[الباب تقرعه الرياح!!!]
ـ[ماجد الوبيران]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 08:21 م]ـ
ها قد مضت يا _ أمي _ تسع سنوات على رحيلك، فإليك أهدي هذه القصيدة مقرونة بدعائي: غفر الله لك ولجميع أموات المسلمين .............
البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحِ في اللَّيْلِ العَمِيقْ
البَابُ مَا قَرَعَتْهُ كَفُّكِ.
أَيْنَ كَفُّكِ وَالطَّرِيقْ
نَاءٍ؟ بِحَارٌ بَيْنَنَا، مُدُنٌ، صَحَارَى مِنْ ظَلاَمْ
الرِّيحُ تَحْمِلُ لِي صَدَى القُبْلاَتِ مِنْهَا كَالْحَرِيقْ
مِنْ نَخْلَةٍ يَعْدُو إِلَى أُخْرَى وَيَزْهُو في الغَمَامْ
* * * *
البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحْ ...
آهِ لَعَلَّ رُوحَاً في الرِّيَاحْ
هَامَتْ تَمُرُّ عَلَى الْمَرَافِيءِ أَوْ مَحَطَّاتِ القِطَارْ
لِتُسَائِلَ الغُرَبَاءَ عَنِّي، عَن غَرِيبٍ أَمْسِ رَاحْ
يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْنِ، وَهْوَ اليَوْمَ يَزْحَفُ في انْكِسَارْ.
هِيَ رُوحُ أُمِّي هَزَّهَا الحُبُّ العَمِيقْ،
حُبُّ الأُمُومَةِ فَهْيَ تَبْكِي:
" آهِ يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ!
وَيْلاَهُ! كَيْفَ تَعُودُ وَحْدَكَ لاَ دَلِيلَ وَلاَ رَفِيقْ "
أُمَّاهُ ... لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ
لاَ بَابَ فِيهِ لِكَي أَدُقَّ وَلاَ نَوَافِذَ في الجِدَارْ!
كَيْفَ انْطَلَقْتِ عَلَى طَرِيقٍ لاَ يَعُودُ السَّائِرُونْ
مِنْ ظُلْمَةٍ صَفْرَاءَ فِيهِ كَأَنَّهَا غَسَق ُ البِحَارْ؟
كَيْفَ انْطَلَقْتِ بِلاَ وَدَاعٍ فَالصِّغَارُ يُوَلْوِلُونْ،
يَتَرَاكَضُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَفْزَعُونَ فَيَرْجِعُونْ
وَيُسَائِلُونَ اللَّيْلَ عَنْكِ وَهُمْ لِعَوْدِكِ في انْتِظَارْ؟
البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ لَعَلَّ رُوحَاً مِنْك ِ زَارْ
هَذَا الغَرِيبُ!! هُوَ ابْنُكِ السَّهْرَانُ يُحْرِقُهُ الحَنِينْ
أُمَّاهُ لَيْتَكِ تَرْجِعِينْ
شَبَحَاً. وَكَيْفَ أَخَافُ مِنْهُ وَمَا أَمَّحَتْ رَغْمَ السِّنِينْ
قَسَمَاتُ وَجْهِكِ مِنْ خَيَالِي؟
أَيْنَ أَنْتِ؟ أَتَسْمَعِينْ
صَرَخَاتِ قَلْبِي وَهْوَ يَذْبَحُهُ الحَنِينُ إِلَى *العِناقِ *؟
* * * *
البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ تَهُبُّ مِنْ أَبَدِ الفِرَاقْ
* العناق * كلمة قمت بوضعها مع الاعتذار الشديد للشاعر الكبير بدر السياب الذي وضع كلمة - العراق -.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 12 - 2010, 01:35 ص]ـ
اسأل الله أن يرحم والدتك وأن يدخلها جنات النعيم وكل أحياء وأموات المُسلمين، كلنا راحلون فهوِّن عليك أخي الحبيب، ما شاء الله قصيدة من أجمل قصائد بدر شاكر السيَّاب، فشكرًا لك.
ـ[الحزين المتفائل]ــــــــ[28 - 12 - 2010, 01:38 ص]ـ
رحمها الله رحمةً واسعة، وجمعها بك في جنات النعيم. (آمين)