تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما مؤلفوها: " فالزاد " لشرف الدين موسى الجحاوي , و" الدليل " للشيخ مرعي الكرمي الحنبلي , و " العمدة " للموفق , ثم بعد ذلك ألف بعده " المقنع " للطبقة الثانية , و" الكافي " للطبقة الثالثة , ثم " المغني " للمنتهين. على كل حال كتب الفقه تحتاج إلى بسط , وهي مرتبة عند أصحابها على سائر المذاهب , لكن على الطالب المنتهي الذي يحتاج إلى مراجع تهمه تحرر هذه المسائل على طريقة هذه المذاهب. وإن كانت هذه الكتب ليست دساتير لا يحاد عنها , بل هي كتب بشر من خلال ترجيحاتهم. قد يكون فيها الراجح وقد يكون فيها المرجوح فينظر فيها والحَكَم هو الدليل. إذا فالطالب المنتهي إذا اقتنى هذه الكتب المختصرة مع شروحها , اقتنى أيضا " المغني " لابن قدامة. و" المجموع " للنووي و" الاستذكار" لابن عبد البر أو أحد شروح (الخليل) على ما فيها من تعقيد لمن لم يألف مختصر خليل وشروحه. أما كتب الحنفيةعندهم كتب من أنفسها " شرح فتح القدير" لابن الهمام. والكتب مشكلتها أنها كثيرة جدا. وأيضا علم شيخ الإسلام في " مجموع الفتوى " من 21 إلى آخر الفتاوى لا يستغني عنها طالب العلم في هذا الباب. وأيضا " المحَلَّى " لابن حزم للمنتهين من طلاب العلم لا يمكن أن يستغنى عنه , لأنه فقه السلف , لولا ما فيه من شدة على الأئمة , فطالب العلم المبتدئ والمتوسط لا ينبغي أن ينظر في هذا الكتاب , لئلا يكتسب من حدة المؤلف , فشدّ على كثير من أهل العلم , وقال في حقهم بعض العبارات التي لا تليق بمقامهم.

السائل: نرجو وصية لطالب العالم!

الشيخ: طالب العلم أولاً وآخراً ينبغي أن يستحضرأثناء الطلب وأثناء الاقتناء وأثناء المطالعة أن يستحضر الإخلاص لله عز وجل , أثناء شراء الكتاب , وأثناء مطالعته , وأثناء الإفادة منه , لأن الهدف من القراءة تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من علوم الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك. فعلى طالب العلم أن يستحضر الإخلاص , والنية شرود وفي خضم هذا الكم الهائل من الكتب ويبحث يمين ويسار وقد يغفل عن هذا , فعليه أن يستحضر هذا فهو الأساس وهو الأصل. على طالب العلم أن يهتم باقتناء الطبعات المصححة والمحققة وسبق أن أشار الشيخ عبدالمحسن إلى شيء من هذا ويسأل عما يشكل عليه من أمر الطبعات , فكم من طبعة مصحفة ومحرفة اعتمد عليها من لا يعرف , وأن يفرق بين المطابع. وأيضاً لا يعتمد الطالب على الكتاب ويهمل حضور الدروس فمن كان علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه. الطالب الذي لا يعرف الكتاب إلا في الدرس عند الشيخ قَلّ أن يفلح , لا بد أن يعنى بالمطالعة قبل الحضور والمراجعة بعد الحضور والمذاكرة مع الزملاء. الشيخ عبدالقادر بن بدران له درس مع مجموعة من الطلاب عند شيخ من الشيوخ يقول: أولاً نحفظ القطعة ثم كل واحد في زاوية من المكان يشرح هذه القطعة قبل الاطلاع على الشرح , ثم بعد ذلك يطالعون الشرح , الصواب يُقر ويشاد به والخطأ يصحح , وبهذا يثبت العلم , يقرءون الحواشي , يذهبون إلى الشيخ يسدد ما عندهم ويزيد ما عندهم. والمطالعة يختلف الطلاب فيها إختلافاً كبيراً , منهم من هو صبور دؤوب يأخذ الكتاب لا يخلطه بغيره حتى ينتهي , ومنهم الملول يخبط هذا ساعة وهذا ساعة. فالصبور الدؤوب ليس عنده مشكلة , فهو يقرأ الكتاب حتى ينتهي بالطريقة التي تُشْرح فيما بعد إن شاء الله.

أما الملول يجب أن يضع جدول بحيث لا يرتبك يضع جدول ثابت , فبعد صلاة الصبح له قراءة في كذا , وبعد انتشار الشمس في كذا , جدول يلزم به نفسه. أيضاً أثناء المطالعة يستحضر الطالب نفسه , ويفرغ نفسه من المشاغل , ويصحب أقلام ملونة يدون بها المسائل , وكثير من المخطوطات والمطبوعات القديمة مكتوب عليها: " قف " " تأمل " للأمور المهمة. بعض شيوخنا له طريقة في كتبه , وُجِدَت بعد موته يضع نقطة حمراء وأحياناً سوداء وأحياناً زرقاء وأحياناً خضراء. الحمراء: لما يريد أن يراجعه فيحفظه , الزرقاء: لما يريد أن يراجعه ويكرر النظر فيه , الخضراء: لما يريد أن ينقله إلى مذكراته. و كل طالب علم لا بد أن يكون لديه مذكرة. المقصود أنه لابد من التمييز بين ما يقرأ , والكلام في ذلك يطول. والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[إكرام]ــــــــ[01 Nov 2004, 03:07 ص]ـ

السلام عليكم،

جهدٌ مباركٌ ميمونٌ ..

جزاكم الله خيراً .. وأكمل فإنّ هناكَ متابعٌ مُنتفعٌ ..


أمّا ما ذكره الشيخ عن إهمال المكتبات - من قبل الورثة خاصة - فهو مُشاهد ويؤذي حسّ كل غيور!

وقد شهدتُ بنفسي حادثة شبيهة، حين توفي جارنا قبل خمس سنواتٍ - وهو من طلبة العلم المعروفين في هذا البلد - وبقيت مكتبتُه إلى ما قبل عدّة أشهر، نهباً للأرضة والغبار والمطر .. حتى صار أهل الدار يشتكون من أنّ هذه الكتب تضيّق عليهم ولا حيلة لهم بها .. حتى ألهمهم الله التبرع بها، فأهدوها لدارة الملك عبد العزيز .. وقد تيسّر لي أن آخذ منها (700 كتاب تقريباً) .. فالحمد لله ..
وإن كانت الكتبُ في حالٍ يُرثى لها والله المستعان .. !
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير