ليس هذا فحسب؛ بل أعدت الدار بانوراما متحفية تعرض أندر المخطوطات والمصاحف والبرديات واللوحات والخرائط والأجهزة الموسيقية ذات القيمة التاريخية لتصبح عملاً فنياً رائعاً يكلل مجهوداً جباراً استمر طوال ست سنوات كاملة وبلغت تكلفته الإجمالية 85 مليون جنيه، بمساهمة مؤسسات مصرية وشخصيات وطنية وبعض الشخصيات العربية.
تزخر الدار الآن بنفائس الحضارة الإسلامية منها 27 مصحفاً مخطوطاً محلاة بالذهب واللازورد، وتقتني20 بردية تعود أقدمها إلى عام 90 هجري، كما تقتني نماذج مصغر لقبة الصخرة وحبة قمح كتبت عليها تواريخ من تولوا حكم مصر، فضلاً عن أقدم عملة في دار الكتب وهي دينار ذهبي يعود إلى عام 77 هجري.
ويضم العرض المتحفي مجموعة من أندر وأثمن المقتنيات التراثية وتتمثل في المخطوطات التي تضم القاعة منها 132 مخطوطاً في مختلف المجالات كالطب والفلك والأدب والديانات واللغة، وهي مكتوبة بالعربية والتركية والفارسية.
ومن أقدم المخطوطات المعروضة والمكتوبة باللغة العربية كتاب «مشكل القرآن» لابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ/ 889م)، والمخطوط منسوخ عام 379هـ/ 989م. وبالنسبة للمخطوطات التي كتبت باللغة الفارسية تجد «الشاهنامة» وهي أعظم ملحمة أدبية فارسية، قضى مؤلفها أبو القاسم الحسن بن إسحاق بن شرف شاه المعروف بالفردوسي (ت 413هـ/ 1022م)، ثلاثين عاماً في نظمها، وهذه النسخة المعروضة كتبها لطف الله بن يحيى بن محمد بمدينة شيراز عام 796هـ/ 1393م. ومن أقدم المخطوطات التركية المعروضة ديوان «يوسف وزليخة» من نظم حمد الله بن آق شمس الدين، وهذه النسخة المعروضة مجدولة ومحلاة بالذهب وتضم عدداً من الصور البديعة الملونة، وقد فرغ من نسخها عام 985هـ/ 1577م.
ولا تخلو جعبة الدار من أوائل المطبوعات، حيث يوجد بها 40 كتاباً تمت طباعتها ما بين الأعوام 1514 حتى 1884 وهي متنوعة، ومختلفة المجالات، منها قرآن كريم، وتوراة موسى الخمس، كتاب الفلاحة، ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، وأقدمها كتاب «صلاة السواعي، الصلوات الليلية والنهارية» وهو لاهوت مسيحي، طبع عام 1514.
وهناك 21 دورية من أوائل الدوريات توقف صدورها، والبعض الآخر لا يزال يصدر، فمن الدوريات التي توقف صدورها اللواء والمقتطف والتنكيت والتبكيت، وهناك أيضاً 29 خريطة نادرة وأهمها خريطة البورتولان وهي من الخرائط التجارية البحرية المستخدمة في العصور الوسطي، وقد تم رسمها عام 1404م.
وتضم دار الكتب مجموعة من المسكوكات والعملات ذات القيمة الثرية المهمة ومعظمها عملات ذهبية، وفضية من فئة الدينار ونصف الدينار والدرهم، كما يوجد عدد من العملات النحاسية والبرونزية والورقية والتي صكت في عصور مختلفة، بداية من العصر الأموي وحتى عصر الدولة العثمانية فعصر محمد علي وأسرته حيث تعرض من هذا العصر الأموي، حتى عصر الدولة العثمانية، فعصر محمد علي وأسرته حيث تعرض من هذا العصر مجموعة من القطع النقدية والميداليات التذكارية، وترجع أقدم العملات المعروضة إلى العصر الأموي فقد صكت عام 77هـ/ 696م، وهي عملة ذهبية مستديرة من فئة الدينار.
وتضم دار الكتب قاعة بها 17 لوحة، منها 12 لوحة خطية تمتاز بجمال الخط، وروعة الزخرفة، وخمس لوحات فنية مرسومة، ومن أجمل اللوحات الخطية المعروضة، لوحة الخطاط عثمان المعروف بحافظ القرآن عام 1105هـ/1693م وهي تتضمن 20 مرقعة في تعليم الخطوط العربية.
وتضم دار الكتب أربعة ألبومات تذكارية تشتمل على صور فوتوغرافية لمديري دار الكتب الذين تولوا إداراتها في الفترة من 1879م حتى 1938م، كما يضم صوراً فوتوغرافية لأساطين «سلاطين «الدولة العلوية، على رأسهم صورة لمحمد علي باشا مؤسس الدولة، والصور المعروضة تغطي الفترة من عام 1805م حتى 1917م، وألبوم يشتمل على مجموعة من الطوابع، منها الطوابع التذكارية التي صدرت في مناسبات مختلفة، يأتي في مقدمها: مجموعة طوابع تذكارية صدرت بمناسبة انعقاد مؤتمرات دولية بالقاهرة ومجموعة صدرت في إيران بمناسبة عقد قران الأمير محمد رضا شاهبور على الأميرة «فوزية» بطهران عام 1939.
أما المواد السمعية فتضم دار الكتب جهازي فونوغراف، وجهاز أسطوانات نحاسية، وترجع جميعها إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كما يعرض أيضاً مجموعة من الاسطوانات لمجموعة من مشاهير الغناء القديم منهم سلامة حجازي وسيد درويش وأم كلثوم. وتضم دار الكتب خمس عشرة وثيقة تتنوع بين التقاسيط والسجلات والفرمانات، باللغتين العربية والتركية.
كما تضم دار الكتب واحدة من المكتبات الخاصة وهي مكتبة قصر عابدين، ومن المكتبات المهداة مكتبة الدكتور فؤاد سزكين، كما تضم مجموعة من كتب اللغات الشرقية الفارسية والتركية والعبرية، ومن أهم مقتنيات قاعات الاطلاع مجموعة من الموسوعات ودوائر المعارف وكتب التراجم.