وفى تفسير قوله تعالى " لما خلقت بيدي " من سورة ص ذكر الإمام القرطبي فى الجزء السابع من طبعة كتاب الشعب قال الإمام القرطبي: أضاف خلقه " أي خلق أدم " إلى نفسه تكريماً له وإن كان خالق كل شىء وهذا كما أضاف إلي نفسه الروح إشارة إلى قوله (ونفخت فيه من روحي)
وكما أضاف البيت (وطهر بيتي) والناقة إلى نفسه (ناقة الله) فخاطب الناس بما يعرفونه فى تعاملهم فإن الرئيس من المخلوقين لا يباشر شيئاً بيده إلا على سبيل الإعظام والتكرم، فذكر اليد هنا بمعنى هذا.
قال مجاهد اليد هنا بمعنى التأكيد والصلة مجازه لما خلقت أنا كقوله: ويبقى وجه ربك بمعنى أي يبقى ربك. (والذي قال فيه العلماء إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك فهو تلميذ ابن عباس) ..... انتهى
فإن أصر المثبت على الظاهر على أن اليدين صفة ذات مع نفى الكيفية أصر على تعطيل دلالة الاسمين (الظاهر والباطن) ومن جهة أخرى سيخالف صريح القرآن من أن آدم عليه السلام مخلوق بكن كغيره من المخلوقات لقوله تعالى (" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " ......... آل عمران/59) فيقول أن آدم مخلوق بالذات مع نفى الكيفية (اليد صفة ذات!!) (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ... النساء/82) (" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " ....... سورة محمد/24) وكل أئمة التفاسير المعترف بها عند أهل السنة فى الكلام عن صفة اليدين فى القرآن على السكوت أو التأويل بخلاف الإمام البغوى والإمام الطبري فقط لا غير.
والأعجب من ذلك النتيجة التى تصل إلينا من قول القائل أن اليد صفة ذات قال الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث الشفاعة وحديث المحاجة (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه) فالقائل أن اليد صفة ذات سيقول لنا أن الله سوّى طينة آدم بذاته (اليد صفة ذات مع نفى الكيفية!)
ثم قام جبريل بالعمل الأشرف فى خلق آدم وهو نفخ الروح لأن روحه هو جبريل بالأدلة الصريحة فى القرآن الكريم [سبحانك هذا بهتان عظيم] فهل هذه عقيدتك!!!
الفصل السادس: في الكلام علي القدم:وصفة القدم التي يدعى المثبت على الظاهر (مع نفى الكيفية التى خدع بها نفسه!!!)،وفى الحديث (وتقول"أي النار" هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلي بعض .... ) فإذا فعل ذلك وأثبت أن القدم صفة ذات فسيثبت مع هذا حركة فى ذات الرحمن مرتبطة بزمان وذلك بدلالة (يضع) حتى مع نفى الكيفية التى خدع بها نفسه المثبت على الظاهر تعطل دلالات الأسماء الأول والآخر والظاهر والباطن هذا من جهة ولا تحتج بنفي الكيفية فأنا أعلم ذلك ولكن أتكلم عن أحكام الزمان والمكان التى أخضعت الذات الإلهية لها فهل يعقل أن تحتجن بذلك؟
ومن جهة أخرى وهى داهية من الدواهي أن أهل النار سيرون الذات الإلهية لقوله (يضع فيها)!!! وهى أعظم النعيم كما هو مذهب أهل السنة فى الرؤية!! ومن جهة أخرى سيخالف صريح القرآن فى الكلام عن الكفار (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ... المُطففين/15)!! [سبحانك هذا بهتان عظيم]
والداهية الأخرى حلول الذات الإلهية في النار لقوله (يضع فيها) مع نفى الكيفية!!! فتن كقطع الليل المظلم! ويقال هذا مذهب أهل السنة!!! ويقول لك: (فيها) بمعنى عليها!!!
صفه الهرولة: وللعلم وامانة النقل هذه الطائفة لم تثبت لله سبحانه وتعالى هروله مع نفى الكيفية كما في حديث "من تقرب منى شبراً ..... حتى قوله ... من أتانى يمشى أتيته هرولة .... الحديث" بل سكتت ولم تثبت على الظاهر!!!!! ومن المتأخرين من أثبتها للأسف وسلك مسلك المجسمة كالهروى وأمثاله!!!!
صفة الكف الأنامل:
حديث الملأ الأعلى: رأيت ربى في أحسن صورة قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لاأعلم أي رب فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثدي (وفى رواية برد أنامله بين ثديي) فعلمت ما في السموات والأرض ..... الحديث وكنت أبحث عن طرق هذا الحديث فلم أستطع أن أصل إلى تصحيح له حتى وجدت له تصحيح عند أ/عمرو عبد المنعم سليم (تلمذ الشيخ الألباني رحمه الله) وهو على نفس المذهب في إثبات هذه الصفات (المتشابه) على الظاهر وقال:صحح الحديث الترمذى والبخاري وكذلك الإمام أحمد .. وهذا الحديث على الظاهر مع نفى الكيفية يصل أن كف الله (صفة ذات) في صدر النبي مع نفى الكيفية .. حلول ما بعده قول
¥