تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عصيان مدني!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 12 - 2010, 05:01 ص]ـ

حالة من شبه العصيان المدني تشهدها إحدى دول شمال إفريقية التي كانت قيادتها العلمانية المتطرفة تتغنى بتجربتها الفاشلة التي ضارعت تجربة أتاتورك البوليسية في قهر المسلمين على انتهاج العلمانية، ومن صور نقلتها بعض المواقع تستوقف الناظر صورة متظاهر يحمل رغيفا من الخبز "الفينو" كما نسميه في مصر، وهو المعد لعمل الشطائر، ويلوح به في إشارة إلى تردي الأحوال المعيشية لا سيما في مسألة التوظيف فالبطالة قد تفشت في ذلك البلد، حتى وصلت نسبة التوظيف لخريجي الجامعات إلى 16 % فقط، إن لم تخني الذاكرة، وهي معلومة قرأتها في أحد التقارير التي رصدت تلك التجربة العلمانية المتطرفة، فتفشت البطالة في ذلك القطر مع غناه بالثروات وقلة عدد سكانه نسبيا بالمقارنة مع بقية دول الشمال ما عدا ليبيا، وأرجع بعض المتابعين السبب، كالعادة إلى تسلط الأسرة المالكة!، مع أنها جمهورية أو هكذا تزعم، فقرينة الرئيس وأسرتها قد صيروا البلد ضيعة خاصة حتى صار ذلك مما يتندر به المواطنون، فقد أزكمت رائحة الفساد الأنوف، وإدخال النساء في شئون الحكم، كالعادة، نذير خراب للممالك، ومما أثر عن داهية بني العباس أبي جعفر المنصور، الخبير بشئون السياسة والملك، أنه أوصى ابنه المهدي بألا يدخل النساء في هذا الأمر، فأبى سلاطين زماننا إلا إقحامهن إقحاما وكثير من سفاهات الحكام يلمح الناظر فيها بصمات السيدة الأولى!.

والأخطر من ذلك أن الدولة تتغنى بما حققته من مكاسب فكرية، فرئيس الدولة يحرص على نعت الحجاب بالزي الطائفي، وسلفه المخرف الهالك هو الذي حظر الحجاب ونعته في الدستور بهذا النعت الباطل، ووزير أوقافه، الموكل كحال كثير من وزراء الأوقاف في بلادنا بوقف المد الإسلامي وتحجيمه، يدافع عن وزارته ضد استجواب تقدمت به نائبة في البرلمان عن تأذي المواطنين بأصوات الأذان فيقول بأنه على اتصال بوزارة البيئة لمكافحة التلوث السمعي! في تسجيل عرض على شبكة المعلومات على صفحات مفكرة الإسلام من أيام، وهو كرئيسه، فالناس على دين ملوكهم، ينعت الحجاب بنفس النعت فليس من الإسلام في شيء، فليت الأمر اقتصر على حرب النقاب كما هي الحال عندنا في مصر، فضلا عن التضييق على الحجاج بمتابعتهم أمنيا في المشاعر!، وقد وصل الأمر إلى إلغاء الحج العام الماضي خوفا من فيروس إنفلونزا الخنازير، ودعا الرئيس شعبه المبتلى به! إلى ادخار أمواله وعدم إنفاقها في السياحة الدينية، فالسياحة الداخلية أولى بها!، وصور الفساد قد انتشرت بشكل غير مسبوق، مع قبضة أمنية حديدية تبطش بكل توجه إسلامي، حتى صارت حيازة الكتب الإسلامية جريمة، فصاحبها عضو في حركات متطرفة، مع رقابة صارمة على شبكة المعلومات فيها من التسلط على العقول ما فيها، وهي تعنى فقط بالمواقع الإسلامية فلا شأن لها بالمواقع الإباحية!، وقد فر كثير من شباب ذلك البلد من المتدينين إلى بلاد الجوار، وقابلت بعضهم عندنا قبل أن يتم القبض عليهم، بلا أي جريرة، وترحيلهم بموجب اتفاقيات التعاون الأمني التي لا ينفذ غيرها تقريبا!، وكالعادة لم يجد الرئيس إلا التغني بحالة الاستقرار التي يشهدها القطر، فلا بد من الحفاظ عليها من القوى التي تكيد للوطن فتثير الفتن!، مع أنها كمعظم حالات الاستقرار في بلادنا: حالة استقرار إجبارية برسم القهر البوليسي، فأعداد أفراد الشرطة هناك قد بلغت أعدادها في دول تفوقها في عدد السكان الكلي بستة أضعاف، وكأن الدولة بأكملها قد صارت شرطة علنية أو سرية مندسة بين جموع الشعب لضمان الاستقرار والأمن، للنظام طبعا!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير