تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثالثا: الاحتمال الثالث: الإثبات وأن الصورة (صورة الرحمن) ولكن ليس كمثله شئ من غير تحريف ولاتمثيل ولاتشبيه ولاتعطيل فيقول القائل بهذا المذهب في هذا الاحتمال صورة ولكن ليست صورة كقول الجهمية سميع ولاسميع فيقول صورة وليست صورة وهذا قول المجسمة ولاوجه لإثبات الإسلام للمجسمة عند الأئمة الكبار

رابعاً: الاحتمال الرابع: التكذيب بحديث الصورة والطعن فيه، ولا وجه لذلك فعلماء الأمة وكبار علماء الحديث لم يقل أحد منهم ذلك، وكلهم اثبتوا صحته، ولم يطعن فيه أحد على الإطلاق

وهذه أربع طرق كلها ظلمات بعضها فوق بعض فلا وجه لاختيار طريق منها لذلك سكت الأكابر من العلماء عن المتشابه وقالوا (أمروها كما جاءت).

المسألة الثانية:القائل بإثبات هذه الصفات علي الظاهر مع نفي الكيفية مناقض لنفسه تماماً لأنه من المعلوم عند علماء الأصول أن أقوي الأدلة هوما أجتمع فيه (قول النبي وفعله و إقراره) فالقائل علي الظاهر لابد أن يقول بالتجسيم لا محالة ولامفر له من ذلك وسأدلل بالأدلة على بطلان هذا المذهب من كل الوجوه أقول:

الأمر الأول:هذه الصفات التى وردت فى المتشابه هي (الوجه. اليدين. خمس أصابع. كف. أنامل. ساق. جنب.صورة.قدمان. ساق. وفى رواية أْذن) وفي حديث الأصابع جاء يهودي إلي النبي فذكر الحديث وفيه (إن الله يضع الجبال علي إصبع .... ) وفيه فضحك النبي صلي الله عليه وسلم وهو يرى اليهودي يشير إلي أصابعه وبلغ من شدة ضحك النبي أن بدت نواجذه مما يعد إقراراً من النبى وعدم الإنكار علي اليهودي وهذا ما قاله ابن خزيمة فى كتاب التوحيد ص76/ 77 ومتفق عليه. (وهذا إقراره)

الأمر الثاني: كان النبي يخطب علي المنبر يتلو قول الله تبارك وتعالي (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة السموات مطويات بيمينه ... ) الايه فجعل النبي يشير بقبضة يده ويضم أصابعه ويبسطها ويشير بذراعه إلى الطي فى اليمين حتى كاد المنبر أن يخر به كما في صحيح الإمام البخاري وعند الإمام أحمد وهذا لفظ الإمام أحمد (قرأ رسول الله هذه الآية ذات يوم علي المنبر وما قدروا الله حق قدره الأرض جميعاً قبضته ..... ) ورسول الله يقول هكذا بيده يحركها يُقبلُ بها ويُدبرُ يمجِّدُ الربُّ نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم فرجفَ المنبرُ برسول الله حتى قلنا لَيخِرَّنَّ به ..... الحديث. (وهذا فعله)

الأمر الثالث: قال النبي صلى الله عليه وسلم (القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن .... متفق عليه)

وحديث (مامن قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه ... متفق عليه)

وقول النبي صلي الله عليه وسلم (إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتب الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته .. هذا عند الإمام مسلم وعند الإمام البخاري خلق آدم علي صورته وطوله ستون ذراعاً وفي رواية عند الإمام أحمد وأكد علي صحتها (صورة الرحمن). (وهذا قوله)

وهي ثابتة عن ابن عمر (رضى الله عنه) والإسناد صحيح برواية أحمد وغيره فيكون الحديث بالجمع بين الروايتين (إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته صورة الرحمن) فاتفق إقرار النبى و فعله وقوله فاجتمع في المسألة الثلاث أحوال (قول وفعل وإقرار)

وثبتت هذه الأصول الثلاثة بما لا يدع مجالاً للشك فيه فلا بد للقائل علي الظاهر أن يقول بالتجسيم علي سياق واحد (والمعروف من مذاهب الأئمة الكبار أنهم لا يثبتون الإسلام للمجسمة) ولذلك قلت أن هذا هو المتشابه الذي يُقال فيه (آمنا به كل من عند ربنا)

ولذلك قال الأكابر من العلماء (أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد) ..

(وحديث "صورة الرحمن") مروى في أكثر من " 65موضعاً" أذكر منها: الصفات للدارقطنى1/ 37. الملل والنحل2/ 128، قصيدة ابن القيم2/ 276، الإبانة لأبن بطة وصححه بعد أن ضعفه في موطن آخر3/ 265 المعجم الكبير12/ 430، مسند الحارث2/ 831، لسان الميزان لابن حجر2/ 356،ونقل فيه قول الأمام أحمد ومقاطعته لأبى ثور حتى تاب حين قال صورة المضروب وقال أحمد هذا قول الجهمية وأى معنى في هذا، فتح البارى11/ 3، الفتاوى لأبن تيميه6/ 617وصحح رواية الليث بن سعد الإمام الكبير قرين الإمام مالك، اجتماع الجيوش لأبن القيم1/ 100، نفح الطيب5/ 290وفيه رواية أحمد، مجمع الزوائد8/ 198الإنصاف للبطليوسى1/ 180، كنز العمال1/ 399 تاريخ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير