تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هناك أيضاً " فتح الملهم بشرح صحيح مسلم " لشبير أحمد العثماني , هذا هندي متأخر من علماء الهند لكنه لم يكمله وأطال فيه النفس , وفيه فوائد و طرائف , و استطرادات , وأشياء مفيدة , تفيد طالب العلم لا سيما بالنسبة لصحيح مسلم , هذه الشروح كلها لو صيغت في شرح واحد لم تعادل فتح الباري كلها ولذا لو انبرى بارع للتنكيت على شرح النووي, يعني على صحيح مسلم وشرح للنووي , ويُذكر في مؤلفات الحافظ ابن حجر أن له نكت على شرح النووي , والنكت توضح الإشكالات وتذكر ما أغفله صاحب الكتاب , وتناقشه , فهي قريب من الحواشي , إلا أن الحواشي تعرض لكل شيء , بينما النكت تعنى بالمهمات. " فتح الملهم " هذا طبعت مقدمته وثلاث مجلدات كبار , ثم أكمل في ستة مجلدات أخرى. أقول: لا يزال الإعواز في صحيح مسلم قائم , فلو اعتنى طالب علم متمكن لشرح صحيح مسلم من كل وجه , نظير شروح البخاري , أو أقل الأحوال بالتنكيت على أحد هذه الشروح , وذكر ما أهمل أحياناً في صحيح مسلم. يرد إشكالات كثيرة , مثل (قال أبو أحمد) , وذلك في متن صحيح مسلم , فتبحث عن أبي أحمد هذا , وكثير من طلاب العلم لا يصل إليه , لأنه لا يشير إليها الشراح (أبو أحمد) هذا هو الجلودي راوي الصحيح , ففي الصحيح (قال أبو أحمد) , ثم بعد ذلك يسوق الخبر أو بعض الإسناد من غير طريق مسلم لأن في الصحيح مباشرة (قال أبو أحمد) فتذهب إلى رجال الكتب الستة فما تجده , فمثل هذه الأمور وغيرها مما اشتمل عليها الصحيح من تنبيهات ولطائف وعلل , يشير إليها الإمام مسلم , وفوائد اصطلاحية في باق سياق المتون والأسانيد , شيء ما يخطر على البال , فلو اعتنى به بارع وتصدى له , وتفرغ له , فسوف يطلع عمل جليل , وعندنا بعض المقيدات في هذا الباب , لكن نسأل الله جل وعلا أن يعين على الإتمام. سنن أبي داود ثالث الكتب عند الأكثر, وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني , وسننه عني بها أهل العلم , حتى قالوا: إنه يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام , نعم هو يكاد يكون فيه أحاديث الأحكام , وفيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث في أحاديث الأحكام , وهي أصح ماوقف عليها أبو داود , وإن ذكر في رسالته إلى أهل مكة أنه ذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه , وما فيه من ضعف أو وهن شديد بينه , على كل حال الكتاب لا يستغني عنه طالب علم. قلنا إن العناية ينبغي أن تكون بالصحيحين ثم بالسنن , " الدهلوي " له نظر آخر , يقول ينبغي أن يبدأ طالب العلم بسنن أبي داود والترمذي لأن فائدته منهما أقرب من الفائدة في الصحيحين , يعني صحيح البخاري مستواه رفيع , فليس فائدته قريبة مثل سنن أبي داود وسنن الترمذي , وإن كان في الترمذي إشارات وأشياء تحتاج إلى عناية , الدهلوي يقول ينبغي أن يعنى طالب العلم في البداية بسنن أبي داود والترمذي , ثم بالبخاري ومسلم , ثم بالنسائي وابن ماجه , على هذا الترتيب وإن كانت الأولويات عند أهل العلم بالبخاري , ثم مسلم , ثم أبي داود , ثم الترمذي , ثم النسائي , ثم ابن ماجه.

أقول: سنن أبي داوود بهذه المثابة وهو ثالث الكتب عند الأكثر , عني به أهل العلم , من أول من شرحه أبو سليمان الخطابي في كتاب أسماه " معالم السنن " وهذا الكتاب على أنه مختصر إلا أنه شرح مبارك , فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم ولا يستغني عنها من يعني بسنن أبي داود.

السائل: هو نفس شارح البخاري؟

الشيخ: نعم هو نفسه.

السائل: هناك " أعلام سنن " وهنا " معالم سنن "؟

الشيخ: نعم , لكنه - كما ذكرنا هناك - أنه طبع تبعا لأكثرالنسخ باسم " أعلام الحديث ". " معالم السنن " لأبي سليمان الخطابي طبع في حلب , الطبعة الأولى في أربعة أجزاء , ثم طبع بعناية الشيخ أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي في ثمان أجزاء , مع المختصر للمنذري ومع التهذيب لابن القيم , فالمعالم على اختصاره كتاب ينبغي أن يعنى به طالب العلم. هناك أيضاً شرح لابن رسلان أحمد ابن الحسين الشافعي , شرح حافل مشحون بالفوائد لا سيما ما يتعلق بالفقه وأصوله وقواعده , فنسأل الله جل وعلا أن ييسر نشره , لأنه محقق وجاهز للنشر في رسائل علمية , أما النشر العام فلم يتيسر إلى الآن , شرح العيني شرح جيد إلا أنه ناقص.

السائل: العيني شارح البخاري؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير