تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفى رواية أخرى للحديث بدلاً من أن يأمر منادياً (يرسل ملكاً) وهذا السياق يتفق تماما مع سياق آية الكلام وفيها (أو يرسل رسولاً فيوحي بأذنه ما يشاء) وهذا الحديث الذي قال به الإمام مالك والأوزاعى في تأويله لحديث النزول رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى 6/ 124 كذا في مسند الطيالسى 1/ 328 وفى مسند إسحاق بن راهويه 1/ 250كذا في شعب الإيمان للبيهقى 3/ 129كذا رواه الإمام القرطبي ج 19 صـ 35، كذا رواه الإمام ابن القيم في حاشيته 13/ 46وبه أوّل حديث النزول كذا في فتح الباري 3/ 30 كذا في تحفة المحتاج 1/ 425 كذا رواه الإمام السيوطى في تنوير الحوالك 1/ 167 كذا في شرح الإمام الزرقانى 2/ 49، كذا رواه الإمام أحمد والبزار وفى مسند أبو يعلى والطبرانى في أكثر من ثمانية عشر موضعاً وكل هؤلاء الأئمة رووا هذا الحديث بعد حديث النزول مباشرة دلالة على المذهب. فالذي قال بحديث النزول على الظاهر أخذ بنص عن النبي وترك النص الآخر المؤولَ له، وأبعد دلالة الأسماء الحسنى الأربعة التي تجعل من النزول صفة محالة لا تليق بالله، ثم دلالة سورة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها ينزل جبريل والملائكة التي تقتضي أن النازل في خلاف ليلة القدر أقل مرتبة ومكانة من النازلين في ليله القدر والله عز وجل له المثل الأعلى دائماً وأبداً.

ثم أضع حديث عبد الله بن عباس الذي رواه ابن تيميه (رحمه الله) في رسالته التدمرية قال بإسناده عن ابن عباس " ما السموات السبع والأرضون السبع فى يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم "

ويشهد له قوله تعالى " وسع كرسيه السموات والأرض " والكرسي فى العرش كحلقه فى فلاة " فأي نزول يتكلم عنه المخالف يليق به سبحانه؟!!!!!!

الفصل الخامس: في الكلام علي اليد: ثم أتكلم علن صفة اليد التي تزعم هذه الطائفة أنها صفة ذات مع نفي الكيفية وعن قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث وفد الشفاعة ومحاجة سيدنا موسى لأبينا آدم وفيه لفظة ثابتة وتكاد تكون متواترة (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه).

وقول الرسول (نفخ فيك من روحه) نسب الفعل إلى الله عز وجل لأن الله هو الذى أمر به والمباشر للفعل هو جبريل عليه السلام كما فى قصة السيدة مريم ("فأرسلنا لها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً " .. إلى قوله " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً " سورة مريم 17/ 19) ألا له الخلق والأمر تبارك الله.

في صحيح البخاري ومسلم (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه)

والمثبت على الظاهر سيقول: اليد معلوم والكيف مجهول، وسيقول الروح معلوم والكيف مجهول، كذلك على سياق واحد كما هو العلم عند علماء الأصول؛ فإن فعل ذلك خالف صريح القرآن في أن روحه هو جبريل عليه السلام وذلك لدلالة الآية (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) فإن قال: إن اليد صفة ذات والروح جبريل بدا من ذلك اضطراب الأصل الذي دخل به وجعل هاء الضمير في يده ترجع إلى الذات وهاء الضمير في روحه تعود على جبريل!!!

والمتابع لذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لليدين أنه إذا ذكر الرسول اليدين في سياق ذكر مخلوق زاد النبي قوله: (وكلتا يديه يمين) واستشهد بحديث واحد وهو (المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين .... الحديث). فإن أصر المثبت على الظاهر أن اليدين صفة ذات كان ذلك تعطيلاً واضحاً كشمس النهار لدلالة الاسمين (الظاهر والباطن) وإلحاداً فيهما بعد أن بيّن الرسول صلي الله عليه وسلم دلالة الاسمين بنفسه وكأن الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يحذرنا من أن نقول إن اليدين صفات ذات للمولى عز وجل، وأنا لا أقول بتأويلها بالقدرة بل أقول (آمنا به كل من عند ربنا) والمثبت أخذ بالكلام الوارد في (ذكر اليدين وكلتا يديه يمين) ولم يأخذ بكلام الرسول صلي الله عليه وآله وسلم أن ذات الرحمن سبحانه وتعالى ليس فيها يمين بدلالة الاسمين الظاهر والباطن فلابد للمثبت لصفة اليدين أن يُظهر في ذات الرحمن (يميناً لأن اليمين صفة أصلية لليدين) وإذا فعل ذلك عطل دلالة الاسمين لذلك كان العلماء الأكابر من أهل السنة مالك والشافعي وأحمد وغيرُهم يقولون:

(أمّرِوها كما جاءت مع التصديق بها) لأن من الفرق الضالةوالجهمية من ينكرون هذه الأحاديث ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير