تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[06 Nov 2004, 02:29 ص]ـ

الحلقة الخامسة:

السائل: تحدثنا عن مكتبة طالب العلم , و تحدثنا عن بداية التدوين , وعن بعض المكتبات العامة والخاصة التي اشتهرت في العالم الإسلامي في الماضي , وأشرنا أيضاً إلى جزء يسير مما يتعلق ببناء طالب العلم لمكتبته في التفسير وعلوم القرآن. بقي لنا مواضيع عديدة حول بناء مكتبة طالب العلم , أستأذنكم بأن نبدأ فضيلة الشيخ بالحديث عن السنة النبوية عن الحديث كيف يبني طالب العلم مكتبته في هذا العلم المهم؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فعلم السنة بل السنة النبوية من أهم ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم لأنها هي المبينة للقرآن , ومفسرة له. فلتكن همة طالب العلم مصروفة لحفظ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , وفهمه , بمطالعة ما اعتمد عند أهل العلم من شروح وإلا فالشروح لا يمكن الإحاطة بها. فعلى سبيل المثال صحيح الإمام البخاري رحمه الله شروحه بالمئات , فبما يعتني طالب العلم من هذه الشروح , وهل يغني بعضها عن بعض؟ قديماً قيل: لا يخلو كتاب من فائدة , فإذا أمكن لطالب العلم أن يجمع أكبر قدر ممكن من هذه الشروح لتكون مراجع له عند الإعواز والحاجة فهذا هو المطلوب , لكن قد لا يتيسر ذلك لضعف القدرة المادية مثلاً أو ضيق المكان أو غير ذلك من الظروف التي تضطَّر بعض طلاب العلم على عدم استكمال ما ينبغي استكماله من الشروح فضلاً عن الإحاطة بجميع ما دون في هذا الباب. فلا شك أن هذه الكتب إذا أردنا الاستغناء التام ببعضها عن بعض لم يمكن لنا ذلك , نقول لا يمكن الاستغناءالتام ببعضها عن بعض بدليل انه لا يمكن أن تستغنى بفتح الباري مثلاً بغيره من شروح الصحيح ولا يمكن أن تستغني بعمدة القارئ عن غيره من الشروح وهكذا.

لأن لكل كتاب من هذه الشروح له ميزة لا توجد في غيره , لكن إذا أراد الطالب أن يقتصر على شرح واحد , يُنظر له فيما يحقق الهدف في الجملة , يعني في الغالب دون الإحاطة بجميع ما يحتاجه لحل هذا الكتاب , فمثلاً صحيح البخاري وهو أولى ما يعني به طالب العلم لأنه أصح ما كتب في السنة بل أصح ما دونه البشر وأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل شُرح شروح كثيرة جداً.

ولا غرابة في أن يشرح بمئات الشروح , وأشرنا في الحلقة السابقة أن تفسير البيضاوي عليه أكثر من مائة وعشرين حاشية , هذا المدون المعروف , منها ما هو كامل ومنها ما هو ناقص ومنها ما هو مختصر ومنها ما هو مطول , هناك حواشي قلمية لا يمكن الإحاطة بها على تفسير البيضاوي , وقل مثل هذا في التفاسير الأخرى , إذا فماذا عن صحيح الإمام البخاري شرح بمئات الشروح والمعدود منها الآن أكثر من مائة سردا هذه المدونة وهناك الشروح المطولة والمختصرة والتامة والناقصة , النفيسة وهناك شروح أيضا فيها غث كثير, المقصود أننا اخترنا أهم هذه الشروح لتكون بين يدي طالب العلم , فمن ذلك أول هذه الشروح شرح الخطابي أبي سليمان حمد بن محمد البستي هذا أقدم الشروح. اسمه " أعلام الحديث " طبع باسم أعلام الحديث لأن أكثر النسخ على هذا , وكانت شهرته عند أهل العلم " أعلام السنن " في مقابل " معالم السنن " في شرح سنن أبي داود له هذا الكتاب مختصر جدا يعني لو طبع بالحرف الذي طبع به فتح الباري لجاء في مجلد واحد , لكن طبع محققا في أربعة مجلدات.

السائل: والمحقق الموجود مخدوم؟

الشيخ: هو رسالة علمية. هو أيضا طبع محققا تحقيقا أقل من مستوى هذا الذي أشرنا إليه وهو لأحد الأمراء من آل سعود طبع بجامعة أم القرى هذا تحقيق رسالة علمية , هناك طبعة قبل هذه الرسالة في المغرب في مجلدين هذه طبعة نادرة جدا. يمكن الاستفادة من شرح الخطابي , لأن الشراح ينقلون عنه كثيراً وإن كانت زُبَدُه أودعت في الشروح التي جاءت بعده يعني إذا كان الطالب يُعنى بالجمع فمن خير ما يقتنى هذا الكتاب وإن أراد الإكتفاء فيكتفي عنه بغيره من الشروح التي تليه.

يتبع بإذن الله تعالى ...

ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[08 Nov 2004, 11:28 م]ـ

الحلقة السادسة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير