تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وليست «اللقطة»، مفهوما سكونيا، إنها ليست صورة ساكنة، اتصلت بلقطة تالية لها، ساكنة أيضا. ولذلك لا نستطيع أن نوازي بينها وبين الصورة الفوتوغرافية المستقلة. اللقطة، ظاهرة دينامية، تسمح داخل حدودها بالحركة، وتتضمن أحيانا قدرا كبيرا من الحركة. وهناك تعريفات: فاللقطة هي: «أصغر وحدة في المونتاج»، أو: «الوحدة الأساسية في تشكيل السرد السينمائي»، أو هي: «وحدة العناصر داخل اللقطة»، أو، هي:

«الوحدة في المعنى السينمائي». وببساطة: «نستطيع أن نستبدل بمصطلح اللقطة، مصطلح الكلمة»، وليس هذا الارتباط بين اللغة والسينما، عرضيا. ونستطيع تعريف اللقطة -يقول لوتمان- بتحليل وظائفها، وأول وظائفها: هي: الاشتمال على معنى، فهي الحامل الأساسي للمعاني في لغة السينما، لكن الوحدات الأصغر] تفاصيل اللقطة [، والوحدات الأكبر] تتابع اللقطة [، تحمل معاني أيضا. وتبقى اللقطة كما هي، بصرف النظر، عن حجم الشاشة. وفي السينما يكون مجال الرؤية ثابتا من ناحية المساحة والكم، فلا يمكن أن تتسع مساحة الشاشة أو تضيق.

ثالثا: إن حدود اللقطة الثلاثة (محيطها، طاقتها، واعتمادها على التتابع)، تجعلها وحدة بنائية مستقلة، فهي جزء من الفيلم مع احتفاظها بدورها المستقل، وتحمل معنى مستقلا. وهذه الاستقلالية، تدفع إلى بعث اتجاه مضاد له، يتمثل في محاولة التغلب على استقلالية اللقطة عن طريق إدماجها في وحدات أكثر تعقيدا من المعنى، أو عن طريق تقطيعها إلى عناصر لها دلالة ذات أبعاد أصغر. وبفضل المونتاج تتغلب اللقطة على عزلتها عن طريق التتالي الزمني.

يعتبر يوري لوتمان مواليد (1922) من أهم العلامات البارزة في «جماعة تارتو السيميائية»، وهو بشكل ما بعد شكلاني، فقد ولد في عام الذروة الإنتاجية للشكلانيين الروس، لكنه رغم إعجابه بهم، لم يكن شكلانيا، بل كان بنيويا، سيميائيا، جدليا، وهو أيضا لم يتوقف عند الشعر والسرد، بل توسع في دراسة الفنون، باتجاه دراسة الثقافات، بنفس المنهجية التحليلية البنيوية السيميائية، مبرزا التناقض والاختلاف، إضافة للتماثل والتشابه والتناظر والتوازي ... وغيرها، والأهم هو قراءة العلامات السيميائية في النصوص، ودراسة البنيات وعلاقاتها داخل النص، مع التركيز على جمالية الوحدة الشعرية للنص التي توحد النص، مع استفادته من اللسانيات البنيوية.

الهوامش

يوري لوتمان: تحليل النص الشعري، ترجمة: محمد فتوح أحمد، منشورات النادي الأدبي الثقافي، جدة، السعودية، 1999.

يوري لوتمان، وبوريس أوسبنسكي: حول الآلية السيموطيقية للثقافة، ترجمة: عبدالمنعم تليمة، في كتاب: مدخل إلى السيموطيقا، الجزء ا لثاني، منشورات عيون، الدار البيضاء، المغرب، 1986.

يوري لوتمان: مشكلة اللقطة السينمائية، ترجمة: نصر حامد أبو زيد، المرجع السابق.

الرأي

جمعة 14 تموز 2006م

ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 02:57 م]ـ

هذه المحاضرة للاستاذ عز الدين المناصرة:

يوري لوتمان، من تحليل النص الشعري إلى سيميائية الثقافات

عزالدين المناصرة

(الأردن)

ولد يوري ميخائيلوفتش لوتمان في «لينينغراد»، العام 1922، ودرس الأدب الروسي والحياة الثقافية في القرنين الثامن والتاسع عشر. عمل أستاذا بجامعة تارتو في أسيتونيا، منذ العام 1963. أسس «جماعة السيميائيات» في العام 1964، التي انضم إليها عدد من الدارسين المرموقين في تخصصات متنوعة: الرياضيات، واللغويات، والدراسات الشرقية، والأساطير، والفولكلور، والجماليات. ومن أهم مؤلفات لوتمان: بناء العمل الفني، بناء العمل الشعري، سيميائية السينما، تحليل النص الشعري.

تحليل النص الشعري (1972)

يرى لوتمان أن النقد الأدبي، هو «علم الأسئلة»، قبل أن يكون «علم الإجابات»، وأن النص الشعري، كل متكامل متفرد عن غيره، ومستقل بذاته، وبنيته الداخلية، كل يتمتع بوحدة فنية وفكرية. ويتحدد حل المشكلة العلمية، بمنهج البحث، وشخصية الباحث: خبرته وموهبته وحدسه النفسي. كما يسمح تحليل النص بعدد من المداخل. لذلك، فإن محور اهتمام الناقد، كما يضيف لوتمان، هو القيمة الفنية الخاصة التي تجعل ذلك النص، مؤهلا، لتحقيق وظيفة جمالية معينة. والنصوص متنوعة الوظائف في واقع الحياة الثقافية. لهذا يرى لوتمان أن النص، لكي يحقق غايته الجمالية، يجب أن يحمل في الوقت نفسه، عبء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير