تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[4] يلاحظ أن عقيدة الوحي في الإسلام والمسيحية واليهودية واحدة من حيث مصدر الوحي ومختلفة من حيث كيفية حدوثه. فبينما يكون الوحي في الإسلام عبر وسيط هو الملك جبرائيل، يكون في العقيدة اليهودية مباشرة أي أن الله سبحانه وتعالى مثل شاخصاً وسلم بنفسه ألواح التوراة إلى موسى. أما في العقيدة المسيحية فيكون الوحي بإلقائه في قلوب الرسل الذين دونوه في الأناجيل.

[5] تطور الفرع الشرقي للمذهب تطورا ملحوظا لأن الإسكندرية كانت مركزا لتيارات مسحية كثيرة كالمذهب الغنوصي ومذهب آريوس الذي ينفي صفة اللاهوت عن عيسى ويثبت له الناسوت فقط، وغيرهما من المذاهب. وقد عثر بين نصوص "نجع حمادي" في سيناء على طائفة كبيرة من نصوص المذهب الغنوصي مكتوبة باللغة القبطية. ويعتقد أن بعضها كان مترجما من اليونانية إلا أن الأصول اليونانية لمخطوطات "نجع حمادي" ضائعة فلا يثبت هذا الظن. وتعتبر النصوص التي عثر عليها سنة 1945 في "نجع حمادي" من أهم مصادر المذهب الغنوصي على الإطلاق. تتكون هذه النصوص من مجموعتين. تتكون المجموعة الأولى من النصوص التالية: صلاة الرسول بولص، إنجيل يعقوب، إنجيل الحقيقة، في يوم القيامة، ثلاث رسائل شتى. وتتكون المجموعة الثانية من إنجيل فيليبوس فقط.

[6] إنجيل متى، الإصجاح الثاني عشر، الآية الخامسة والعشرون: "فعلم يسوع أفكارهم فقال لهم إن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه لا يثبت". ويقصد بطليموس بالمخلص (من اليونانية ?????، ومعناها "المخلص، المنقذ) المسيح عليه السلام. وهي ترجمة مستعارة لاسم المسيح في العبرية: ???? (= يِشُوَع)، المشتق بدوره من الجذر ??? (يَشَع) الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/ وفعله وَسِعَ لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية ولأن الشين العبرية تجانس السين في العربية. والخلاص يكون من الضيق وهذا هو المعني الأصلي (الإتيمولوجي) للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. والتطور اللغوي ذاته شهدته لفظة "المسيح" في اليونانية ذاتها: ??????? (= Christos)، لأنها ترجمة مستعارة لكلمة ???? (= مَشِيَح) في العبرية، المشتقة بدورها من الجذر السامي الأصلي /مسح / وفعله "مَسَحَ"، لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح راس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/ ???? (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة ??????? (= Christos) هي ترجمة مستعارة.

[7] إنجيل يوحنا، الإصحاح الأول، الآية الثالثة.

[8] بما أن فلورة مسيحية معتقدة فإن بطليموس يحاول إقناعها بمذهبه معتمدا في برهنته على النقل وليس على العقل. ويقصد "بمفهوم الكائنات" الأدلة العقلية.

[9] إنجيل متى، الإصحاح التاسع عشر، الآية الثامنة والسادسة. والطلاق مباح عند جميع النصارى ما عدا الكاثوليك الذين لا يبحون منه إلا ما كان قبل البناء.

[10] سفر الخروج، الإصحاح العشرون، الآية الثانية عشرة. واضح أن بطليموس هنا يقتبس من العهد القديم ويعزو ذلك إلى المخلص وهو المسيح عليه السلام. وهذا عائد إلى عقيدة "الكلمة" المسيحية التي تعتبر المسيح قديما غير حادث لأنه كلمة الله (انظر الآية الأولى من إنجيل يوحنا). وربما كانت هذه العقيدة ـ أي اعتبار كلمة الله قديمة ومن ثم اعتبارها أقنوما ثانيا يضاف إلى الله ليكون به وبالروح القدس ومعهما عقيدة الثالوث ـ هي التي جعلت المعتزلة عند المسلمين يعتقدون أن كلام الله حادث لأنهم أرادوا تفادي ذلك في الإسلام.

[11] يلاحظ أن المسيح عليه السلام يقصد بقوله "ولكنكم عطلتم شريعة الله من أجل سنن الأقدمين" استبدال أحبار اليهود التوراة المكتوبة بالتوراة المنقولة تواتراً شفهياً بعد تدوينها، وهي المسماة "بالمشناة" والتي تكون متن التلمود الذي استبدل في القرون الوسطى التوراة المدونة أي الكتب موسى الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام استبدالاً تاماً، الأمر الذي أدي إلى انتقاد النصارى لليهود واتهامهم بأنهم عطلوا شريعة الله باستبدالها بأعمال أحبارهم (سنن الأقدمين). ولكن هذه التهمة لم تبق حكراً على النصارى لأنها امتدت إلى أوساط اليهود وتسببت في أكبر شرخ عرفته اليهودية في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير