[دار الكتب المصرية منجم للتراث العربي تفيض مكنوناته بعبق الحضارة الإسلامية]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 07:03 ص]ـ
http://www.daralhayat.com/classics/03-2007/Item-20070330-a3f96258-c0a8-10ed-0090-0556bfb7689c/books_17.jpg_440_-1.jpg (http://www.daralhayat.com/classics/03-2007/Item-20070330-a3f96258-c0a8-10ed-0090-0556bfb7689c/story.html)
خالد عزب الحياة - 31/ 03/07//
خرجت دار الكتب في حلتها الجديدة لتستعيد دورها في بث روح الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي، والتي وبافتتاحها تكون قد اكتملت عمليات التطوير الضخمة لأكبر متحف للمخطوطات في العالم.
فلطالما اعتبرت دار الكتب أو «الكتبخانة المصرية»، كما كان يطلق عليها، واحدة من أهم المشروعات الثقافية، منذ أن أصدر الخديوي إسماعيل في 23 آذار (مارس) 1870 أمراً إلى علي باشا مبارك - ناظر المعارف وقتئذ - بجمع المخطوطات والكتب التي كان قد أوقفها المرء والعلماء على المساجد ومعاهد العلم ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على غرار مكتبة باريس. فكانت الخادم الأمين للثقافة العربية والإسلامية وبمثابة الجامعة الشعبية التي خرج من رحمها آلاف العلماء والمفكرين في شتي مجالات المعرفة.
تبدأ حكاية هذه الدار من أحد البنايات في شارع درب الجماميز، حيث شغلت طابقاً واحداً من قصر الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، وفي سبيل تحقيق رسالتها تم نقل محتويات مكتبة قولة التي سبق وأقامها محمد علي إلى دار الكتب، واشترى إسماعيل مكتبة شقيقة مصطفى فاضل بمبلغ 13 ألف ليرة عثمانية وأهداها إلى الدار وكانت من نوادر المخطوطات ونفائس الكتب. ثم توالت عمليات التزويد سواء بالشراء أو الإهداء، ومن بينها مكتبة خليل آغا ومكتبة إبراهيم حليم والمكتبة التيمورية ومكتبة السيد عمر مكرم وغيرها.
وفي الأول من كانون الثاني (يناير) وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس لمبنى دار الكتب في باب الخلق على أن يخصص الطابق الأرضي لدار الآثار العربية (الأنتيكخانة أو المتحف الإسلامي في ما بعد) وبقية المبنى للكتبخانة الخديوية التي تم الانتهاء من تشييدها في منتصف عام 1903 وفتحت أبوابها للجمهور في عام 1904.
ولما قامت ثورة تموز (يوليو) 1952، كانت الدار في مقدم المرتكزات التي اعتمدت عليها الثورة كأهم مفردات الثقافة، واتجه التفكير في العناية بالدار بعد أن ضاقت بمقتنياتها، فتم إنشاء مبنى جديد على كورنيش النيل عام 1971. وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي خالجت فكرة ترميم هذا المبني السيدة الفاضلة سوزان مبارك بعد أن تعرض لعوامل بيئية أوشكت على أن تهدده بالانهيار، فتلقفها الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الذي استهدف إعادة وضع دار الكتب على الخريطة الثقافية باعتبارها ذاكرة الوطن.
فخصصت دار الكتب على كورنيش النيل لتكون المكتبة الوطنية التي تقدم خدماتها للباحثين في كل مجالات المعرفة المطبوعة من كتب ودوريات، بينما انفردت دار الكتب القديمة بباب الخلق بالتراث المخطوط والبرديات والمسكوكات وأوائل المطبوعات، فضلاً عن انفرادها بمتحف للمقتنيات التراثية لكي يكون شاهداً على ما قدمته الثقافة المصرية من خدمات جليلة للثقافة العربية والإسلامية، ليصبح المعرض مزاراً يقتني أندر المصاحف والمخطوطات والمسكوكات وكافة المقتنيات النفيسة، حيث يشعر الزائر بأهمية ما قدمته مصر للثقافة العربية والإسلامية بل وللإنسانية في شتى مجالات المعرفة.
وقد افتتح الرئيس حسني مبارك وقرينته ووزير الثقافة المصري دار الكتب بباب الخلق لتضيف إلى إنجازات الرئيس انجازاً مهماً وجديداً في تاريخ الحضارة العربية. حيث أصبح المبنى في صورته النهائية تحفة معمارية رائعة، جمعت بين الطراز المعماري التاريخي للمبنى واللمسات الفنية والمعمارية الحداثية التي تواكب العصر.
وتأخذ الدار على عاتقها حماية المخطوطات العربية والتركية والفارسية وإتاحتها للباحثين عبر الوسائل الالكترونية، في سبيل حرصها على نشر التراث وتحقيقه باعتباره واحداً من أهم وظائف دار الكتب. لذا تحتضن الدار مركز ترميم أعد خصيصاً لهذا الغرض، كما تم إعداد موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية ليكون واسطة الاتصال بين الدار وكل المستفيدين والمهتمين في شتى مناحي الأرض.
¥