تقبلوا أفضل التحية مع وافر التقدير
وما زلت أطمع بأن يفيدني أهل الفصيح -وهم أهل الكرم- بأي فائدة حول الموضوع
أختكم: مُجاهِدة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 04:15 م]ـ
قد يكون كلام " أبي علي القالي "في كتابه "الأمالي "عندك ولكني أضعه ليقرأه الآخرون
(("الكلام على الإتباع"
قال أبو علي: الإتباع على ضربين
: فضرب يكون فيه الثاني بمعنى الأول فيؤتى به تأكيداً، لأن لفظه مخالفٌ للفظ الأول؛ وضرب فيه معنى الثاني غير معنى الأول؛ فمن الإتباع
[ line]
قولهم: "أسوان أتوان" في الحزن، فأسوان من قولهم: أسى الرجل يأسى أسىً إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان أس حزين. وأتوان من قولهم: أتوته آتوه بمعنى أتيته آتيه وهي لغة لهذيل، قال قال خالد بن زهير: يا قوم ما بال أبى ذؤيب كنت إذا أتوته من غيب
يشمّ عطفي ويمسُّ ثوبي كأننّي أربته بريب
[ line]
ويقولون: ما أحسن أتويدي الناقة وأتى يديها، يعنون رجع يديها، فمعنى قولهم: أسوان أتوان حزينٌ متردّد يذهب ويجيء من شدة الحزن.
ويقولون: عطشان نطشان، فنطشان مأهوذ من قولهم ما به نطيشٌ أي ما به حركة، فمعناه عطشان قلقٌ.
[ line]
ويقولون: خزيان سوآن، فسوآن مأخوذ من قولهم سوأةٌ سوآء أي أمر قبيح، ورجل أسوأ وامرأة سوآء إذا كانا قبيحين، وفي الحيث: "سوآء ولودٌ خيرٌ من حسناء عقيم".
[ line]
ويقولون: شيطان ليطان، فليطان مأخوذ من قولهم لاط حبّه بقلبي يلوط ويليط أي لصق. ويقال: للولد في القلب لوطةٌ أي حبٌّ لازق. ويقولون: هو ألوط بقلبي منك وأليط أي ألزق، ويقال: ما يليط هذا بقلبي، وما يلتاط أي ما يلصق، ويقال: ألاط القاضي فلاناً بفلان أي ألحفه به، فمعنى قولهم: شيطان ليطانُ لصوقٌ.
[ line]
ويقولون هنيءٌ مريءٌ، وهو من قولهم هنأني الطعام ومرأني، فإذا أفردوا لم يقولوا إلا أمرأني، ولم يقولوا مرأني.
[ line]
ويقولون: عييٌّ شويٌّ، فالشوى مأخوذٌ من الشوى: وهو رذال المال ورديئته، وقال الشاعر: أكلنا الشّوى حتّى إذا لم ندع شوىً أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
فمعناه عييٌّ رذلٌ، ويمكن أن يكون مأخوذاً من الشويّة وهي بقيّة قوم هلكوا، وجمهعا شوايا، حدّثني بهذا أبو بكر بن دريد وأنشدني: فهم شّر الشّوايا من ثمودٍ وعوف شرّ منتعلٍ وحافي
[ line]
ويقولون: عييّ شيءٌّ، وشيءّ أصله شويّ، ولكنه أجرى على لفظ الأوّل ليكون مثله في البناء.
[ line]
ويقولون: عريض أريض، فالأريض: الخليق للخير الجيد البنات، ويقال: أرض أريضة، قال الشاعر: بلاد عريضة وأرض أريضة مدافع غيثٍ في فضاء عريض
ويقال: أكّه يؤكّه أكّاً إذا زحمه، والزّحام: تضييق.
[ line]
ويقولون: كزٌّلزُّ، فاللّزُّ: اللاصق بالشيء من قولهم: لززت الشيء بالشيء إذا ألصقته به وقرنته إليه، والعرب تقول: هو لزاز شرٍّ، ولزيز شرٍّ، ولزّشرٍّ.
[ line]
ويقولون: فدم لدم، فالفدم: العيّ البليد، ويقال: الجبان، واللّدم: الملدوم وهو الملطوم، كما قالوا: ماء سكب أي مسكوب، ودرهم ضرب أي مضروب، أبدلت الطاء دالاً لتشاكل الكلام.
[ line]
ويقولون: رغماً دغماً شنّغماً، فالدّغم والدّغمة: أن يكون وجه الدابة وجحافلها تضرب إلى السواد ويكون وجهها مما بلى جحافلها أشدّ سواداً من سائر جسدها، فكأنه قال: أرغمه اللّه وسوّد وجهه، ويمكن أن يكون الدّغم: الدّخول في الأرض، فيكون من قولهم: أدغمت الحرف في الحرف، وأدغمت اللجام في فم الفرس، فأما شنّغم فلا أعرف له اشتقاقاً، وسألت عنه جميع شيوخنا فلم أجد أحداً يعرفه، وقد ذكره سيبويه في الأبنية، وكان مشايخنا يزعمون أن كثيراً من أهل النحو صحّف في هذا الحرف في كتاب سيبويه، فقال: شنّعم بالعين غير المعجمة، والذي روى ذلك له وجه من الإشتقاق وهو أن تعجل الميم زائدة، كما أنها في زرقمٍ وستهمٍ وجلهمةٍ، ويكون اشتقاقه من الشّناعة كأنه قال: أرغمه اللّه وأدغمه اللّه وشنّع به. ويقولون: فعلت ذلك على رغمه وشنعه.
[ line]
¥