تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو قالب أقل استخداماً من سوابقه، حتى أن د. إبراهيم أنيس أنكره، وادّعى أننا "لا نكاد نظفر بمَثَلٍ واحدٍ لهذا النوع من الشعر الحديث"، "بل لا نكاد نظفر بقصيدة واحدةٍ لشاعر قديم"!!

وهو ادّعاء واهٍ، تدحضه كثرة أمثلته في الشعر العربي القديم، وأنقل لكم شيئاً من ذلك.

يقول أبو العتاهية:

إذا المرءُ كانتْ له فِكرَهْ=ففي كلّ شيءٍ لهُ عِبْرَهْ

وكلُّ الأمورِ لها جوهرٌ=تُكَشِّفُ مكنونَها الخِبْرهْ

ويقول أشجع السلمي (مخاطباً أخاه):

إذا خفتَ عَتْبيَ منْ سَوءَةٍ=سبقْتَ عتابيَ بالغَضْبهْ

وما كنتُ إلاّ كريشِ السها=مِ ألبسُهُ الريشَ والقُطْبَهْ

ولأحمد السلمي مخاطباً أخيه أشجع، ولعلّها ردّ عليه:

زعمتَ بأنكَ لي مَفخَرٌ=وأنتَ - فلا تَعْلُ- لي سُبّهْ

فليتكَ عني بعيد الوداد=ولم تَكُ منّيَ ذا نِسْبَهْ

ولرجل من قريش:

أيا سائلي عن خيارِ العبا=دِ، صادَفْتَ ذا العلْمِ والخِبْرَه

خيارُ العبادِ جميعاً (قريشٌ) =وخَيرُ قريشٍ ذوو الهجرَهْ

ويقول كعب بن مالك الأنصاري راثياً حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه:

صفيةُ قومي ولا تعجزي=وبَكّي النساءَ على حمزَهْ

ولا تسأمي أن تُطيلي البُكا=على أسَدِ اللهِ في الهَزّهْ

ويقول البحتري:

أبا جعفرٍ كلُّ أكرومةٍ=بأخلاقكَ الغُرِّ منسوجَهْ

ونفسُكَ نفْسٌ -إذا ما النفوسُ=توقّدْنَ للشُّحِّ- مَثْلوجَهْ

ويقول عبد الصمد بن المعذّل:

أطاعَ الفريضةَ والسنّهْ=فتاهَ على الإنسِ والجِنّهْ

كأنّ لنا النار منْ دونهِ=وأفردَهُ اللهُ بالجَنّهْ

ولمحمد بن يزيد النحوي (في الحمّى):

تفاءلْتُ باسمِ سِواها لها=كأنْ ليسَ لي باسمِها خِبْرهْ

فطَوراً أُلقّبُها (سُخْنةً) =وطَوراً أُلقّبُها (فَتْرَهْ)

وللطغرائي:

وليلٍ ترى الشهْبَ مُنقضّةً=بهِ نحوَ مُستَرِقٍ سمعَهْ

تراها إذا انتثرتْ في السماءِ=ولم تَخْلُ منْ ضَوئها بُقعَهْ

مزاريق تبْرٍ ترامتْ بها=بنو الحبْشِ في حَومةِ الوَقْعهْ

والملاحظة هنا أن جميع الأمثلة تنتهي هنا بالوقف على الهاء بعد الروي!!

ولا أرى ذلك شرطاً لمثل هذا الوزن، فما جاء به الشاعر أحمد بن يحيى صحيح، ولا غبار عليه.

بارك الله بجمعكم ..

ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 09:18 م]ـ

إذا حضر الماء بطل التيمم, وإذا حضر الأستاذ بطل الرجم بالغيب. جزاك الله أستاذنا الفاضل وزادك علما.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 11:24 م]ـ

أشكر للأستاذين الفاضلين: (ضاد) و (بحر الرمل) مناقشاتهما اللطيفة هذه؛ وإن لم تخرج عن نطاق الوزن إلا قليلا، ولعل هذا هو قدر القصيدة:)

كما وأخص بالشكر الوافر أستاذنا العروضي المتخصص: (د. عمر خلوف) الذي أزال الإشكال وكشف الالتباس اليسير حول هذه المسألة مستشهدا بكم كبير من الشواهد الدالة الموضحة؛ ثم ناطقا بالحكم كما يقضي القاضي الملم بأطراف القضية.

بارك الله بعلمه وعمله ونفع به. آمين

وللجميع فائق تقديري

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 11:32 م]ـ

أبا يحيى، شكرًا لك؛ فقد استمتعتُ بأبياتك. وأنتظر جديدك ـ قريبًا ـ بإذن الله تعالى.

[ color="blue"] شكر الله لك أخي (عبدالله) هذا الثناء، وسرني استمتاعك بالأبيات.

تقبل جزيل شكري

أبو يحيى

ـ[ضاد]ــــــــ[29 - 10 - 2008, 11:51 م]ـ

قصيدتك توحي في بنائها وفحواها برجل يقف على ركح ويخاطب الناس:

أجل سيداتي ويا سادتي - ويا آنساتي وجُلاّسي

أجل مثلما قد تريدونني - على العين يا أهلِ والراسِ

فلم يبق شيء سوى حبها - وروحا سرت بين أنفاسي

ما علة نصب "روحا".

كل هذا:

أجل مثلما قد تريدوننـ - يعلى العين يا أهلِ والراسِ

سأرفع راية إخناسي - وأعلن في الناس إفلاسي

وأغمس بالقار محبرتي - وأطمس في اليمّ قرطاسي

وأسلم راسي لكم فاغسلوا- نواحيه بالسدر والآس

لم يكن الأنا الشاعر صادقا فيه, بل مجرد مناورة, ودليل ذلك البيت الأخير:

فهل أكتم اليوم أنفاسي - وكيف أزيّف إحساسي!

أعجبني:

وأغمس بالقار محبرتي - وأطمس في اليمّ قرطاسي

وأسلم راسي لكم فاغسلوا- نواحيه بالسدر والآس

هذا ما خرجت به من قصيّدتك الجميلة.

نقدي خطأ ربما يحتمل صوابا.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 01:59 ص]ـ

قصيدتك توحي في بنائها وفحواها برجل يقف على ركح ويخاطب الناس:

أجل سيداتي ويا سادتي - ويا آنساتي وجُلاّسي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير