تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الاصطلاحية التى لا يعرفها إلا المتخصصون , والبواعث الحقيقية لهذا الاتجاه إنما ترجع إلى القرآن الكريم , وأحاديث النبى لما حوياه من صنوف الجمال , ومخاطبتهما للعقل والوجدان.

ثالثاً: التطبيق على الأحاديث المشتملة على الوصف يسير على ترتيب الكتب والأبواب فى الصحيحين (البخارى ومسلم) مع تقديم منهج البخارى فى التبويب لما ضمنه فى أبوابه من التراجم التى حيرت الأفكار بما فيها من الدقة والفقه , وحسن الترتيب () , أما إذا كان الحديث موضوع البحث فى صحيح مسلم فقط , فاعتمد على ترتيبه. وهذا المنهج يسهل على القارئ الرجوع إلى الحديث فى كتابه أو بابه.وبعد هذه المقدمة وهذا التمهيد أنتقل إلى فصول البحث ومباحثه , حيث يتضمن هذا البحث ثلاثة فصول , وخاتمة , وفهارس.

الفصل الأول: الوصف ومعناه ويتضمن أربعة مباحث:

المبحث الأول: الوصف عند اللغويين والبلاغيين والنحويين.

المبحث الثانى: العلاقة بين الوصف والتصوير.

المبحث الثالث: العلاقة بين الوصف والخيال.

المبحث الرابع: تنوع الوصف فى البيان النبوى.

الفصل الثانى: الوصف فى الحديث النبوى من خلال الصحيحين , وهو الجزء التطبيقى من البحث.

الفصل الثالث: خصائص الوصف فى البيان النبوى , مع بيان مواضع أحاديث الوصف الأخرى فى الصحيحين لمن أراد التوسع. وبعد ذلك تأتى الخاتمة متضمنة أهم النتائج بإيجاز , يليها فهرس المصادر والمراجع , ثم فهرس الموضوعات.

والله أسأل أن يتقبل منا صالح العمل , وأن يجمع بيننا وبين حبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم فى جنات النعيم. إنه سميع قريب مجيب.

الفصل الأول: الوصف ومعناه

المبحث الأول: الوصف عند اللغويين والنحويين والبلاغيين:

الوصف عند اللغويين: "الوصف من وصف الشئ له وعليه وصفاً وصفة: حَلاَّه, والهاء عوض من الواو, وقيل: الوصف المصدر والصَّفة: الحِلْية, وقال الليث: الوصف وصفك الشئ بحليته ونعته .. وقوله عز وجل: ? ... وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ? (1) أراد ما تصفونه من الكذب (2). والوصف: ما ينعت به الشئ من صفات ونعوت, وقوله تعالى: ? ... وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكَذِبَ ... ? (3) أى تقول الكذب وتحققه (4) ويقال: هو مأخوذ من قولهم: وصف الثوب الجسم إذا أظهر حاله وبين هيئته (5) والوصف والصفة مترادفان عند أهل اللغة, والمراد بالوصف ليس صفة عرضية قائمة بجوهر كالشباب والشيخوخة ونحوهما, بل يتناول جوهراً قائماً بجوهر آخر يزيد قيامه به حسناً له وكمالاً, ويورث انتقاصه عنه قبحاً له ونقصانا ً (6) وفى التعريفات: الوصف: عبارة عما دل على الذات باعتبار معنى وهو المقصود من جوهر حروفه, أى يدل على الذات بصفة كأحمر فإنه بجوهر حروفه يدل على معنى مقصود وهو الحمرة. والوصف والصفة مصدران كالوعد والعدة " (7) ومن خلال كلام اللغويين حول الوصف يتضح لنا أن الوصف: توضيح الشئ وإظهاره, وبيان حاله وهيئته. أماعنالوصف عند البلاغيين والنقاد: فلقدعرف قدامة بن جعفر الوصف بقوله: "هو ذكر الشئ كما فيه من الأحوال والهيئات. ولما كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعانى كان أحسنهم من أتى فى شعره بأكثر المعانى التى الموصوف مركب منها ثم أظهرها فيه وأولاها, حتى يحكيه بشعره, ويمثله للحس بنعته" (). ويقول ابن القيم: "والوصف أصله الكشف والإظهار من قولهم: وصف الثوب الجسم إذا لم يستره ونم عليه. وأحسنه ما يكاد يمثل الموصوف عياناً ولأجل ذلك قال بعضهم: "أحسن الوصف ما قلب السمع بصراً, ومنه فى القرآن العظيم كثير مثل قوله تعالى فى وصف البقرة التى أمر بنو إسرائيل بذبحها لما سألوا أن توصف لهم بقولهم: ?قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ... ? () وقوله لما سألوا أن يصف لهم لونها: ? ... قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ? () وقوله لما سألوه بيان فعلها: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ... ? () فجمع فى هذه الآية جميع الأحوال التى يضبط بها وصف الحيوان, فإن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير