[التعييب في النقد دليل هشاشة ..]
ـ[ماجد الوبيران]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 06:17 ص]ـ
هناك أناسٌ في هذه الحياة يُبحرون في عوالم النقد .. لكنهم يغرقون، وهم يتشبَّثون بالبحث عن البدائل، وإيجاد الحلول!! والنقد هنا، هو النقد بمعناه المتعارف عليه في حياتنا .. وهو التعييب، والتنقيص، والتقليل .. ومن الأجدى ألا يكون النقد هو هَمُّنا، وعملنا الأوحد؛ لأنه مِن السهل على أي إنسان أن ينقد، لكنَّ الابتكار، والظهور بما هو معقول جديد أمر عظيم وهو الأفضل والأجدر، والإشادة بكل ما هو موجود جميل هو الأحسن والأنفع؛ لأنَّ الإصرار على النقد يعني الوقوف عند الموجود دون أن ننظر إلى الآتي القادم.
وليس من حقِّ أي إنسان في هذه الحياة أن يرى أن ما تفعله خطأ ما دمت تعمل الصحيح، وتسير في السبيل الصائب .. أما قناعاته هو، فهي تخصُّه وحده، وهي التي جعلت منه إنسانًا نقَّادة .. يَنْقُدُ كل شيء، دون أن يأتي هو بشيء .. وهذا يعني بأنه إنسان جامد لا يتطور، ولا يتقدم!!
من المؤلم حقيقة أن يأتي من يقول لك: إن ما تقوم به عملًا لا داعي له، مع أنك تفعل ما تراه حقًّا .. وتظن كل الظن بأنك تقوم بما هو سليم .. لكنَّه وفي مرات متعددة يتهمك بالخلل، ويوجه إليك كلمات أشبه بالقذائف التي تنسف كل عمل جميل تقوم به من أجل هوى في النفس، وقناعة في الضمير مع أن عملك ذاك يشعرك بمكانتك ووجودك .. ويخفف عنك كثيرًا من ضغوطات العمل، وإرهاقات الأداء .. ولعلك تتساءل في حيرة:
كيف تشكلت تلك الأفكار لدى أولئك؟ وكيف اقتنع بها أهلوها؟ بل، وكيف تجاوزوا حدود القناعة بها إلى السعي من أجل فرض تلك القناعات على الآخرين .. مع أن هناك أحاسيس تنتابهم بين الفينة والأخرى تهمس في آذانهم بأن مَنْ تنتقدهم هم الذين على الصواب .. وهم الأصح، وأنت المخطئ المقصر!!
لكنهم .. وإن أصرُّوا على مواقفهم، فستبقى قناعاتهم هشة، وهجماتهم رثة .. والعاقبة دومًا للصحيح.
إن التعود على النقد يَنُمُّ عن شخصية تنتابها الأنانية، ويتحكم فيها حُب التسلط والسيطرة .. وهي شخصية تكون غالبًا مكروهة، وغير مُرحب بها .. لأنها شخصية سعت إلى نشر الشحناء والتباغض بنقدها المستمر، وتنقيصها المتواصل .. مع أنه من الأفضل أن تُنتقد الأعمال الخاطئة التي يتفق الجميع على خطئها .. والبُعد عن نقد الأشخاص بذواتهم .. ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو المعلم، وهو المربي، وهو الأسوة الحسنة لا يباشر أصحابه بالنقد، بل يُعرِّض بالخطأ دون أن يوجه النقد للأشخاص، فيقول: " ما بال أقوام يفعلون كذا ... "
علينا أن نُحسن الظن بالناس .. ونستثير كوامن الخير في نفوسهم .. دون أن ننقد، أو أن نجرح .. فهذه سمة من سمات المسلم المتفهم لسماحة دينه وسموه.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 12:37 م]ـ
ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو المعلم، وهو المربي، وهو الأسوة الحسنة لا يباشر أصحابه بالنقد، بل يُعرِّض بالخطأ دون أن يوجه النقد للأشخاص، فيقول: " ما بال أقوام يفعلون كذا ... "
علينا أن نُحسن الظن بالناس .. ونستثير كوامن الخير في نفوسهم .. دون أن ننقد، أو أن نجرح .. فهذه سمة من سمات المسلم المتفهم لسماحة دينه وسموه.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: ماجد الوبيران
جزاك الله خيرا، مقال قيم، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بقلمكم الأمة الإسلامية: اللهم آمين
والله الموفق
ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 04:05 م]ـ
بارك الله بكم أستاذ ماجد، وأثابكم خيرا على جميل ما خططتم.
ـ[محمد الألمعي]ــــــــ[28 - 12 - 2010, 12:05 ص]ـ
إذا كانت ثقة الشخص بقدراته وإمكاناته مبنية على أساس صحيح فينبغي له ألا يلتفت إلى المثبطين، والنقد مقبول إذا كان بقصد أمر بمعروف أونهي عن منكر أو تصحيح خطأ أو إثبات عدم الجدوى أو ماهو أجدى أو نحو ذلك، وإذا كان الناقد يتمتع بمقومات مهمة سيكون نقده هادفا ومقبولاً، كاللين والأسلوب المؤثر وأن يكون ملماً وذو دراية وخبرة بموضوع النقد وما شابه ذلك ليكون مأجوراً مشكوراً، ولن يكون ذاك ناجحا إلا أن يكون نقده مبنياً على نية صادقة ونبيلة ...
أشكرك أخي الكريم على طرحك البناء