لا يشيرون إلى فروق النسخ , ثم يتيسر للمتأخر أن وقف على نسخة المؤلف , أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف , أو لأحد تلاميذ المؤلف أو ما قرب من عصره , وفيها عناية ومقروءة من قبل أهل العلم , ثم يطبع الكتاب عنها , تكون له ميزة.
يتبع ان شاء الله تعالى.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:42 ص]ـ
الحلقة السابعة
شرح الحافظ ابن حجر واسمه " فتح الباري " كما هو معروف , وهو أشهر من نار على علم , عني به العلماء عناية فائقة طبع للمرة الأولى في بولاق سنة ألف وثلاثمائة , ثم بعد ذلك طبعه صديق حسن خان في الهند في ثلاثين جزء , وهي طبعة نفيسة ونادرة إلا أن الاستفادة من قبل أوساط المتعلمين في غاية الصعوبة لعدم تعلمهم وتمرنهم على الخط الفارسي , نعم هو باللغة العربية لكن الخط الفارسي متعب بالنسبة لآحاد المتعلمين , ثم بعد ذلك طبع طبعات كثيرة , فطبع في المطبعة الخيرية وهي طبعة جيدة , ليست مثل بولاق إلا أنها طيبة , يعني ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها إذا لم يتيسر له طبعة بولاق, ثم طبع بالمطبعة البهية , ثم طبع بالمطبعة السلفية وبعناية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
السائل: معنا اتصال هاتفي نأخذ الاتصال لأنه قد يكون تعليق على هذه. معي الشيخ صالح بن مقبل العصيمي. السلام عليكم.
الشيخ صالح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقول يا شيخ تحدثت كثيرا عن " فتح الباري " وعن الاشكالية التي حدثت خلال وضع نصوص البخاري في طبعة الفتح غير التي اعتمدها الحافظ ابن حجر, أولاً من المعلوم أن الحافظ ابن حجر لم يدل متون أحاديث البخاري في " الفتح " , فهل هناك إمكانية أن يعاد طبع " الفتح " مع نصوص الإمام البخاري بحيث تكون نصوص موافقة للشرح؟
الشيخ: أما ما يتعلق بفتح الباري مثل ما ذكرنا طبع الطبعة الأولى في بولاق وهي مجردة من المتن , على ما أراد الحافظ ابن حجر , المتن وضعه الطابع في الحاشية لا علاقة له في الشرح , وهكذا جاءت الطبعة الخيرية بعدها والهندية كلها المتن مفصول فصلاً تاماً عن الشرح , وأيضا البهية كذلك , والحلبية طبع فيها في سبعة عشر جزءا , المتن مفصول عن الشرح. أول من أدخل المتن في الشرح محمد فؤاد عبد الباقي في الطبعة السلفية الأولى , التي عني بها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في الجزء الأول والثاني وشيء من الثالث أدخلوا المتن في الشرح , الحافظ ابن حجر في المقدمة أشار إلى أنه سوف يدرج المتن في الشرح , ثم عدل عنه في مقدمة المجلدالأول , فرأى أن إدخال المتن في الشرح يطيل الكتاب , والمتن معروف ومتداول ومشهور بأيدي طلاب العلم كلهم , فلا يحتاج إليه , هل يتصور أن الشخص يكتفي بفتح الباري عن صحيح البخاري ولو كان الصحيح في الشرح , إذاً الحافظ ابن حجر وجهة نظره أن المتن لا يدخل في الشرح , وهذا ما استقر عليه رأيه ومع هذا اعتمد الحافظ ابن حجر على رواية أبي ذر, وأشار إلى ما عداها عند الحاجة. والتصرف في الكتاب من قِبَل من أدخل المتن في الشرح على غير مراد المصنف , ولذا لم يوفقوا في اختيار متن يوافق الشرح , فتجد الحافظ يشرح يقول: (قوله) وتنظر إلى المتن فلا تجده , لأنه معتمد على رواية معينة. وهذا من شؤم التصرف في كتب العلماء. المؤلف ما أراد أن يدخل المتن. تدخل أنت المتن لماذا؟! الأمر الثاني: ليتك لما أدخلت المتن تدخل متن يوافق الشرح , وهي رواية أبي ذر. طبع " الفتح " بعد ذلك في المطبعة السلفية الطبعة الأولى , وهي طبعة عني بها الشيخ ابن باز رحمه الله. في المجلد الأول قابلها على نسخ خطية وقف عليها , وجئ بها وأحضرت لديه. فالمجلد الأول والثاني علق على المخالفات العقدية , وعلق على بعض المسائل الحديثية والاصطلاحية , ولكنها قليلة , نبه على جميع المسائل العقدية التي خالف فيها ابن حجر في المجلد الأول والثاني , وأوائل الثالث , ثم انشغل رحمة الله عليه لما تولى رئاسة الجامعة الإسلامية نيابة عن شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم رحم الله الجميع , فقال لمحب الدين الخطيب صاحب المطبعة السلفية اضبط على بولاق , لأن من خلال المقابلة وجد أن بولاق ما فيها إشكال فهي طبعة نفيسة. ولنا أمنية في طبعة بولاق - بهذه المناسبة – أن يصنع بها كما صنع في " الصحيح " الطبعة السلطانية فترقم , يوضع أمام
¥