تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كل حديث بداية شرحه , رقمه, وأطرافه , ورقمه في التحفة , والإحالة على الشروح الأخرى , ويصور على ورق الشمواه الجديد , فيصبح أنفس من الأصل , ويتداول بين الناس. وقد كان امتلاك النسخة السلطانية من " فتح الباري " حلم لدى طلاب العلم لماذا؟ لأنها مطبوعة سنة ألف ثلاثمائة وإحدى عشر , الأمر الثاني أن كلها مكتوب عليها وقف في كل صفحة من الكتاب , (وقف لله تعالى لا يباع ولا يوهب ولا يورث) الصفحة الأولى مكتوب عليها (وقف لله تعالى) , والتي تليها (لا يوهب ولا يورث ولا يباع) وذلك في كل صفحة من الكتاب. هذا الأمر حقيقة خدم الكتاب ونشر الكتاب بين طلاب العلم , الأمنية أن تكون هذه الخدمة أيضا لفتح الباري , لماذا لا يفعل به كما فعل بالصحيح , ترقم أحاديثه ويحال على الأطراف وعلى الشروح الأخرى , ورقم الحديث من تغليق التعليق , وتحفة الأشراف فيكمل العمل ويصور تصويراً جميلاً بالألوان مثل الأصل , فتكن أنفس من الطبعة الأصلية , هذه أمنية فنعود إلى الكلام. فقال الشيخ ابن باز: اطبعوا على طبعة بولاق , وطبعة بولاق فيها أخطاء يسيرة جدا جدا , وقف عليها صديق حسن خان العالم المعروف الهندي , الذي تولى إمارة هناك في بهوبال فأعاد طبعه عنده في الهند في ثلاثين جزءاً , ولم تسلم أيضا الطبعة الهندية وتسمى الأنصارية من الأخطاء. وطبع الكتاب بعد ذلك طبعات كثيرة لا تعد , لأهمية الكتاب وشهرته , وإفادة طلاب العلم منه , لا تسلم من أخطاء , وبعضها أمثل من بعض كما هو معروف.

السائل: لكن يا شيخ لما طبعها كما ذكرت الشيخ: محب الدين الخطيب رحمه الله أدخل أيضا المتن خلاف لرواية أبي ذر؟

الشيخ: أدخل المتن ملفقاً ليس على رواية معينة , يعني ملفق من روايات , وهذا خلاف ما يوصي به أهل الحديث , ينبغي أن يكون كتابك على رواية واحدة.

السائل: والآن لا يوجد كتاب على رواية أبي ذر بالنسبة لفتح الباري.

الشيخ: ليس هناك رواية لأبي ذر لفتح الباري , رواية أبا ذر لمتن الصحيح.

السائل: أقصد ما أحد أدخل الآن رواية أبي ذر في شرح فتح الباري مطبوعا أبدا.

الشيخ: الشيخ عبد القادر شيبة الحمد وقف على نسخة في مكتبة الحرم المدني , كُتب عليها رواية أبي ذر , ويأتي مثلها كثير من المغرب فلهم عناية بهذه الرواية , لكن يوجد بينها وبين ما اعتمده الحافظ شيء من الاختلاف , فالشيخ وفقه الله لمس الحاجة الماسة لرواية أبي ذر, فوقف على هذه النسخة وكانت مخرومة مجلد فأكملها من الأزهر. وعلى كل حال يُشكر على هذا الاهتمام , لكن يبدو أن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة المناسبة من طبعات الشرح , نعم فهذه الرواية التي كتب عليها رواية أبي ذر فيها اختلاف - وإن كان يسير- بين ما اعتمده الحافظ ابن حجر وبينها. لكن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة الأمثل لمّا أرادوا أن يدخلوا المتن في الشرح. و ليت الشيخ أفرد المتن الذي وقف عليه ونشره كما هو, وعني بشرح القسطلاني وذكر فروق الروايات , والطبعات القديمة للصحيح , طبعة بولاق الأولى والثانية , الأولى السلطانية والتي تليها , وإلا فالصحيح طبع قبل ذلك في بولاق طبعات لكنها خالية من ذكر الروايات. ثم ما دام الكلام في البخاري فالطبعة السلطانية التي طبعها السلطان عُني بها بضعة عشر من أهل العلم , فهي طبعة صحيحة ومتقنة , فيها ما يقرب من مائة خطأ تلافاه أصحاب مطبعة بولاق في الطبعة الثانية سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر وأربعة عشر, فصححوا هذه الأخطاء , فطلعت الطبعة الثانية أصح من الأولى , لكن الذي صور الكتاب واعتنى به صحح الأخطاء , فخرج في مجلدات كبيرة من " دار المنهاج ".

السائل: لكن هم طبقوا ما ذكرت أنت قبل قليل من الأمنية؟

الشيخ: نعم وهذه الأمنية منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأنا أعرض الكتاب على المطابع ليخدموه هذه الخدمة , وكلهم يرحب بالفكرة و يرى أهمية هذا العمل , ومع ذلك ما رأينا شيء , لما خرج هذا الكتاب جيء لي بنماذج من مطابع , وأنهم بدءوا يشتغلون , ويرقمون وكذا , وعلى كل حال الجهود موفقة , وما زال الناس لهم عناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. بعد طبعة بولاق أخذ عنها الطبعة الميمنية , ثم بعدها الطبعة الخيرية , وكلها بفروق النسخ مأخوذة من بولاق , ثم الحلبية , والحلبية هذه صورت , وصور معها مقال للشيخ أحمد شاكر, عن الصحيح وعناية اليونيني به ورواية الصحيح , صور هذا المقال للشيخ أحمد شاكر وألصق بما صور عن الطبعة الحلبية واشتهر بين طلاب العلم , مع الأسف الشديد أن هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, والشيخ أحمد شاكر لا عناية له بالصحيح أعني عناية ظاهرة منشورة , يعني ما نَشر شيء عن الصحيح إلا هذا المقال , استُل هذا المقال فوضع مع ما صور عن الطبعة الحلبية فروج باسم طبعة الشيخ أحمد شاكر هذا ترويج , وإلا فالشيخ أحمد شاكر لا عناية له بهذه الطبعة على أقل الأحوال التي ذكر اسمه عليها , هذا مجرد ترويج تجاري , ومع الأسف أنه انطلى على كثير من طلاب العلم , بل على بعض أهل العلم , أهل العناية بالكتب , يقول: هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, لكن الشيخ أحمد شاكر ليس له طبعة للصحيح. نعم الشيخ أحمد شاكر له مقال عن الصحيح , ذكر فيه عناية اليونيني بالصحيح , وذكر بعض الروايات استل هذا المقال , وصورالطبعة الحلبية فجُعل مقدمة لها وقيل هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر. طبع البخاري مرارا عشرات المرات لأهميته , لكن ينبغي أن يعنى طالب العلم بهذه الطبعة التي أشرنا إليها , وهي الطبعة السلطانية التي أُكملت بهذه الخدمة.

يتبع بإذن الله تعالى ,,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير