تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

البلد ويبدأ في تحقيق أحلامه بعيدا عن أرض الضرائب حتى التقمته إحدى العصابات, وليس يتذكر إلا أنه كان راكبا سيارته فأحاطت به أربع سيارات وخرج منها رجال مسلحون هجموا عليه وعلى سائقه. ثم أظلمت الدنيا ولم يفق إلا وهو مقيد إلى كرسي.

دخل أحد الرجال إلى الغرفة وفي يده مسدس وقال بإنغليزية ركيكة: "هل تذكرت من أين جئت بالذهب؟ " فأجابه بالركاكة نفسها وبضعف: "قلت لكم أني ورثته عن أبي.", فقال الرجل بشيء من الحنق والتهديد: "أتظننا أغبياء؟ إننا نعلم عن ماضيك كل شيء, وقضيتك في بلدك, ولو كان الذهب موروثا لكان صودر مع ما صودر هناك. ستخبرنا بمصدر الذهب شئت أم أبيت. وإن لا فسنقطع أصابعك إصبعا إصبعا حتى تبوح بسرك." ثم غادر الغرفة.

ارتجف الرجل ارتجافة المرعب. أحس بها في كل شعرة في جسمه, كالتيار يسري من أخمص قدميه إلى شعر رأسه. مجرد التفكير في فقدان أصابعه جعله ينتفض, فأصابعه نصف رأس ماله, ومن دونها لن يستطيع أن يمسك بالأشياء ليحولها, وهو يعلم جدية هذه العصابات وصدق نواياها. لقد تحمل التعذيب على أمل أن يفتدي حريته ببعض الذهب, فإذا بهم يطالبون بمعين. استجمع قواه ونادى بأعلى صوته: "هاي! " فعاد الرجل وقال: "هل تذكرت؟ " فأجابه مستعطفا: "خذوا كل أموالي, خذوا سياراتي وقصري, خذوا كل شيء وأطلقوني! " فقال بحزم: "لا نريد ذلك, ولو أردناه لأخذناه. نريد أن نعرف من أين تأتي بالذهب, فأنت لا تبرح تزداد منه حتى كأنك تصنعه. هل تصنع الذهب؟ " فقال: "ومن يستطيع صنع الذهب؟ قلت لكم أني ورثته عن أبي." فقال: "لا تريد الاعتراف إذن؟ " فقال يائسا: "قد قلت لكم كل ما عندي, وعرضت عليكم كل ما عندي." فقال مهددا: "سنريك إذن ما عندنا." وغادر الغرفة تاركا إياه شاحب الوجه يرتعد رعبا. "رباه ما عساي أفعل؟ إذا قلت لهم الحقيقة, فلن يطلقوا سراحي, وإذا لم أقلها فسيقتلونني. أأصير معهم في الإجرام أموّله بالذهب أم أرتضي التعذيب والموت؟ رباه, يا ليتني لم أدعك من قبل! يا ليتني كنت رضيت بما قسمت لي من رزق! يا ليتني لم أخرج من بلدي! رباه أغثني فإني مضطر! " قالها متضرعا ودموعه جاريات تبللن وجهه وقميصه المتسخ الممزق.

قصة ماتعة أخي الأستاذ ضاد، أشكر لك جهدك فيها.

أؤيد ما جاء به أخي بحر الرمل:

ولكن يبدو انك كتبتها على عجالة فجاءت اللغة سرد محض دون العناية ببعض التفاصيل

الجزئية كالمكان والزمان

وأيضا اللغة بسيطة أشبه باللغة الصحفية دون تصوير ...

أضف إلى ذلك كثرة استخدام فعل الكون، مما جعل القصة تقترب من السردي (الحكواتي).

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 11:51 م]ـ

الفكرة جميلة وفيها كثير من التحولات

ولكن يبدو انك كتبتها على عجالة فجاءت اللغة سرد محض دون العناية ببعض التفاصيل

الجزئية كالمكان والزمان

وأيضا اللغة بسيطة أشبه باللغة الصحفية دون تصوير ...

حياك الله.

من خصائص القصة القصيرة أنها غير معقدة اللغة وفيها رمزية. السرد عبارة عن "فلاش باك" لوضع القارئ في إطار القصة, وهذه تقنية أدبية معروفة.

الزمان والمكان غير ضروريين في القصة القصيرة, غير أني ذكرت المكان وهو دولة في جنوب أمريكا. أما التصوير فلم أرد الإفراط فيه لأن ذلك أسلوب الرواية.

جزيت خيرا.

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 11:52 م]ـ

قصة متميزة استاذ ضاد ...

و أكثر ما أعجبني فيها هو البعد عن الرمزية المفرطة التي يجعلها بعض النقاد أساس جمال القصة الحديثة ...

حقاً القناعة كنز لا يفنى ...

بوركت. لا أحب الرمزية المفرطة في الأدب لأن فيه فسحة تعبير أكثر من الشعر.

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 11:53 م]ـ

أستاذ ضاد ..

قصة ظريفة تصلح كقصة لمسلسل رسوم متحركة (أفلام كرتون):)

.. بحق تحمست وأنا أقرأ القصة وهي لا تخلوا من الرمز لأشياء كثيرة باسلوب لطيف.

حياك الله. أخاف أن تسرقها هوليود مني:).

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 11:54 م]ـ

قصة ماتعة أخي الأستاذ ضاد، أشكر لك جهدك فيها.

أؤيد ما جاء به أخي بحر الرمل:

أضف إلى ذلك كثرة استخدام فعل الكون، مما جعل القصة تقترب من السردي (الحكواتي).

بوركت. السرد في جزء الفلاش باك, والباقي حوار ووصف.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 01:13 م]ـ

أنا لا أقصد بالتصوير المعنى البلاغي المحض

أقصد وضع القارئ بجو القصة من خلال تصوير بيئة القصة وبرأيي هذا شيء يزيد التشويق والإمتاع ...

ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 12:19 ص]ـ

أنا لا أقصد بالتصوير المعنى البلاغي المحض

أقصد وضع القارئ بجو القصة من خلال تصوير بيئة القصة وبرأيي هذا شيء يزيد التشويق والإمتاع ...

صحيح ولكن هذا ليس دائما موجودا في القصة القصيرة, وإذا زدنا شرط الألف كلمة, كانت لكل كلمة حساب. بوركت.

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 06:15 م]ـ

بوركت أخي ضاد المحترم ..

القصة تجمع الطرافة والخيال والواقع والرمزية المحببة البسيطة وبأسلوب بسيط

لم تقنعني الحبكة جيداً .. شعرت أنني انتقلت من بداية القصة حيث الفيلم الكرتوني اللطيف الهادئ إلى غياهب أفلام العنف والمغامرات وأخيراً مجرد دعاء وتمنٍ .. وتغير الزمان والمكان ثلاث مرات بشكل مفاجئ دون سلاسة .. كما اختلف الأسلوب بين البداية والنهاية كأنك كتبت البداية في وقت ما ونفسية ما وعدت لتكملها في وقت لاحق بروح أخرى .. :):)

أرجو أن تبينوا لنا ماشرط الألف كلمة في قصة المسابقة القصيرة وإن كانت أكثر أو أقل فهل تقبل وإلى أي حد؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير