تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تاريخها. فلقد أصبحت التوراة في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها، فأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة "القرائيين" لدى اليهود (نسبة إلى كثرة قراءة "المِقْرَأ" وهو كتاب العهد القديم). أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيماً للفرقة أيام أبي جعفر المنصور المتوفى سنة 158 هجرية (775 ميلادية). وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب التلمود (التلمودين البابلي والمقدسي) واعتباره إياه بدعة ابتدعها الأحبار ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، ومطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله. ولقد أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان هذا إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام المسوريون، وهم من علماء القرائين، بإدخال نظامَي الإعجام والإشكال في عبرية العهد القديم معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دُوِّنَ كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي.

[12] سفر إشعياء، الإصحاح التاسع والعشرون، الآية الثالثة عشرة [نسخة الترجمة السبعينية]!

[13] يقصد بطليموس بإضافة الأحبار "كتاب المشناة" (> ????) الذي يقول اليهود فيه إنه التوراة التي أنزلها الله على موسى في سيناء "على شفته" (?? ???? = عَلْ سفتاه)، بعكس التوراة التي أنزلها في الألواح وتم تدوينها (الكتب الخمسة). إذا: يعتقد اليهود بوجود تواراتين: واحدة نزلت مكتوبة، وأخرى ألقاها الله في فم موسى فرواها ليهوشع الذي رواها بدوره لأحبار اليهود الذين دونوها قبل ظهور المسيحية بحوالي قرن من الزمان. وتشكل هذه المشناة (ومعناها الحرفي: "الثانية" أي التوراة الثانية") متن التلمود.

[14] انظر إنجيل متى، الإصجاح الخامس، الآية السابعة عشرة: "لا تظنوا أني أتيت لأُحلَّ الناموس والأنبياء؛ إني لم آت لأحل لكن لأتمِّم".

[15] يسلم بطليموس بأن هذا الجزء الإلهي من شريعة موسى، الذي أتمه المسيح عليه السلام، من عند الله. وفي الوقت نفسه يقول بأنه ناقص أتى المسيح عليه السلام لإتمامه. وهذا هو النسخ بعينه!

[16] درج القديس بولص وتبعه في ذلك أوائل علماء النصرانية على تفسير جميع ما لم يرق لهم من الشرائع اليهودية تفسيرا روحانيا وذلك بعد إبطال العمل بها. وفي الحقيقة كانت رومة وأعمالها إبان ظهور المسيحية تعاني من فراغ روحي كبير، ولم يكن الرومان يحبذون الشرائع اليهودية الكثيرة المتعلقة بالمأكل وغيره التي تتسم بالتعقيد، فكانوا يريدون دينا يشبعهم من الناحية الروحية بدون تكليفهم بشرائع وسنن لا يستسيغونها ... من ثمة الاعتقاد السائد بأن المسيحية "على قد رغبات الرومان" كانت من وضع القديس بولص (من ثمن كلمة: Paulinism أي "الديانة البولصية" وذلك تمييزاً لها من المسيحية كما بشر بها المسيح عليه السلام). وقد أدى اكتشاف مخطوطات البحر الميت إلى اكتشاف الخطوط العريضة للديانة المسيحية كما بشر بها المسيح عليه السلام. وأحيل المهتمين بهذا الموضوع إلى قراءة الكتاب التالي: Robert Eisenman & Michael Wise, The Dead See Scrolls Uncovered. Element Book Ltd., Dorset, England, 1992.

[17] تكون هذه المقولة وغيرها أساس الجدل الديني بين النصارى واليهود لأنه يتعلق بمفهوم النسخ الذي يأخذ به علماء النصرانية ويعملونه في جدلهم مع اليهود (فقط).

[18] انظر سفر اللاويين/الأحبار، الإصحاح الرابع والعشرين، الآية العشرين: "الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن، كالعيب الذي يحدثه في الإنسان يُحدث فيه"!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير