تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- د. نصر كان معنا في قسم اللغة العربية وكان دائم الاتصال بوالدي، وأذكر أنه في إحدى المحاضرات كان د. نصر يشرح لنا في "دلائل الإعجاز" وقمت لأستوضح منه أحد نصوص الكتاب التي بدت لي غامضة، لكن د. نصر قال: إن النص واضح جدا. وحينما عرضت الموضوع على والدي قرأ النص وقال إنه غير واضح، وابتدأ تحقيق "دلائل الإعجاز" من هذا اليوم.

وحين بدأت أزمة نصر أبو زيد في الجامعة حدثت أشياء غريبة ولم يعترض والدي على رأي أبو زيد في الإمام الشافعي؛ لكنه اعترض على الأخطاء الفادحة في الكتاب من الناحية العلمية، وحينما نبه د. نصر لأخطاء في التواريخ والوقائع لا تليق بطالب مبتدئ رد عليه بأنه وقع في "لخبطة" ولن يعيد طباعة الكتاب، لكن -وهذا هو الغريب- لم يمر أسبوع إلا وكان قد طبعه طبعة جديدة بنفس الأخطاء، وحينما حدث جدل حول الكتاب اتصل والدي بالدكتور أحمد مرسي الذي كان رئيسا لقسم اللغة العربية بآداب القاهرة وطلب منه ألا يصل الموضوع للصحافة حفاظا على ما تبقى من سمعة الجامعة وقسم اللغة العربية، لكن د. نصر ود. أحمد مرسي وصلا بالموضوع للضجة التي أثيرت ويعرفها الجميع.

غير الأدب العربي .. كيف كانت علاقة محمود شاكر بالآداب الأخرى؟

-كان يجيد الإنجليزية بشكل مطلق وأعتقد أنه كان قادرا على أن يحاضر في الأدب الإنجليزي أكثر من كل المتخصصين، وقد ترجم بالفعل قصائد لأوسكار وايلد.

هل صحيح أنه لم يكن يصلي في جامع الحسين أبدا؟

-هذا صحيح، فلم يصل مرة واحدة في مسجد الحسين رضي الله عنه؛ لأن قبر الحسين أمام القبلة وهذا مما يبطل الصلاة، لكنه كان يصلي في الأزهر ويحب أن يتجول وحيدا في القاهرة الإسلامية.

هل تشعر أن محمود شاكر ظلم في حياتنا الثقافية أم أخذ ما يستحق؟

-بلا شك ظلم، وأقصد بهذا أنه شخصيا لم تكن تعنيه الشهرة والأضواء لكن كتبه وأفكاره لا تصل للناس بشكل يمثل ربع أهميتها وخطورتها.

ـ[حرف]ــــــــ[31 Jul 2004, 02:06 ص]ـ

الشيخ محمود شاكر .. بين التحدي والاستجابة

بقلم: أحمد تمام

محمود شاكر ظاهرة فريدة في الأدب والثقافة العربية الحديثة، فهو كاتب له طريقته الخاصة لا تبارى أو تحاكى، وشاعر مبدع حقق في الإبداع الشعري ما بلغ ذروته في قصيدته "القوس العذراء"، ومحقق بارع لكتب التراث، قادر على فك رموزها وقراءة طلاسمها، ومفكر متوهج العقل ينقض أعتى المسلمات، ومثقف واسع الاطلاع في صدره أطراف الثقافة العربية كلها فكانت عنده كتابا واحدا.

غير أن العلامة الشيخ محمود محمد شاكر ظل سنوات طويلة في عزلة اختارها لنفسه، يقرأ ويدرس ويصدح في واحته الظليلة، لا يسمع غناءه إلا المقربون منه من تلامذته ومحبيه تاركا الدنيا ببريقها وأضوائها وراء ظهره، ولم يخرج من واحته إلا شاكي السلاح مستجيبا لدعوة الحق حين يشعر بأن ثقافة أمته يتهددها الخطر، فيقصم بقلمه الباتر زيف الباطل، ويكشف عورات الجهلاء المستترين وراء الألقاب الخادعة؛ ولذلك جاءت معظم مؤلفاته استجابة لتحديات شكلت خطرا على الثقافة العربية.

البداية والتكوين

ينتمي محمود شاكر إلى أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وقد نشأ في بيت علم، فأبوه كان شيخا لعلماء الإسكندرية وتولى منصب وكيل الأزهر لمدة خمس سنوات (1909 - 1913م)، واشتغل بالعمل الوطني وكان من خطباء ثورة 1919م، وأخوه العلامة أحمد شاكر واحد من كبار محدثي العصر، وله مؤلفات وتحقيقات مشهورة ومتداولة.

انصرف محمود شاكر -وهو أصغر إخوته- إلى التعليم المدني، فالتحق بالمدارس الابتدائية والثانوية، وكان شغوفا بتعلم الإنجليزية والرياضيات، ثم تعلق بدراسة الأدب وقراءة عيونه، وحفظ وهو فتى صغير ديوان المتنبي كاملا، وحضر دروس الأدب التي كان يلقيها الشيخ المرصفي في جامع السلطان برقوق، وقرأ عليه في بيته: الكامل للمبرد، والحماسة لأبي تمام.

المواجهة الخافتة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير