تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كل كريم طروب وليغفر الله لنا]

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 06:10 م]ـ

وبعيدا عن حكم الغناء والذي قد لا يكون على تحريمه غبار لكن لا أدري ما الذي يصيبني عندما أسمع الغناء , شيء يسري في جسمي يهزني لأشعر بخفة في جسدي , تجعلني أشعر بأنني قادر على الطيران وهذا يحصل أيضا عندما أقرأ أو أسمع شعرا جميلا

لا أدري ما الذي يصيبني عندما أسمع محمد جمعة خان يغني (حنانيك يا من سكنت الحنايا) أو بدوي الزبير عندما يصدح (مضنى وليس به حراك) أو فيروز وهي تقول يا ليل الصب متى غده أو طلال مداح وهو يشدو بموال تلك الأبيات الرائعة لجحظة االبرمكي (الخبز أرزي) رأيت الهلال ووجه الحبيب فكانا هلالين عند النظر

أو عندما أسمع عوض الدوخي وهو يغني لحاك الله هل مثلي يباع؟ = لكي ما تشبع الكرش الجياع؟

وهل في شرعة الإنصاف أني = أكلف خطة لا تستطاع؟

وهل أبلى بروع بعد روع = وهل مثلي يضار فلا يراع؟

والحقيقة – لا تزكية لنفسي – أنني لا أحتفظ بأي وسيط لحفظ الأغاني لا كاسيت أو غيره , لكنني أسمع هنا وهناك فأطرب طربا شديدا , وكيف لا أطرب وقد سمعت:

إيه يا دنيا لماذا تعصفي = بمحب في الهوى قد صرعا؟

ومنها

فاستجاب الطرف حتى لم يدع = بقعة إلا سقاها أدمعا

ومنها

نزع البين فؤادي عنوة = كيف أحيا وفؤادي نزعا

أحب الغناء الصنعاني والحضرمي والشامي والخليجي (خاصة أغاني الصوت) والمصري الأصيل

لأن هذه الألوان يغني أصحابها قصائد نسيها مؤرخو الأدب وسارت على ألسنة الناس من المحيط إلى الخليج دون أن يعرف لها قائل كقصيدة:

رضاك خير من الدنيا وما فيها

ولأنها تستخدم ألحانا هي أقرب إلى ألحان الموصلي وزرياب ومن له خبرة في الألحان فليقرأ بعض كتب التراث الأدبي التي تذيل الأبيات فيها بشرح عن لحنها (صوت بالبنصر مشدودا) أو (صوت بالسبابة إلى البم) وليجرب إن كان عازفا , فسيجد نفسه يغني لحنا قريبا إلى (الصوت الخليجي)

أحب هذه الأصوات وقد طاردتها قديما وجمعتها من بلدانها فمن المنامة والكويت إلى جدة و عدن وجيبوتي ولا تضحكوا فأكبر مكتبة للغناء الحضرمي والزربادي (لون مشهور في حضرموت) موجودة في إذاعة جيبوتي

حتى أنني احتفظت ببعضها على اسطوانات (بيكم) رغم عدم امتلاكي لجهاز البيكم وقد أتلفتها جميعا , ويساورني الآن ندم من الشيطان لكن نداء الحق أولى ....

وبعد هذه السنين وبعد أن أحرقت مكتبتي الغنائية ما زلت أطرب

كان قد ناقشني صديقي (بوحمد الذي غاب عنا رده الله سالما) في موضوع الطرب وكيف يهز المرء رأسه ورجله عند سماع الشعر أو اللحن فقلت له: قالت العرب: كل كريم طروب

وأنا الآن استغفر الله وأقول: كل كريم طروب

ـ[أبو محمد محيي الدّين]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 10:29 م]ـ

يقول بعض:إن الموسيقى غذاء الروح ...... وأقول: نعم هي غذاء للروح التي قال عنها صلى الله عليه وسلم:إن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق .... فهي غذاء للشيطان وليست للروح الطاهرة ....

تقبل وقفتي في روضك استاذي الغالي ........

ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 07:37 ص]ـ

أستاذ محمد: يا رعاك الله!!

في كلامك لمحة تصوف تذكرني بقصة طريفة وقعت لشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، لما سافر مع جماعة من المتصوفة، وحان وقت مجلس ذكرهم، وإن شئت الدقة فقل: مجلس طربهم!!!!، فانصرف عنهم، فدعاه أحدهم إلى مجلس السماع لئلا يفوته نصيبه من لذة الميل والتواجد الوهمية، فاعتذر ابن تيمية وقال: كل نصيب للشيطان فيه حظ فأنا في غنى عنه، أو كلمة نحوها، فلما أصبح عليهم الصباح، تبين أن الشيطان كان حاضرا معهم لتلبس كثير منهم بتعاطي الخمر، طلبا للذة سكر إضافية، فلم يكتف القوم بلذة سكر السماع المبتدع حتى أضاف إليها السكر الفعلي، وهذه أحوال شيطانية لا رحمانية، فمجلس كهذا لا نصيب للملائكة فيه.

لا أحد ينكر ما تشعر به، وإلا لما كان السماع، أعاذنا الله منه، فتنة، فقد يحصل به نوع وجد يحرك القلب ويثير الشجن، بل قد يثاب بعض من يحضر مجالس الذكر المبتدعة، من جهة أنه تأول لنقص علمه، فطلب صلاح قلبه بعين فساده، فظن أن السماع المبتدع زاد نافع لقلبه، لاسيما مع ما يصاحبه من لذة وهمية لا تلبث أن تنقلب حسرة وضيقا، فضلا عن إعراض صاحبها بالكلية عن سماع الذكر المنزل لاستغنائه بالذكر المبتدع، فيكون كمن تغذى بغذاء خبيث، فشبع منه فعافت نفسه الغذاء الطيب النافع، والنفس خلقت متحركة حساسة تهتز لأي صورة جميلة أو صوت شجي، فإن لم تعقلها بعقال الشرع، تفلتت منك وهامت في أودية عشق الصور والأصوات المحرمة، أعاذني الله وإياك وإخواني من ذلك.

فليس الثواب هنا لذات الفعل، فلا شك في تحريمه، وإنما الثواب من جهة تأول صاحبه الذي ظن أن فعله هذا قربة لله، عز وجل، فصح أن يقال هنا بلغة الفقهاء: إن الثواب من خارج، فالفعل ذاته لا ثواب فيه، وإنما طرأ عليه الثواب من خارجه، لأن تأول فاعله خارج عن ماهيته.

وكل يطلب صلاح قلبه، فمن طالب له بالقرآن، ومن طالب له بالذكر المشروع، الذي قد يفضل القرآن في أحوال مخصوصة وإن كان الأصل أن القرآن أفضل منه، ومن طالب له بالسماع، فقد اجتمع العقلاء على الغاية وتشعبت بهم الوسائل تبعا لمبلغ علمهم بالوحي المنزل.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير