تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أصل اللغة العربية]

ـ[متوهقة]ــــــــ[13 - 03 - 2010, 11:18 م]ـ

تنتمي اللغة العربية إلى مجموعة من اللغات دُعيت باللغات السامية. وإن بعض هذه اللغات قد انقرض وأصبح في عداد اللغات الميتة التي لم تعد لغة تخاطب وتعامل بين الناس، بل انحصرت في الكتب والمراجع والمعاجم والوثائق والرُّقم الأثرية المكتوبة. أمّا بعضها الآخر فما يزال حياً، يتكلم به ملايين البشر،

ويحمل كنوزاً غنية من الثقافة والأدب والتاريخ. وإنه لمن المفيد المقارنة بين هذه اللغات السامية، ولا سيما بينها وبين لغتنا العربية؛ لنرى مدى الصلة والتأثير المتبادل فيما بينها.

أمّا كلمة (سامي) و (سامية) فترجع إلى سام بن نوح، وأوّل من أطلق على لغات الجنس السامي اسم (اللغات السامية) هو المستشرق الألماني (شلوتزر) عام 1781م. وقد استند في إطلاق هذه التسمية على ما جاء في الإصحاح العاشر من سفر التكوين (من 21 و 22) الذي يذكر مايلي: (وسام أبو كل بني عابر أخو يافث الكبير، وُلد له أيضاً بنون، بنو سام عيلام وأشّور وأرفكشاد ولود وأَرَام ... ) فاستنتج أن معظم الشعوب والأمم التي تكلّمت وتتكلم اللغات السامية هم من أولاد سام بن نوح.

فالساميون هم أبناء سام بحسب ما ورد في النص التوراتي الذي أتى على ذكر شعوبهم وفق ما أراده اليهود، فبنو إسرائيل أقصوا عن جدول بني سام شعباً من أهم الشعوب السامية هو الشعب الكنعاني الذي يعدّ أصلاً لهم. لكنهم لأسباب سياسية ودينية أغفلوا ذكر الكنعانيين، وأدخلوا بالمقابل شعبين آخرين هما: (عيلام) و (لود) في جدول بني سام، على الرغم من أنه ليست هناك صلة قرابة بين هذين الشعبين من جهة، كم أنه ليست بينهما وبين الشعوب السامية أي قرابة من جهة أخرى. وقد بيّن البحث اللغوي المقارن تشابه لغة الكنعانيين مع سائر اللغات السامية، وأوضح أن العيلامية لغة إيرانية قديمة.

وبناء على هذا فالتسمية (اللغات السامية) غير دقيقة، وقد رفضها أكثر الباحثين، وما يزال أغلب الدارسين يستعملونها على سبيل الاضطرار دون أن يسلّموا بصحتها أو يعتقدوا بصوابها. فمنهم من يرى أن نسميها (اللغات العربية القديمة) وآخرون يقترحون تسميتها (اللغات الشرقية القديمة) وبعضهم يسميها (اللغات العروبية) أو (اللغات الجَزَرية) لأن الشعوب السامية انطلقت من شبه الجزيرة العربية ... ومها يكن من أمر فإن صحة هذا المصطلح أو ذاك لا تكفي لتفوقه على ما سواه، بل لابدّ من توافر الشيوع والانتشار، ولا سيما في الدراسات العربية الأكاديمية، لذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى استعمال مصطلح (سامية) على سبيل الأخذ بالشائع المرجوح مؤقتاً، وليس على سبيل التسليم والاعتقاد برجحانه.

أقسام اللغات السامية:

قُسمت هذه اللغات بحسب المنطقة الجغرافية المكتشفة بها بالنسبة لشبه الجزيرة العربية، إلى مجموعات (شرقية، وشمالية غربية، وجنوبية غربية، وشمالية).

أولاً- المجموعة الشرقية: وتمثلها اللغة الأكدية بفرعيها (الآشورية والبابلية) وقد دُوّنت نصوصها على رُقم طينية بالكتابة المسمارية، وانتشر استخدامها في بلاد الرافدين وسورية الشمالية منذ أواسط الألف الثالث/ق. م حتى القرن الأول أو الثاني الميلادي.

ثانياً- المجموعة الشمالية الغربية: وتضم مجموعتين لغويتين هما: الكنعانية والآرامية

1 - الكنعانية: وهي لغات بلاد الشام، منها:

- الأمورية: لغة القبائل الأمورية التي انتشرت في وادي الفرات منذ أواخر الألف الثالث/ق. م

- الكنعانية القديمة: وهي رسائل من أمراء المدن الساحلية إلى فراعنة مصر، دوّنها كتّاب كنعانيون، القرن الرابع عشر/ق. م

- الأوغاريتية: لغة مملكة أوغاريت (رأس الشمرة) بالقرب من اللاذقية، وهي أبجدية دوّنت بالخط المسماري. القرن الرباع عشر/ق. م

- الفينيقية: لغة ممالك المدن الكنعانية أرواد، جبيل، صيدا، وعكا، وفي جزيرة قبرص. الألف الأول/ق. م.

- العبرية: لغة العهد القديم (التوراة)، وبعض الكتب الدينية اليهودية الأخرى، وهي وليدة امتزاج اللغة الكنعانية القديمة في فلسطين مع لغة القبائل والجماعات الإسرائيلية التي غزت بلاد كنعان في أواخر القرن الثالث عشر/ق. م.

- المؤابية: لغة سكان مناطق جبل موآب شرقي البحر الميت، أواسط القرن التاسع/ق. م.

- العمّونية: لغة سكان مناطق عمّان (الأردن)، أواخر القرن السابع ومطلع القرن السادس/ق. م.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير