تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-- أنظر هذا ما أراده لك الوحدة و العذاب، ينتشي كلما أعاد لذاكرتك أجمل سنين عمرك و ألبسها أقنعة مفزعة يلون ماضيك بألوان قاتمة بينما كانت ألوانه مبهجة تدخل السرور على قلبك المحزون، يجيئك ممتطياًَ صهوة جواده الجامح شاهراً سيفه ليغرس نصله في قلبك فينزف دون انقطاع، مسلطاًُ قنواتك الدمعيه لتعلن الثورة على سكون عينيك فتحيلهما لنهرين من دموع، حتى روحك الساكنه يحيلها كرياح هائجة تضرب في جسدك فتدمر أعضاءه و تصيبك بكل ما تعاني منه و تشكو.

- أيها الملعون أتراقب خطواتي؟، كيف عرفت أنني ذهبت في زيارات عدة لأكثر من طبيب؟

-- وترحل دونما تشخيص مقنع، تضع الخراطيم في يديك و ينسحب الدم من أوردتك، يفحصوه فلا يجدوا ما يدعو لما أنت عليه من حال يرثى له، يضعوا بين راحتيك بعض المهدئات و ينصحوك بالراحة.

- أكنت معي؟!

-- ألم أقل لك مراراً ألا تعيد علي هذا السؤال السخيف؟!

- لن أكرره و لن أحدثك تارة أخرى، سأنأى به عنك حتى لو أزهق روحي

و اعتصرها بين يديه سيكون أرحم على من سطوتك و تجبرك و ربما اعتصر مع روحى ما يلاحقني من عذاباتي.

-- لن أذهب عنك إلا إذا تخليت أنت عني و نزعتني من صدرك، أو نزعته أنت منك، هذا الذي أفسد علي حبك و أئتناسك بنبضي في دمك.

- لن أنصرك عليه و أعلم أيها المراوغ اللعين أنك تريد قتله لتتركني لنفسي فلن أحتاج وقتها لك، نفسي ستغنيني عنك آه يا من سكبت في أحشائي لعناتك فسكنتها

هممت لاستنشق بعض من هوائي المعبأ بأنفاس الغضب المشتعلة بداخلي بعدما كنت قد أقلعت عن استنشاقه منذ أكثر من ثلاثة أيام في محاولة مستمية لأثبت لنفسي و لو لمرة أنني قادر على اتخاذ قرار سطوته مني دون غيري.

سمعت ضحكاته تملأ المكان و تتطاير أصداؤها مع هوائي العفن.

- - سأتركك الآن و أرحل عنك كما طلبت، لن أعذبك بوجودي فلا حاجة لي بك.

- أنتظر عزازيل لا تتركني وحدي، دونك لن أشعر بلذة أثمي.

-- هذه المرة لن تشعر إلا بلذة ما تفعل، ستلغي كلمة إثم من قاموسك،

لقد قتلته

- أيها المجرم ألم أمرك أن تكف يديك عنه؟!

-- ليس باستطاعتي قتله .. أنا أضعف من ذلك بكثير فقط كنت أجادله ليهدأ

و يغفو عنك و لو قليلاً.

- إذن من القاتل؟!!

-- إنه أنت، نعم أنت وحدك.

- يا لتعسي و حسرتي أكاد أرى روحه تزهقها أنفاسي، لا لم يمت أنت كاذب باستطاعتي إيقاظه، سأستجدي رضاه هو دون غيره.

رميت نرجيلتي و قطعتي السوداء و هجرت فراشي المدنس بالإغواء و ذهبت إلى حيث استكانت روحي و استشاط هو غيظاً.

في المسجد سمع المصلون بعد أداء فريضة الفجر شهقة عالية تبعها سكون.

تمت

ـ[أبو الفضل الأزهري]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين، وبعد فبارك الله فيكم على هذه المسابقة، وأود لو وسعتم الدائرة بأكثر من مشاركة مع نسبة كل عمل لصاحبة، وجزاكم الله خيرا

ـ[ضاد]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 10:43 ص]ـ

يمكنك المشاركة بأكثر من قصة على أن تحدد أيها تريدها أن تدخل في التقييم.

ـ[أبو الفضل الأزهري]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 11:54 ص]ـ

السمكة والصياد

عجيب حقا أمر الإنسان!! يتعلق أحيانا بأمور وهو يعلم يقينا أنه لايستطيع التعلق بها ولايستطيع الاستمرار معها، ومع ذلك يشغل نفسه بها ويظل حائرا تائها ;) فها هو الصياد (وكلنا صياد) يخرج يوما من بيته في الصباح الباكر قاصدا النهر العذب الجاري متوكلا على ربه أن يرزقه قوت يومه، ويحمل على أكتافه شبكة الصيد ويستقل قاربه الصغير فيتعمق به داخل النهرالكبير، وإذا به أثناء سيره يلمح جزيرة صغيرة في وسط النهر، لم يكن يأبه لها قبل ذلك، فدار بباله أن يغير وجهته اليوم إليها، ويصيد السمك من عليها، وفعلا ذهب إلى المحتوم ودارحولها وألقى شباكه، ثم نزل من قاربه على ظهر تلك الجزيرة ليرتاح قليلا، وفي أثناء ذلك بدا له لمعان على صفحة الماء فأراد أن يعرف مصدره وسببه، فأخرج من عدته جوبية (شبكة صغيرة) فألقاها باتجاه ما رأى، فإذا بالجوبية تخرج سمكة رائعة الألوان خلابة الشكل والمنظر، فوقعت عينه عليها فانبهر بها، وأمعن النظر إليها فأحس أنها أيضا تنظر إليه، وتبادلا النظرات فقرأ كلاما كثيرا في عينها وشعركأنها تقول له: ما أبهاك وما أجملك.فشعر بانجذاب شديد نحوها فقال في نفسه:ولعلها أيضا ولعلها. وعلى الفورأنزل نصف الجوبية في الماء حتى تتنفس السمكة وظل يبادلها النظرات ويقول في نفسه: ياليتها بشرية حورية أو ياليتني مثلها حتى أصحبها ولا أفارقها. ومرت اللحظات بل الساعات وهو جالس يهيم في أفكاره وخياله ونسي شباكه وصيده، وهو يعلم علم اليقين أن ما يدور بباله لن يكون فهي لن تعيش معه بعيدا عن الماء وهو لن يعيش معها داخل الماء وللأسف يظل الصياد في حيرته فمتى الإفاقة؟! ونظل معه نتسائل هل تفكيره في الأصل سديد؟ وهل ما قرأه في عينها أكيد؟ وحتى لو كان ذلك كذلك فهل الاسترسال فيما هو فيه رشيد؟ هذه تساؤلات تعرض على عقولكم ففكروا فيها بألبابكم، وأنسحب سريعا من بينكم حتى لاأقطع عليكم تأملاتكم، ألهمكم الله رشدكم.وإلى لقاء آخر إن شاء الله استودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير