والذي أراه ـ إن كانت نسبة النعماني لبلدة ـ أن يكون ضبطها بفتح النون وسكون العين،نسبة إلى واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة (6)،وأن ابن عادل ينسب إليها أصالة، وأستبعد أن يكون من مصر لأن شيوخه من بلاد الشام كما سيأتي، هذا مع العلم أن عصره كان فيه فحول العلماء والمحدثين في مصر؛فلو كان من مصر لقدمت نسبة النعماني على الدمشقي كما هي عادة المؤرخين في تقديم النسب الأصلي ثم نسب البلد التي نزل بها، ولو رحل إلى مصر لذُكر لنا شيخ من شيوخه على الأقل، فيتعين أن يكون من بلاد الشام؛ولا ينسب بالنعماني في بلاد الشام إلا لموضعين:معرة النعمان،ونعمان الواد القريب من الفرات، ثم إن النسبة إلى معرة النعمان هي المعري،ولم نر من نسب إليها بالنعماني، وعلى فرض ترجيح كون نعمان الشامية؛فهو من الوادي المذكور،ثم إن نسبة (الدمشقي) قرينة قوية في ذلك، ترجح ما قلته والله أعلم.
هذا كله إذا قلنا بأنه منسوب إلى بلدة، استنادا لما نقل أنه ورد في آخر الجزء الأول من تفسيره الموجود في المكتبة الأحمدية بحلب: (جمعه وعلقه لنفسه عمر بن علي بن عادل النعماني منشأً، الحنبلي مذهباً) (7).
ولكن الذي في النسخة الأحمدية في الصفحة الأخيرة من الجزء الأول [الورقة297/آ] أنه: (النعماني نسباً،الحنبلي مذهباً)،وكذلك أيضا جاء في غلاف الجزء الثالث من نسخة تشستربتي [الورقة 1/ب] أنه: (النعماني نسباً، الحنبلي مذهباً).
وعليه فتكون هذه النسبة إلى النعمان بن بشير،فيكون ضبطها بضم النون وسكون العين.
أقول: والذي أميل إليه أنه النعماني نسباً، فيكون ابن عادل منسوباً إلى الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه،وهذا مايرجح أن ولادته كانت بدمشق،وأصله خزرجي من بلاد الحجاز والله أعلم.
.................................................. .......
ـ انظر: ذيل التقييد للفاسي 2/ 248،السحب الوابلة لابن حميد 2/ 793،نيل السائرين في طبقات المفسرين صـ243،مجلة المجمع العلمي العربي المجلد 20/ 831، مقال بعنوان:ترجمة مفقودة،للأستاذ راغب الطباخ،معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/ 568، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 6/ 466،كشف الظنون 2/ 1543،هدية العارفين 1/ 794،الأعلام للزركلي 5/ 58، نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة للمحبي ت: الحلو 6/ 347،مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صـ15 العدد 17 رجب 1417 بعنوان:ابن عادل وتفسيره اللباب في علوم القرآن،للدكتور محمد عبد الرحمن الشايع،ومنه عن معجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص332،طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي ص 418
2 ـ معجم البلدان لياقوت الحموي 5/ 339،ت عبد العزيز الجندي، ط دار الكتب العلمية، الأنساب للسمعاني 5/ 509،ت عبد الله عمر البارودي،ط دار جنان، لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي 2/ 299، ت محمد أحمد وأشرف عبد العزيز، ط دار الكتب العلمية
3 ـ انظر معجم البلدان 5/ 339، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع،عبد الله البكري 4/ 1316 ت مصطفى السقا طـ عالم الكتب بيروت (د، ت)
4 ـ انظرها في معجم البلدان 5/ 339، معجم المدن والقبائل اليمنية،إبراهيم أحمد القحفي ص 435،436، ط منشورات دار الحكمة، صنعاء 1985،وانظر فتح رب الأرباب 2/ 388.
5 ـ اللباب 1/ 21 المقدمة ط دار الكتب العلمية، ولم يذكروا دليلاً لما ذهبوا إليه.
6ـ وهي رحبة مالك بن طوق،بينها وبين دمشق ثمانية أيام،ومن حلب خمسة أيام،وإلى بغداد مئة فرسخ، وإلى الرقة نيف وعشرون فرسخاً، وهي بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا، قال البلاذري:لم يكن لها أثر قديم وإنما أحدثها مالك بن طوق التغلبي في خلافة المأمون. انظر معجم البلدان 3/ 34 ط دار الفكر ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،أحمد بن علي القلقشندي ص 177 ط دار الكتب العامية أولى 1405، 1984.
7 ـ كما نقل ذلك الأستاذ راغب الطباخ رحمه الله في مقاله في مجمع العلمي العربي 20/ 381،وتبعه عليه الدكتور محمد الشايع في مجلة الإمام محمد بن سعود ص 16.
منقول للفائدة ..
ـ[مسك]ــــــــ[26 - 10 - 2005, 08:25 ص]ـ
لو استطعت نسخ الكتاب على ملفات ورد اخي وارفاقه هنا لتعم الفائدة لكان في ذلك خير كثير