تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وندب بعد للتدريس في جامعة الكويت من 1968 ـ 1971م ونعم في تلك الفترة بصحبة الشيخ علي حسب الله رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم والشيخ زكريا البري رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة والشيخ بدر المتولي عبد الباسط والدكتور عبد الحميد طلب وغيرهم.

واختير ـ رحمه الله ـ أمينا مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية في 16/ 1/1972م ثم عميدا لكلية الشريعة وأصول الدين في 17/ 9/ 1973م ثم أمينا عاما للمجمع في 1/ 6/1974م.

وله ـ رحمه الله ـ إشرافات كثيرة على رسائل الماجستير والدكتوراه ومناقشات لها في الأزهر وخارجه.

وكان ـ رحمه الله ـ عصامي النفس عالي الهمة صداعا بالحق حربا على البدع والمنكرات حنفي المذهب غير متعصب له داعيا إلى نبذ الخلاف وفتح باب الاجتهاد.

وكان مفسرا نابغا ولم يكن الشيخ أبو زهرة ـ رحمه الله ـ يلقبه أو يناديه إلا بإمام المفسرين وكان أيضا محدثا متقنا وخطيبا مفوها تهتز له أعواد المنابر غيورا على دينه ومربيا ومعلما يروم الإصلاح ويبغي التقدم للأمة.

وكان عفيف اللسان والقلم ذا أدب رفيع وفقه في الدين تملكته خشية الله وزانته طمأنينة المؤمن وإخبات الصالحين وأوتي نصيبا موفورا من الحكمة التي أثرت إنتاجه وأذاعت فضله وأضاءت أفقه وشهرت سيرته وباعدت بينه وبين شطط الأقوال وزلل الآراء وخطل الأفكار.

وقد بارك الله الله تعالى في عمره وفي وقته رغم انشغاله بالتدريس معظم حياته وهي بلاشك أعظم أعماله وترك مؤلفات كثيرة من أشهرها: التفسير والمفسرون الذي سار مسير الشمس وله أيضا: الإسرائيليات في التفسير والحديث، الاتجاهات المنحرفة في التفسير، ابن عربي وتفسير القرآن، الوحي، مقدمة في علوم القرآن، مقدمة في علم الحديث

، تفسير سور النساء والنور والأحزاب، أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع، مالية الدولة الإسلامية، موقف المسلم من الديانات السماوية، شرح أحاديث العقيدة في الصحيحين، الأحوال الشخصية بين أهل السنة والجعفرية، وغيرها من المؤلفات.

وفي 16 ابريل 1975م وأثناء رحاته إلى العراق لحضور أحد المؤتمرات فوجئ ـ رحمه الله ـ كما فوجئ الجميع، من وسائل الإعلام بنبأ اختياره وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر فصار مشرفا على شؤون الدعوة الإسلامية في أعز جبهاتها وأفسح ميادينها وأبر أجنادها الذين تقر بإخلاصهم عين الملة السمحاء.

ولاعجب أن يكون له ـ رحمه الله ـ في هذه الوزارة كلمات صدق وتوجيهات حق وحسن اختيار للدعاة والعمل على أن يكونوا مثلا عالية وألسنة صادقة وهداة إلى الحق وأساة للأدواء وأعوانا على البر والتقوى ومغاليق للشرور والآثام ونماذج لسماحة الإسلام وعزة الإيمان.

ولم يمكث في الوزارة كثيرا وخرج منها في 9/ 11 / 1976م وظفرت به كلية أصول الدين مرة أخرى أستاذا للتفسير وعلوم القرآن حتى لقي ربه شهيدا في 3/ 7 / 1977م.

ومما قاله الدكتور إبراهيم أبو الخشب في رثائه:

في ذمة الله والإسلام والعرب ما سال من دمك المسفوك ياذهبي

خطفت في ليلة مانام حارسها وذقت فيها الذي قد ذقت من وصب

قتلت ياداعي الرحمن في غسق وللردى سبب لابد من سبب

سيان من مات في أمن وفي دعة ومن يموت صريع الجهل والشغب

لكنما لشهيد الحق منزلة يحيا بها رغم ما للموت من حجب

وصلي عليه في الجامع الأزهر وأم المصلين الشيخ صالح الجعفري إمام وخطيب الجامع الأزهر آنذاك وحضر الصلاة عليه الآلاف من زملائه وتلاميذه ومحبيه وبكاه كل من اغترف من علمه أو ذاق حلاوة عشرته أو لمس صلابة دينه وصفاء سريرته وأكبر فيه عزة نفسه وعلو كرامته أو ناله بره من قريب أو بعيد.

وشيعت جنازته في مشهد مهيب ووري جثمانه الثرى في مدافن الأسرة بالإمام الشافعي طيب الله ثراه وأسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ـ[عبد الباسط]ــــــــ[15 Dec 2007, 02:31 م]ـ

أنا آسف لو كنت أغضبت أحدا، ولكن أنا أردت أن أنقل الأمر بحيادة كأنني مؤرخ وطبعا لست كذلك، فقلت الذي أعرفه فقلت أكتم هذه أم أقولها.

وقد تعلمنا من علماء ربانيين أننا لا نأخذ العلم إلا عن العدول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير