحجة قول الرسول صلى الله عليه واَله وسلم " إلى السماء الدنيا " يكون المأخذ خطأ والسماء الدنيا مخلوقة، والخالق لا يحل فى مخلوق،وهذه عقيدة أهل السنة كما هو العمل والاعتقاد. والعجب أن أصحاب هذا المذهب يدفنون رءوسهم فى الرمال ويقولون لا ليس هذا بحلول، ولا أدرى معنىً لغوياً آخر لقوله (إلى السماء الدنيا) إلا ذلك، فهل سيقولون: نزول ولا نزول، وهكذا يتشبثون بأن مراد النبى من الحديث الظاهر وكأن هذا الحديث ليس فى الدين سواه وليس هناك أصول أخرى فى الدين يُرجعُ إليها للنظر فى هذا الحديث، وكأن القرآن والسنة كل حديث وآية تفهم بمفردها دون الرجوع لغيرها فى مخالفة صريحة لتعليمات النبى فى ذلك ومخالفة دلالة سورة القدر وتعطيل الأسماء الحسنى وهكذا أصحاب ذلك المذهب أقول أهل السنة والجماعة يأخذون بأقوال النبى صلى الله عليه واَله وسلم كلها كاملة ولا نأخذ قولاً ونترك آخراً حذراً من قوله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير