تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقبلْ علينا يا عاشق الأندية الأدبيهْ، فهذا يوم الأحذية العراقيهْ،

وهنا يلقى الكلام بعيدا عن كل رقابة مخزنيهْ، فقد سبق السيف العذلْ، وحقق النعل مبتغى العدلْ،والحمد لله من بعد ومن قبلْ.

يا قوم العزة والعلياءْ، من عاش بالرصاص مات بالحذاءْ، ومن تجبر وطغى فنهايته السخرية والإستهزاءْ،

...

فرعون الفراعنة غرق من غابر الأزمانْ، وقارون خسفت به الأرض فدخل سجل النسيانْ، والنمرود أدِّب بأضعف مخلوق في هذه الأكوانْ،

وبوش الذي مسخ في خلُقِه و خَلْقهْ، وتميز بسوء تخطيطه وذوقهْ، وعرف بكثرة جنونه وحمقهْ، لم يقرإ التاريخ قراءة سليمهْ، ولم يستوعب ما فيه من حكم ومواعظ عظيمهْ، بل ركب خلف نفسه الخبيثة اللئيمهْ، وأسرج حصانا من جهل ورعونهْ، وأخرج من مخه النتن قرارات مليئة بالعفونهْ، وأطلق هنا وهناك حروبا ملعونهْ، فبعد أن أخضع حكام العرب بلياليه الملاحْ،

مزق أفغانستان وما استراحْ،

وهتك عرض الصومال من غير اجتياحْ،

وذبح كل زعيم معارضْ،

واحتال على كل مسالم ومفاوضْ،

وأخرس كل صوت له مناهضْ،

وحين وجد الطريق معبدة إلى بغدادْ، قصفها بصواريخ فوق المعتادْ، ودمرها رفقة ثلة من الخونة والأوغادْ،

فأصبح الدم بالعلانية يراقْ،

من فلسطين إلى العراقْ،

ومن لبنان إلى أعمق ما في السودان من أعماقْ،

ومن جزائر العرب إلى جزر الوقواقْ،

وما اكتفى الرئيس المرجوم بهذه الإنجازاتْ،

بل التفت إالتفاتة حقيرة إلى أسمى الدياناتْ،

وأعلنها حربا صليبية على أم الحضاراتْ،

فصار المسلم إرهابيا بين ليلة وضحاهَا، وأمست أمة الإسلام منقوضة عراهَا،

والكل يهتف باسم

" بوش "

الذي عرَّاها.

واغتر الرئيس وتكبرْ، وأزبد وأرغد ونهق وعوى ونبح وتوعد وحذّرْ، وقال:

" أنا ربكم الأكبرْ، من لم يأتني طوعَا، سيراني أمامه سبعَا، وسأقسمه نصفا نصفا وربعا ربعَا، "

فبايعه زعماؤنا من خوفهم على السمع والطاعهْ، وباعوا له الأوطان بكل خسة ووضاعهْ، وشاركوه في كل ما له علاقة وارتباط بمفردات الخزي والشناعهْ، وجعلوا منه رجل وبطل وعقرب الساعهْ، ولا عجب من أمرهم ولا مما يملكون من بضاعهْ، ما داموا جميعهم إخوانا له بالفعل والرضاعهْ،

واذرفي يا عين دمع الثكالَى،

على حصار غزة وصوت الأطفال بالأنين يتعالَى،

واذرفيه تكرارا على ألم من صنع العصابة يتوالَى،

وارثي يا قريض بأنواعك هذا الجريضْ،

وعددْ أنواع المرض هناك عند كل مريضْ،

واذكر بشكل بسيط أو عريضْ، ما جلبه هذا الرجل لعالم اليوم والغدْ،

وكيف ينظر إليه كل فرد وفردْ، وكيف وفى بكل عهد ووعدْ.

لقد قلب الموازين من ألفها إلى يائهَا، وترك أمته تقتات على أشلائهَا، وتطفئ النيران من على أمامها وورائهَا، فلا عمر له قامْ، ولا صلاح أصلح زمرة اللئامْ، فبقينا وبقيتم طوال هذه الأعوامْ، شاهدين على ما يقع في المأدبة للأيتامْ.

ولأن المجرم يغرم بأماكن الجريمهْ، ولأن حليمةحتما تعود إلى عادتها القديمهْ، كان لا بد لصاحب المأدبة والوليمهْ، أن يعود للأرض التي شهدت أولى جرائمهْ، ولأنه مغرور بصواريخه وصقوره وحمائمهْ، ظن أن العراق واحدة من محارمهْ،

فجاء بغداد في زيارة رسمية وداعيهْ،

حاسبا بغروره أنه ملكها بصورة نهائيهْ،

وأنه حولها من ملكة إلى جاريهْ،

وصدق من قال من أهل الحِكمْ،

أن من الحب ما رجمْ،

وأن السعي نحوالقممْ،

يأتي بالسيف أو بالقلمْ،

فحين طال المأمول والمنتظرْ، ولم يتحقق كل وعد جرّه النبأ والخبرْ، وانقلبت الموازين كما جاء في السِّيَرْ،

خرج فتى إسمه

" منتظرْ "

حول السيف إلى قلمْ، ولأنه

" زيدي "

عراقي منذ القِدمْ، زاد على التحويل تحويلا حرك كل الهممْ،

فقد حول

" منتظر الزيدي "

القلم إلى قدَمْ، وصفع بفردتي حذائه طاغية العصرْ،

وأطلق بفعله أولى شرارات النصرْ،

وبين لدعاة الذل والقهرْ،

أن الحر سيبقى حرا كما وُلدْ،

وأن العراق للحرية قد وُجدْ،

وأن العزم وحده من فُقِدْ.

"" وتلك الأيام نداولها بين الناسْ ""

رسالة لمن لم يفهم ما حمل الحذاء من عبرة وإحساسْ،

فاليوم بوش وغدا كل طاغوت خناسْ،

واليوم " منتظر "

وغدا كل الناسْ.

فحي هلا على الأحذية النافعةْ،

فهي لآل بوش باتت صافعهْ،

وتلك نهاية لها بداية بالتحرير ستكون شمسها ساطعهْ.


منقول لِـ
محمَّد ملوك
المغرب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير