تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقدمة في رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم]

ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[01 Jan 2007, 10:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله في سورة الشعراء:

"وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) "

حدد رب العالمين سبحانه وتعالى أن تكون اللغة العربية لغة القرآن الكريم في الدنيا، ولغة أهل الجنة في الآخرة وهو مكون من الكلمات التي تكون الجمل، ثم الجمل التي تكون الآيات القرآنية، والآيات القرآنية التي تكون السور

فرغم أن لغة القرآن الكريم هي اللغة العربية إلا أن اللغة العربية المذكورة في القرآن لها بناء خاص بها، وتقنين رياضي مستقل تماما بها، لا يمكن محاكاته.

فإن أمكننا افتراض أن تكوين القرآن مكون من وحدات مترابطة هي " الكلمة" والكلمة توجد في مجاميع مترابطة بدورها هي " الجمل"، وتلك الجمل توجد في أجزاء أكبر منها هي " الآيات"، والآيات هي لبنات بناء " السور"، والسور هي أقسام " القرآن"

لأمكننا إدراك أن درجة إحكام البناء الرياضي اللغوي تتزايد كلما تزايد ترابط كلمات وجمل وآيات وسور القرآن الكريم، بشكل معجز لا يمكن فيه محاكاة الرياضيات اللغوية المترابطة للقرآن الكريم سواء علي مستوى الكلمات، ولا مستوي الجمل، ولا مستوي الآيات، وتصل لدرجة الاستحالة على مستوى السورة الواحدة، وتصل لدرجة استحالة فائقة على مستوى القرآن الكريم كله حتى أنه لا يمكن تصور دقة البناء الرياضي اللغوي للقرآن الكريم على مستواه الكلي.

ومن دراستي اللغوية الرياضية للقرآن الكريم، أتحدى أن يأتي أحد بعلاقات لغوية رياضية تقترب في الشبه من رياضيات اللغة العربية المحصورة بين دفتي القرآن الكريم، سواء على أي مستوى من مستويات رياضيات الألفاظ أو رياضيات المعاني، مهما انخفض أو ارتفع مستوى أدوات التحليل والتركيب الرياضية المستخدمة.

وفي إطار دراستنا لرياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم، يمكننا تحديد موقع منهج البحث المستخدم فيها في علم اللغة الحديث كالآتي:

فهو يندرج تحت المستوى التحليلي للألفاظ، والمستوى الدلالي للمعاني

وهو يندرج تحت علم اللغة الوصفي

وهو يشبه المنهج اللغوي الوصفي إلا أنه يختلف عنه في أشياء أساسية نوجزها في الآتي:

نقاط تشابه المنهج اللغوي الرياضي للقرآن الكريم مع المنهج اللغوي الوصفي:

• دراسة وتحليل التركيب اللغوي للجمل ودلالاتها وبحث علاقات السياق وإنتاج المعاني.

• دراسة وتحليل المعاني ودلالات الألفاظ.

• بحثه عن التوافق السياقي والتأثير السياقي.

• يبحث عن الترابط بين الكلمات وتماسك السياق.

• الحيادية وعدم إدخال أفكار أو فلسفات على الدراسة.

• استخدام المنهج العلمي في البحث.

نقاط الاختلاف عن المنهج اللغوي الوصفي:

• هذا منهج قرآني، أي مصدره البحث في القرآن الكريم، دون أخذه أو تطويره من منهج سابق.

• يختص بالبحث عن القوانين الرياضية لظواهر اللغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم، فأداته هي الرياضيات باختلاف أنواعها.

• يبحث عن القوانين الرياضية للغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم فقط لأن القرآن لغته محكمة مفصلة، لا يمكن محاكاتها في تركيبها، وكلما تزايدت علاقات تركيبها كلما زادت درجة إحكام البناء فتقل إمكانية محاكاتها حتى يصل للاستحالة على مستوى التركيب اللغوي الرياضي للسورة على حدة، أو للقرآن الكريم كله.

فمنهج رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم، قد يشبه المنهج الوصفي اللغوي في بعض الأمور، ولكنه منهج رياضي لغوي

ومن هنا يمكننا اقتراح تعريفاً للمنهج اللغوي الرياضي: هو منهج يبحث بالأدوات الرياضية في ظواهر اللغة.

ومن ثم فإن كانت هناك لغات عديدة، فهذا البحث يختص باللغة العربية عموما، وباللغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم خصوصا، وإن تعددت فروع رياضيات اللغة العربية (فمثلا هناك رياضيات المعاني النحوية في نسق العلاقات التركيبية، بالإضافة لرياضيات علاقات الألفاظ والمعاني–، فإن هذا البحث يختص برياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير