تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ " ثم يأمر الله نبيه أن يخبر الناس أن الله تعالى هو الذي أوجدهم من العدم وخلق لهم السمع والأبصار والأفئدة، ومع ذلك قليل منهم من يشكر الله جل جلاله، وهو بتذكيره لهم بنعمه الجليلة يعرفهم على قبح ما هم فيه من الكفر والإشراك، فلعلهم يراجعوا حساباتهم فيؤمنوا بمن انعم عليهم بهذه النعم الجليلة، وإنما خص الله ذكر السمع والبصر والأفئدة لأنها أدوات العلم والفهم (1)، فكأن الله يعيب عليهم عدم استخدامها في الوصول إلى معرفته جل جلاله، ثم يذكر الله نعمة تكثيرهم في الأرض فيقول:" قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" وبعد تكثيرهم يموتون وإلى الله يحشرون، وعلى أعمالهم يحاسبون.

علاقة الآيات بما قبلها:

لما ذكر الله إنعامه على عباده، ذكر مغبة إنكار العباد لنعمه، وأن الله تعالى قادر أن يحول من النعمة نقمة، وفي ذلك إرشاد للناس لضرورة شكر الله على نعمه.

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)

قال تعالى: "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " بعد أن أخبرهم الله على لسان نبيه أنهم إليه يحشرون سألوا سؤالاً مستهزئين متى هذا الحشر الذي تخبرنا به، إن كنت من الصادقين، فيأمر الله نبيه بالجواب قائلاً " قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ " فهو لا يعلم وقتها، ولا يعلم وقتها إلا الله، وإنما هو مبعوث للإنذار لا للإخبار (1)

قال تعالى " فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ " وهذا وعد بانكشاف الموعود به عن كونه (2)، وعبر بالماضي هنا للدلالة على انه لا بد واقع، لا شك في ذلك والموعود به هو الحشر الذي كذب به المبطلون، فيومئذ تخاطبهم الملائكة أو الأنبياء، هذا يومكم الذي كنتم تدعون، أي تطلبونه في الدنيا وتستعجلون به استهزاءً (3).

قال تعالى: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " فلما دعا الكفار على محمد والذين معه بالإهلاك، رد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إن أهلكه الله ومن معه، أو رحمنا، فمن يدفع عن الكفار عذاب الله الأليم، فهل تظنون أن الأصنام تنجيكم من العذاب الأليم؟.

قال تعالى:" قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" أي قل لهم آمنا بالله الواحد الأحد، وعليه أعتمدنا وتوكلنا في جميع أمورنا، وستعلمون أن اتهامكم لنا بالضلال هو اتهام باطل وأن الضلال ما أنتم عليه، وفيه تهديد للمشركين.

قال الله تعالى:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " يأمر الله نبيه بتحديهم إن أصبح ماؤهم لا تصل إليه الدلاء ولا يستطيعون إخراجه، من يخرجه حتى يكون جارياً على وجه الأرض، فلا غير الله يستطيع ذلك فلم به يشركون؟.

علاقة الآيات بما قبلها:

لما هددهم الله بالعذاب، هددهم كذلك بيوم الحساب، فلو أنهم ماتوا في الدنيا ولم يبعثوا لاستراحوا، لكنهم يبعثوا فيحاسبوا

الفصل الخامس

أولا:-

أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.

ثانيا:-

ثمرة الإيمان بقدرة الله جل جلاله.

أولا:-

أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.

ويشتمل على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير