تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا *

تعريفات للقراءات

القراءات لغة جمع قراءة , مصدر قرأ , و اصطلاحا هي مذهب من مذاهب النطق يذهب به إمام من الأئمة مذهبا يخالف غيره , يكون هذا المذهب ثابت بأسانيده إلى الرسول صلى الله عليه و سلم

والأحرف جمع حرف , و له معان كثيرة , جمع منها صاحب القاموس المحيط الفيروز أبادي ما يلي:

الحرف من كل شيئ طرفه و شفيره و حده

و من الجبل أعلاه المحدد

و واحد حروف التهجي

و الناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة

و مسيل الماء

و آرام سود ببلاد سليم

و عند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل

قول الله عز و جل و من الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به

أي على وجه واحد كأن يعبده على السراء لا على الضراء أو على شك أو غير طمأنينة من أمره

وقال صاحب القاموس في أحاديث الأحرف السبعة أنها سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن

و أنسب المعاني للفظ الحرف هو الوجه و كلمة على في الحديث تدل على التوسعة و التيسير أي أن القارئ يمكنه أن يقرأ على سبعة أوجه يقرأ بأي حرف منها

آراء العلماء في الوجوه السبعة

احتشدت آراء العلماء في هذا الأمر على ما يقرب من أربعين قولا , قد وفق بين أكثرها الإمام ابو الفضل الرازي في اللوائح كما يلي

الأول اختلاف الاسماء من افراد و تثنية و جمع و تذكير و تأنيث

و مثاله لأماناتهم بالجمع و لأمانتهم بالافراد

الثاني اختلاف تصريف الأفعال من ماض و مضارع و أمر

و مثاله فقالوا ربنا باعد بنصب ربنا على أنه منادى و باعد فعل أمر

و ربنا بعد بالتشديد برفع رب على الابتداء و بعد فعلا ماضيا مضعف العين

الثالث اختلاف وجوه الإعراب

ولا يضار كاتب برفع الراء و فتحها فالفتح على أن لا ناهية جازمة والضم على أن لا نافية

ذو العرش المجيد برفع المجيد على أنه نعت لذو و الجر على أنه نعت للعرش

الرابع الاختلاف بالنقص و الزيادة

قراءة وما خلق الذكر و الأنثى التي قرأت و الذكر و الأنثى

الخامس الاختلاف بالتقديم و التأخير

وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت

السادس الاختلاف بالإبدال

وانظر إلى العظام كيف ننشزها ننشرها بالراء

وطلح وطلع بالعين

السابع اختلاف اللغات أي اللهجات كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم و الاظهار و الإدغام و نحو ذلك

و قد حظي مذهب الرازي في هذا التقسيم باستحسان الكثير من الأئمة الأعلام

و تلقته الأمة بالقبول لأسباب منها

احتواء هذا التقسيم على الخطوط العريضة المشار إليها في الأحاديث الواردة عن القراءات والتي تدل على معان كثيرة منها

أولا أن الحكمة من نزول القرأن على سبعة أحرف هو التيسير على الأمة و رفع المشقة و الحرج عنها

ثانيا أن عدد الحروف هو سبعة كاملة على حقيقة العدد المعروف في الآحاد بين الستة و الثمانية كما دلت على ذلك المراجعات الثابتة

ثالثا أن من قرأ على أي حرف من هذه الحروف فقد أصاب و في ذلك أبلغ النهي عن منع أي قارئ من أن يقرأ بأي حرف من الأحرف السبعة

رابعا أن مرجع هذه الأحرف إلى الله , ولا سبيل لبشر أن يزيد أو أن ينقص منهافكلها مأخوذة بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم

خامسا لا يجوز جعل اختلاف الأحرف معركة تثار فيها النزاعات و العصبيات فإن الحكمة من الاختلاف هو الرحمة و التيسير فما ينبغي أن نبدل نعمة الله كفرا و أن نجعل من اليسر عسرا

و مما يؤيد مذهب الرازي أيضا اعتماده على الاستقراء التام وهو الاستقراء الذي يستغرق جميع الأفراد و الأجزاء , فقد احتوى مذهب الرازي معظم المذاهب الأخرى و أضاف إليها كمذهب ابن قتيبة و القاضي ابن الطيب و غيرهم

ضوابط القراءة الصحيحة

يقول الإمام ابن الجزري في أول كتابه النشر أن كل قراءة تواتر سندها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ووافقت خط المصحف العثماني و لو احتمالا و وافقت العربية بوجه من الوجوه المعتبرة فتلك هي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها و لا يحل إنكارها سواء نقلت عن الإئمة السبعة أو العشرة وما لم تجتمع فيه هذه الشروط الثلاث فهي شاذة لا يقرأ بها أيا كان الإمام الذي نقلت عنه

فالشرط الأول هو صحة الاسناد فالقرآن كله متواتر منقول بواسطة سلسلة من الجموع التي يؤمن تواطئها على الكذب عن طريق الكتابة و المشافهة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير