تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأهمية. فالعلاقات الخارجية للنص، ذات طبيعة ذاتية إلى حد كبير.

خامسا: يمكن أن نلاحظ الخواص التالية فيما ليس شعرا:

العناصر البنائية الدالة، علاقتها باللغة، واحتمالاتها الموزعة على مستوى الكلام، وتلك الأخيرة، لا تتمتع بقيمة دلالية خاصة، إلا نتيجة ارتباطها بثوابت معينة على مستوى اللغة.

في حدود المستوى اللغوي، يمكن أن نميز بين نوعين من العناصر اللغوية: عناصر ذات معنى سيمانتيكي، بمعنى أنها تتعلق بشيء ما، مما يقع خارج اللغة، وعناصر شكلية، أي أنها تحظى بمعنى داخل اللغة ذاتها، كالمعنى النحوي، فإذا انتقلنا إلى الشعر:

- أية عناصر من تلك التي تنتمي إلى المستوى الكلامي، يمكن أن تسلك في دائرة العناصر الدالة.

- العناصر التي تبدو شكلية على المستوى الكلامي، يمكن أن تحظى في الشعر بطبيعة دلالية، وأن تحصل من خلاله على معان إضافية.

ولهذا، ينبغي أن نصف نصا ما، بأنه، شعري: «كلما كان مقدار العناصر الدالة فيه، يحظى بتلك الخاصية من التنامي»، ويضاف إلى ذلك، تعقيد أنظمة التوافق بين العناصر. وتحظى قاعدة «التماثل والمفارقة» في الشعر بطابع عام. فالعناصر التي تبدو في النص اللغوي، منقطعة العلاقات، بحكم انتمائها إلى بنيات مختلفة تتجلى في السياق الشعري، محكومة بمبدأ «التوازن، أو التقابل»، وهو المبدأ الذي يمثل أكثر القواعد البنيوية جوهرية، وتأثيرا في الشعر بخاصة. كذلك لا يمكن تصور فكرة فنية، خارج نطاق البنية. أما ثنائية «شكل/مضمون»، فينبغي أن تستبدل بها مفهوم «الفكرة التي تتجلى عبر بنية مساوية لها، والتي لا يمكن تحققها خارج نطاق هذه البنية. فالشعر معنى يبنى بنية معقدة، وكل عناصره المكونة له، عناصر دالة، بمعنى أنها عبارة عن إشارات إلى مضمون معين». فالعناصر الشعرية، تتحمل ثقلا دلاليا، لا تحظى بمثله في البنية اللغوية العادية. وبقدر ما تعتبر المقارنة (سواء بالتقابل، أو التماثل) القاعدة الأساس في مركب البنية، فإنها تشكل في الوقت ذاته، محور الارتكاز في تحليله.

سادسا: النص الأدبي، عمل على درجة عالية من التنظيم، يتحقق بخاصيتي: الموقعية Paradigm ، والسياقية Syntagm ، وفي مستوى الرياضيات، يتحقق بخاصيتي: التكافؤ، والتسلسل. ويتجلى التكرار في النص الأدبي، باعتباره إحداثا لمبدأ التنظيم على المستوى الواقعي، أي، التنظيم عن طريق التكافؤ. أما الموقعية، فتتحدد باعتبارها خاصية اقترانية، لأن النص، يتوزع إلى عناصر، وهذه العناصر تنتظم بدورها في بنية موحدة.

الموقعية تمنح العناصر المختلفة نوعا من المواجهة فيما بينها، فتشكل، مجموعة من الاحتمالات التفاضلية المتبادلة. فالموقعية تعني علاقة العنصر الموجود بالفعل في النص، والعديد من الاحتمالات والبدائل الصياغية الأخرى. أما في الشعر، فالبنية الشعرية ذات طبيعة تكرارية، حين تنتظم في نسق لغوي، ومن ثم تخلق وضعا شديد التعقيد. وتتحقق الموقعية في الشعر بالكامل. وهي موقعية تكرارية، يتمثل محورها الأساسي فيما يدعى بالتوازي Parallelism إن تلازم القاعدتين «النظام، وخرق النظام»، سمة موضوعية في الفن، كذلك الشعر.

سابعا: إن علاقة الكلمة بالصوت في البيت الشعري، تختلف عن تلك العلاقة في الكلام الدارج. وتتمثل وظيفة البنية الوزنية للقصيدة في أن تلك البنية حين تكسر النص إلى عناصر، فهي تشير في ذات الوقت إلى انتمائه إلى الشعر، ولكن [التوتر] في النص، ما لبث أن اتسم بطابع التناقض بين المستويات البنائية على اختلافها، فالتكرار الوزني، ينتج عناصر متكافئة، ولكن الدلالة الصوتية والمعجمية لهذه العناصر، تؤكد عدم تكافؤها. وهكذا، فإن البنية] الإيقاعية - الوزنية [، ليست مجرد نظام منعزل بذاته، وليست مجرد هيكل، يخلو من التناقضات الداخلية التي تتجلى في توزيع المقاطع المنبورة وغير المنبورة، بل إن تلك البنية، جدل وتوتر، بين أنماط مختلفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير