تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هناك أيضا شرح الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى واسمه " فتح الباري " , وابن رجب رحمه الله تعالى كعادته يشرح السنة بالسنة ويشرح السنة بأقوال الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة , المقصود أن هذا الشرح فيه نَفَس السلف الصالح , فعمدته كلام السلف وهذه ميزة الحافظ ابن رجب رحمه الله , ويعنى بها عناية فائقة , ويمتاز بها عن غيره في جميع مؤلفاته. والكتاب مطبوع مرتين.على كل حال الكتاب ليس بكامل فيه خروم كثيرة , هو أولاً إلى " كتاب الجنائز" في الجملة. وفي الذي وجد منه خروم كبيرة جداً , يعني بين حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في كتاب الإيمان في الشبهات إلى الحديث الذي يليه في الطهارة أكثر من مائتي حديث مخروم , وكم في شرح هذه الأحاديث من علم عظيم من علم السلف , فالحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى يعنى بعلم السلف وبأقوال السلف , ويُنَكِّب جانباً عن أقوال المتأخرين واصطلاحاتهم , فمن يطالع هذا الكتاب وطالع أيضاً شرح الأربعين له عرف قدر هذا الرجل , وله رسالة في الباب اسمها فضل علم السلف على الخلف , رسالة نفيسة لا يستغني عنها طالب العلم , رسالة في غاية الجودة. والكتاب مطبوع مرتين إحداهما بتحقيق ثمانية , طبعتها ونشرتها دار الغرباء طبعة جيدة في الجملة فيها مقابلة نسخ وفيها تعليقات , وفيها ترقيم. فهي طبعة جيدة أنا قرأتها كلها والملاحظات عليها يسيرة , والطبعة الثانية للشيخ " طارق عوض الله " وهو من خيار طلاب العلم , كان من المجودين , لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر, فلو أتحفنا بشيء من علمه في تعليقات على هذا الكتاب يفيد طالب العلم , لأن له عناية بالرواية وله عناية بعلل الحديث , وسبق أن نشر " جامع العلوم والحكم " ومثله نشْره أيضاً " لسبل السلام " , فهو يُعنى بتصحيح الكتاب لكن لمساته في التعليقات التي تفيد طالب العالم ليست على مستوى علمه الذي نعرفه عنه , أنا قابلته شخصياً , عرفته عن قرب , هو من خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث , على كل حال أنا عنايتي بتحقيق الثمانية لأنها خرجت أولاً فوقعت موقعها, وقرأتها وراجعت طبعة الشيخ طارق وهي جيدة في الجملة. هناك أيضاً شرح الكرماني اسمه " الكواكب الدراري " , وهذا الشرح شرح ماتع نفيس , فيه فوائد كثيرة جداً , وفيه لطائف وطرائف , كثيرمنها يتعلق بتراجم الرواة , فيذكر في ترجمة الراوي أطرف ما يذكر من أخباره , وهذا ينشط القارئ. على أوهام في الكتاب لأنهم يقولون إنه أُخذ علم هذا الكتاب من الكتب , ومعروف أن الذي علمه من كتبه ليس علمه كمن زاحم أهل العلم ,

وهنا أبيات ذكرها بعضهم:

يظن الغمر أن الكتب تُهْدى أخافهم لإدراك العلوم وما يدري الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الطريق المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى تكون أضل من توم الحكيم

وقالوا عن " ابن حزم " إنه أخذ علمه من الكتب , ولذا خف عنده الأدب بالنسبة لأهل العلم كما ينبغي وإلا فالرجل من أهل العلم كما هو معروف على ما عنده من خلل في العقيدة , لكن أرسل لسانه في بعض أفاضل هذه الأمة وخيارها , وعلى كل حال هذه من عيوبه. ويقول أهل العلم إن وضعه الاجتماعي بين وزارة وبين تضييق وإهانه وإحراق كتب. على كل حال ابن حزم له وعليه , وليس هذا مجال بسط مثل هذا الكلام. " الكواكب والدراري" هذا من أولى ما يبتدئ به طالب العلم بالقراءة , لأنه يشد الطالب ويحفزه على القراءة , والكتاب ليس بطويل طولا مملاً.

السائل: الكواكب طبع في كم مجلد.

الشيخ: طبع في خمسة وعشرين جزءاً صغار, وأجزاء صغيرة جداً يعني هو إثنى عشر مجلد وحرفه كبير, يعني هو مناسب جداً للقراءة , على أوهام فيه أحياناً تقع منه الأوهام بحيث يكون رد هذه الأوهام في الكتاب المشروح - الرد في الكتاب المشروح - حتى قال الحافظ ابن حجر: (وهذا جهل بالكتاب الذي يشرحه) أحياناً منها يفهم فهما وينجع في الفهم ويحمل الخطأ للإمام البخاري , وأحياناً - وهذا نادر- يسيء الأدب مع الإمام البخاري , ولكن هذه نادرة جداً , تعقبه الشراح و كلهم اعتمدوا عليها ممن جاء بعده , لم يستغن عنه , فاعتمدوا عليه وأفادوا منه فائدة كبيرة , وكشف لهم عن كثير من الأمور, بل فتح لهم الطريق لكنهم تعقبوه , بعضهم يتعصب عليه وبعضهم ينصفه,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير