[إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة]
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[06 Sep 2006, 01:04 ص]ـ
من أوجه القراءات القرآنية
[إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة]
د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة
جامعة البلقاء التطبيقية – كلية أصول الدين الجامعية- قسم القراءات القرآنية- [email protected]
ملخص البحث:
من أوجه القراءات القرآنية
إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير
دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة
أظهرت في هذا البحث المتواضع اللُّحمة الوشيجة بين القراءات القرآنية الكريمة والتفسير، حيث بيَّنت من خلال الدراسة الموضوعية لآيات قرآنية كريمة في سورة البقرة كيف أن القراءات القرآنية الكريمة توسع المعنى وتظهره بأكمل وأجلى صورة، وكأن كل وجه من أوجه القراءة آية مستقلة، إلا أن المعنى الكلي للآية الكريمة لا يظهر إلا بالجمع بين القراءتين، وهذا يدل على بلاغة القرآن الكريم وإيجازه، وهو وجه من أوجه الإعجاز القرآني.
المقدمة:
الحمد لله الذي أنارت معرفتُه قلوبَ العارفين، ومحقت أنوارُ هدايته ظلامَ الجاهلين، وأشرق علمُه في صدورِ العلماءِ العاملين بصيرةً يهدون بها إلى الصراط المستقيم، فقال سبحانه وتعالى:) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ((108:يوسف). والصلاة والسلام على رسوله الكريم، سيدنا وحبيبنا محمد هادي الأمم، وكاشف الغمم، مبلّغ الرسالة، ومؤدي الأمانة على وجهها الأتم، وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغرّ الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد
فإن أهمية العلوم إنما تكون بمُتَضَمَّنِها، وأهمها على الإطلاق ما يتعلق بكتاب الله عز وجل، وعلم القراءات القرآنية من أوشج العلوم صلة بالقرآن الكريم، لأنها تتضمن أوجه أدائه –قراءته– التي يفهم ويعلم بها القرآن الكريم، إضافة لما تحويه من إثراء للمعاني القرآنية الكريمة. وهذا أمر لم يغفله العلماء المتقدمون رحمهم الله تعالى، وحاولوا الإفادة منه في بعض الميادين؛ فعلماء التفسير استشهدوا بالقراءات القرآنية في تفسيرهم للآيات القرآنية، وعلماء الفقه استشهدوا ببعض أوجه القراءة القرآنية دليلا لما تبنوه من أحكام فقهية ... إلا أنهم لم يفردوا أثر القراءات القرآنية في التفسير ببحث مستقل، وهذا لا يعد تقصيرا منهم، بل كل واحد من العلماء يدلي بدلوه ويهب لأهل العلم ثمرة جهده في مجاله واختصاصه. وها أنا أدلي بدلوي وأحاول أن أضع لبنة متواضعة في هذا الصرح العلمي، بهذا الموضوع الذي أتحدث فيه عن أثر القراءات القرآنية المتواترة في التفسير، حيث بدأت بسورتي الفاتحة والبقرة، فقمت باستخراج الآيات الكريمة التي تتنوع أوجه قراءتها، وجمعت المادّة العلمية اللازمة لإتمام البحث، لكنني وجدتها طويلة، فقمت بتقسيم القراءات القرآنية الكريمة الواردة في هاتين السورتين إلى ثلاثة أقسام؛ الأول يكمن تنوع القراءات فيه بتنوع الحركات، نحو قوله تعالى:) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ (و) فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ ((الآية37:البقرة). والثاني بإبدال الحروف، نحو قوله تعالى:) وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً (و) ننشرُهَا ((الآية259:البقرة)، والثالث بإثبات الألف وحذفها. وقد أفردت كل قسم منها ببحث مستقل. وما سأبحثه الآن–بإذن الله تعالى – أحد هذه الثلاثة، حيث تنوع القراءات يكون بإثبات الألف وحذفها.
أما منهجي في هذا البحث؛ فإنني قمت بجمع الآيات القرآنية الكريمة التي تتنوع أوجه قراءتها بإثبات الألف وحذفها، ثم رتّبتها وفق ورودها في المصحف الشريف، وأشرت إلى القراءات القرآنية الواردة فيها، ثم أظهرت بعض أقوال أهل التفسير فيها، واجتهدت رأيي في إظهار أثر الجمع بين القراءات في التفسير، وما تؤديه من معاني إضافية. فإن أصبت فذلك الفضل من الله، وإن أخطأت فمن نفسي وتقصيري.
المبحث الأول: قوله سبحانه وتعالى:) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ((4:الفاتحة).
المسألة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة
¥