تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثمة فارق بين الفهرس والمعجم: فالفهرس يرتب الألفاظ، ويدلك على مكان ورودها، أما المعجم فيرتبها ويشرحها.

ولقد دعت الحاجة إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن، تسهل للباحثين الوصول إلى كلمات القرآن بيسر، فاتجهت عناية المسلمين والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.

ومن المؤلفات الرائدة في هذا المجال:

1ـ نجوم الفرقان في أطراف القرآن: للمستشرق الألماني (فلوجل).

2ـ فتح الرحمن: تأليف علي زاده فيض الله الحسني.

3ـ مفتاح كنوز الرحمن: لكاظم بك.

4ـ كتاب ترتيب زيبا: لحافظ محمود الورداري.

5ـ معجم آيات القرآن: حسين نصار.

6ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.

وكان أهم هذه الفهارس فهرس الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي الذي استفاد من تجربة المستشرق (فلوجل) حين اطلع على كتابه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) فأعجب به، لكنه وجد فيه بعض الهنات والنواقص، فشمر عن ساعد الجد، وسهر الليالي فترجم هذا السفر وأكمل نواقصه، وأخرجه إخراجاً جديداً، وأضاف إليه، وسمّاه (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) ورتب مواد هذا المعجم ترتيباً هجائياً، بعد تجريد اللفظة من أحرف الزيادة، وجاءت على حسب أوائلها فثوانيها فثوالثها، وبدأ معجمه المفهرس بمادة (أ ب ب) وأنهاه بمادة (ي و م) ويكفي أن تعرف كلمة من الآية حتى يدلك على موضعها من السورة، ويذكر لك نصّ الآية أيضاً.

إن الطريقة التي اتبعت في ذكر مفردات (المادة) هي الابتداء بالفعل المجرد المبني للمعلوم: ماضيه فمضارعه فأمره، ثم المبني للمجهول من الماضي والمضارع، ثم المزيد بالتضعيف فالمزيد بحرف ... إلخ، ثم الأسماء كالمصدر والمشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول وباقي الأسماء ....

ومنهجه في كل لفظة أن يذكر: عدد مرات اللفظة في القرآن، والآيات التي وردت فيها اللفظة، ويثبت أمام كل آية رقمها في السورة ويرمز بـ /ك/ للآية المكية و بـ/م/ للآية المدنية، ثم يذكر اسم السورة ورقمها في المصحف. انتهى المؤلف من إعداد فهرسه هذا في عام 1945 ثم طبعه وأصدره وكانت أرقام آياته تطابق ما ورد في المصحف الذي تولّت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ طبعه، ثم صدر المعجم بطبعات متعددة في بلاد عربية وإسلامية، وتولت دار الفكر بدمشق عام /1407/ هـ نشره وطبعه على هامش القرآن الكريم نفسه ليسهل الرجوع إلى السور والآيات مباشرة، ومن طبعاته الجيدة المميزة الطبعة التركية الصادرة عن المكتبة الإسلامية في إستنبول في تركية عام 1982م.

وأقبل الناس والباحثون والعلماء عليه يستفيدون منه أيّما استفادة.

والناظر في هذا المعجم يجده يحوي ألفاظ القرآن ما عدا الضمائر والأدوات مما دفع الدكتور (إسماعيل أحمد عمايرة) إلى إعداد (معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم) فَهْرَسَ فيه الأدوات والضمائر في القرآن، بحيث ييسر هذا الأمر لمن يَدْرُس أدوات الشرط أو النفي أو الاستفهام أو الحصر أو الضمائر المنفصلة أو ما شابه ذلك من أبواب الدرس الأسلوبي أو النحوي أو البلاغي في القرآن الكريم. وهذا المعجم يقسم إلى قسمين كبيرين، يستقل أحدهما عن الآخر. القسم الأول: الأدوات. والقسم الثاني: الضمائر ([21]).

وثمة محاولات أخرى جاءت بعد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، فقد أعد الدكتور (محمد حسن الحمصي) فهرساً لألفاظ القرآن طبعه مع القرآن الكريم الذي ذيله بأسباب النزول للسيوطي مع بعض الأحاديث المفسرة للآيات وأضاف لفهرس الألفاظ فهرساً لمواضيع القرآن، فجمع عدة كتب في سفر واحد.

أما فهرس الألفاظ الذي يعنينا في بحثنا هذا، فقد وضعه الدكتور الحمصي بصورة مختصرة ومكثفة تساعد في الكشف عن مكان اللفظة المطلوبة في السور والآية، إلا أنه لم يذكر النص الكامل للآية.

لقد رتب الدكتور الحمصي الألفاظ ترتيباً هجائياً بعد تجريدها من أحرف الزيادة وذكر أمام كل لفظة رقم السورة ورقم الآية، ولكي يميز الطالب بين السورة والآية جعل رقم السورة بلون ورقم الآية بلون مغاير، وأغفل المؤلف تبويب جميع الحروف وغالب الظروف وأسماء الإشارة وأدوات الشرط والأسماء الموصولة، ولم يذكر بعض الألفاظ التي وردت فيها كل لفظة في القرآن ([22]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير