تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجل مثلما قد تريدونني - على العين يا أهلِ والراسِ

أجل يا سيدي:

لما لم يسمعنا الناس في لجة المقابر، اعتلينا سدة المنابر. والله المستعان

فلم يبق شيء سوى حبها - وروحا سرت بين أنفاسي

ما علة نصب "روحا".

ما هذا!

لا تكف أبدا عن مشاغباتك النحوية يا فتى:)

أشغلتني والله:)

لنتذاكر إذا، ولن أعفيك من قول رأيك كما اضطررتني إلى قول رأيي:

عندي أن ثمة محذوفات مقدرة بدلالات السياق؛ ولتكن سياقات البيتين قبل البيت المذكور وبعده.

فيكون التقدير ـ أولاـ بدلالة (أنسى) في البيت قبله: " وأنسى وأنسى ... " ـ يكون التقدير: فلم يبق شيء سوي حبها أذكره ولا أنساه، وأذكر روحا ...

(فتكون روحا منصوبة بفعل محذوف تقديره أذكر معطوفا على سابقه، يدل عليه سياق البيت السابق)

ويكون التقدير ـ ثانياـ بدلالة (أكتم) في البيت بعده:

فلم يبق شيء سوى حبها أكتمه، وأكتم روحا ...

هذا ما عندي من التقديرات الإعرابية، ولا أجزم بصحتها إلا ظنا؛ مع إحسان ظني بروح العربية قلبا وقالبا.

هذا مع العلم إني لست بنحوي؛ حتى لا يقال: أضعف من حجة نحوي:)

كل هذا:

أجل مثلما قد تريدوننـ - يعلى العين يا أهلِ والراسِ

سأرفع راية إخناسي - وأعلن في الناس إفلاسي

وأغمس بالقار محبرتي - وأطمس في اليمّ قرطاسي

وأسلم راسي لكم فاغسلوا- نواحيه بالسدر والآس

لم يكن الأنا الشاعر صادقا فيه, بل مجرد مناورة, ودليل ذلك البيت الأخير:

فهل أكتم اليوم أنفاسي - وكيف أزيّف إحساسي!

لا يا أخي! ليست مجرد مناورة؛ بدليل أني فعلت كل ما ألزمت به نفسي أولا: رفعت رايتي، وغمست محبرتي، وطمست قرطاسي، وأسلمت راسي. فلما وصلتُ إلى ما لا أقدر عليه (بحكم الكينونة) وقفت متسائلا لأني لا أعرف .. حقا لا أعرف: كيف يزيف المرء إحساسه ويكتم أنفاسه!

أعجبني:

وأغمس بالقار محبرتي - وأطمس في اليمّ قرطاسي

وأسلم راسي لكم فاغسلوا- نواحيه بالسدر والآس

هذا ما خرجت به من قصيّدتك الجميلة.

بارك الله بك أخي، شاكرا لك عنايتك بهذه المتواضعة حقا

وتقبل فائق تقديري واحترامي

أبو يحيى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير