تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأقوى هذه الدلالات هو أن يعرف كل إنسان قدر نفسه0

ويساوى هذه الدلالة خطوات أبو دجانة مختالاً فى المعركة00

كلاهما يعرف قدر نفسه, وهذه دلالة الصحة00 لا القوة ولا الضعف

ولكن إدرك القوة والضعف0

لا وقت للانسياق وراء الإحساس بالبطولة والشجاعة والزعامة بين الإنسان ونفسه0

لا وقت للاطمئنان الوهمى إلى صواب الإنسان بينه وبين نفسه0

لا وقت000 حتى ولا طرفة عين000 ولهذا يستعيذ النبى صلى الله عليه وسلم

بالله أن يوكله الله إلى نفسه طرفة عين فيقول:

(اللهم لاتكلنى إلى نفسى طرفة عين فأكن من الخاسرين)

من أجل ذلك كان لابد من إنشاء علم النفس الإسلامى0

وإنشاء علم النفس الإسلامى يقوم على ثلاث دعائم

1 - المنهج القياسى0 2 - النفس القياسية0 3 - البيئة القياسية

المنهج القياسى:

وما نعنيه بالمنهج القياسى أن يكون منهج هذه الدرسة منهجا ًربانياً

لأن الله عز وجل هو الخالق وهو الأعلم بمن خلق كما قال سبحانه

(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (الملك:14) 0

والتعقيب بقوله سبحانه وتعالى وهو اللطيف الخبير يدل على معرفة

الإنسان بصورة كاملة, فاللطيف: العالم بدقائق الأمور والخبير هوالعالم

بكنه الشىء المطلع على حقيقته وهذا التفسير أنسب ما يكون للنفس البشرية

بدقتها وغموضها وحقيقتها وكنهها, والواقع أن هذا الأسلوب شرط علمى لأى

دراسة فى النفس البشرية0

والقرآن هو المنهج الربانى, ولذلك لابد أن تنطلق أى دراسة للنفس من القرآن الكريم,

وكما كان من المستحيل إدراك حقبقة النفس إلا من خلال ما علمنا من كتاب ربنا

وهو خالقنا فإنه كان من المستحيل أيضاً إدراك حقيقة السلوك إلا من خلال ما

علمنا كتاب ربنا وخالق أعمالنا (والله خلقكم وما تعملون) ولذلك كان المنهج قياسياً

لأنه منهج الذى يعلم النفس ويعلم عملها يعنى: الطبيعة والسلوك0

وكذلك النصوص الشرعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكذلك أقوال الصحابة والتابعين الدائرة فى إطار هذه الدراسة باعتبارهم السلف الناقل إلينا فهم الكتاب والسنة0

وأى منهج يدعى أحد قياسيته يكون كذبا لأنه من عند نفسه فلابد أن يتأثر بطبيعته

وأحواله النفسية وبيئته الاجتماعية0

النفس القياسية:


أما النفس القياسية فهى التى يتصور أصحاب المناهج الجاهلية فى دراسة النفس أنها أمر مفترض نظريا ليس له وجود فى الواقع, أما فى الدراسة الاسلامية فإن النفس القياسية عندنا هى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن هنا كان قول الله عز وجل (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)
وهذه الآية نزلت بمناسبة غزوة الأحزاب حيث تميز رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن جميع الصحابة بشجاعته حين خافوا, وقوته حين ضعفوا0فكان ذكر الآية فى غزوة الأحزاب دليلا فى ذاته على قياسية نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلمفى غزوة الأحزاب (من يأتينى بخبر القوم وأضمن له الجنة) فلا يقوم أحد0حتى قال (قم يا حذيفة, فقام وهو يقول: والله لولا سمانى ما قمت0) فالآيات تقرر خوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباته هو0

البيئة القياسية:

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير