تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير للشيخ الحصري]

ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[25 Nov 2006, 05:31 ص]ـ

فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير المؤلف الشيخ محمود خليل الحصري يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني: مما وجدت في أرشيفي هذا الصباح هذا الكتيب المختصر اللطيف فأحببت أن أقدمه لأهل ملتقى التفسير هدية ندية سائلا المولى أن يرحم مؤلفه الشيخ محمود خليل الحصري وأن يجعله في الفردوس الأعلى الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد: فهذا مختصر جمعت فيه ما ينبغي للقارئ أن يعلمه من مباحث الاستعاذة والتكبير ورتبته على مقصدين جامعين للغرض من هذين الفنين:- المقصد الأول: في الكلام على الاستعاذة وفيها خمسة مباحث: المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً. المبحث الثاني: في محلها وما ورد فيه من الخلاف. المبحث الثالث: في صيغتها وما ورد فيها من الآثار. المبحث الرابع: في حكم الجهر بها والإخفاء. المبحث الخامس: في حكم الوقف عليها ووصلها بما بعدها وما ورد في ذلك. والمقصد الثاني: في الكلام على التكبير وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: في سببه ومحله واختلاف الأئمة فيهما وما ورد فيه من الأوجه. المبحث الثاني: في رواته. المبحث الثالث: في صيغته. وأسأل الله تعالى من فضله الكريم، أن ينفع به النفع العميم كل من تلقا سليم، وأن يجعله سبباً للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم. وهذا أوان الشروع فيه فأقول متوكلاً على من بفضله وجوده ينال المأمول: الاستعاذة مصدر استعاذ: أي: طلب العوذ والعياذ، ويقال لهما: التعوذ، هو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ، ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام. فإذا قال القارئ: أعوذ بالله، فكأنه قال: ألجأ واعتصم وأتحصن بالله، ثم صار كل من التعوذ والاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة، فإذا قيل لك: تعوذ أو استعذ فالمراد قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع، ولفظها لفظ الخبر ومعناه الإنشاء؛ أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم. والكلام عليها في مباحث. * * * المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً: هي مسألة لا تعلق للقراءات بها، ولكن لما ذكرها شراح الشاطبية أحببت ذكرها هنا لما يترتب عليها من الفوائد، وقد تكلف أئمة التفسير والفقهاء بالكلام فيها، وأشير إلى ملخص ما ذكروه في أربع مسائل. الأولى: ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة مستحبة في القراءة بكل حال في الصلاة وخارجها، وحملوا الأمر بها في قوله تعالى: (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) على الندب، وذهب داود بن على وأصحابه إلى وجوبها حملاً للأمر على الوجوب كما هو الأصل، حتى أبطلوا صلاة من لم يستعذ، وقد جنح الإمام فخر الدين الرازي ? إلى القول بالوجوب، وحكاه عن عطاء ابن أبى رباح، واحتج له بظاهر الآية من حيث الأمر، والأمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي ? عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال ابن سيرين: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب وقال بعضهم: كانت واجبة على النبي ? دون أمته. حكى هذين القولين العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره. الثانية: الاستعاذة في الصلاة للقراءة لا للصلاة، وهذا مذهب الجمهور كالشافي وأبى حنفية ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل. وقال أبو يوسف: هي للصلاة، فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ ويتعوذ في العيدين بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد، ثم إذا قلنا بأن الاستعاذة للقراءة فهل قراءة الصلاة قراءة واحدة فتكفى الاستعاذة في أول ركعة أو قراءة كل ركعة مستقلة بنفسها فلا يكفى. قولان للشافعي، وهما روايتان عن أحمد، والأرجح الأول لحديث أبى هريرة في الصحيح: أن النبي ? كان إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت، ولأنه لم يتخلل القراءتين اجنبى بل تخللها ذكر فهي كالقراءة الواحدة حمد لله أو تسبيح أو تهليل أو نحو ذلك. ورجح الإمام النووي وغيره الثاني، وأما الإمام مالك فإنه قال: لا يستعاذ إلا في قيام رمضان فقط. وهو قول لا يعرف لما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير