تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وهذا بحث عن الإيجاز في القرن الرابع الهجري]

ـ[فيريم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:38 م]ـ

حمَل البحث من المرفقات

لا أطلب سوى الدعاء لي بجنات النعيم

لم استطع ارفاقه!!!!!!

إهداء

أهدي هذا العمل لعشاق لغة الضاد الذين ينظمون من حروفها عقوداً من اللؤلؤ الفكري تتضمنه أعمالهم ونتاجهم الأدبي 00000000000

إلى كل أديب أجلى بفكرة ملامح مجتمعه وانعكست على أنامل قلمه ثقافة بيئته وتاريخ أمته وأهدى هذا العمل بشكل خاص إلى من دفعني إلى هذا العمل ولم يأل جهداً في التوجيه والإرشاد كي يخرج هذا النتاج إلى حيز النور إلى ...........

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

اللغة العربية لغة إيجاز، تعتمد على التركيز والاقتصاد على الجوهر، والتعبير بالكلمة الجامعة والاكتفاء باللمحة الدّالة، وهذا البحث يتناول الإيجاز بصفة خاصة، وتوضيح أثره في البلاغة العربية، من خلال النظر إلى كل ما يتعلق به من ذكر أقوال العلماء- تحديدا في القرن الرابع الهجري - في تحديد الإيجاز بتعريف معين، وتوضيح الأسباب التي تؤدي إلى الإيجاز في القول، مع بيان أثر البيئة العربية في خلق دواعي الإيجاز، وتفضيل العرب والعربية له، ووقوف الإيجاز على حدود معينة يحرص بها على بلاغته وفصاحته، تجنباً من أن تلمسه شواهد الإخلال، وأساليبه البلاغية التي ارتسمت في أقسام خطها العلماء له منذ القدم من غير أن يزيد عليها المتأخرون.

غير أنه يجدر بنا الإشارة إلى أن الإيجاز له خطوات واسعة، لا تقتصر على لون معين أو حدود معينة، فكثير من الفنون والأساليب البلاغية لا تكاد تخلو هي الأخرى من الإيجاز في صورها ومضمونها الفني والمعنوي، وكأن الإيجاز قد رسخ أقدامه بثبوت وثقة في ساحة البلاغة وأرباب البلاغة لم يكونوا ليغفلوا عن هذه الأساليب التي تخص الإيجاز، بل أنهم جعلوها من أولويات دراساتهم في تنقيبهم عن أسرار الإيجاز البلاغي، وبهذا نتطرق إلى ما أشاروا إليها بأقسام الإيجاز في بلاغة العربية، وهذه القسمة لا تزيد عن الاثنين، عرفها العلماء بإيجاز حذف وإيجاز قصر، وكل منهما يجلي معالم الإيجاز ويبرز مواطن حسنه.

ما يرمي إليه هذا البحث هو تحصيل صورة شاملة للإيجاز في القرن الرابع الهجري من مختلف الجوانب التي يتعرض لها عند الباقلاني والرماني و ابن جني، وقد قسمت بحثي هذا إلى فصلين: الفصل الأول: يتحدث عن الإيجاز في القرن الرابع الهجري وتحديدا ملا مح الإيجاز عند الباقلاني والرماني وابن جني. والفصل الثاني: عن الإيجاز والفنون والأساليب البلاغية لا تكاد تخلو هي الأخرى من الإيجاز، والتنبيه على أن الإيجاز في اللغة العربية ليس مجرد أسلوب من أساليب التعبير، وكونه نداً للإطناب أو نوعاً من بلاغة الأسلوب، بل يتعدى إلى أبعد من ذلك عندما نقتفي خطاه الواسعة، فندخل في جوانب لغوية أخرى، كالصوتي واللغوي والبلاغي، وهذا الجانب الأخير كان للإيجاز معه شأن كبير وحظ أوفر فيما تضمنته من أساليب وفنون بلاغية، وكيف تكون هذه الألوان لونا من الإيجاز. واسأل الله أن يكون جهدي المتواضع نافعا ومفيدا.

الفصل الأول:

• الإيجاز في العربية.

• الإيجاز عند الرماني. ت (386هـ)

• الإيجاز عند ابن جني. ت (392هـ)

• الإيجاز عند الباقلاني. ت (403ه)

الإيجاز في العربية

إن أبرز ما يلفت الانتباه في لغة العرب أنها لغة إيجاز، وكيف أن كلمة واحدة فيها أو جملة واحدة تحتوي على ألوان من المعاني المختلفة والمتشبعة التي يتلاعب خيالها في ذهن المرء بسماعه لهذه اللغة، فإذا اقتفينا آثار خطى هذه اللغة المجيدة منذ بدايات عهدها في العصر الجاهلي، نجد أن العرب حينذاك شديدي الحرص على الإيجاز في لغتهم، وقد كانوا يعمدون إلى حذف الحرف والكلمة والجملة والجمل إذا وجدوا أن المعنى تامة بدونها، ويقتصرون على الإشارة المعبرة الموحية إلى المعنى فضلا عن السرد الممل.

وهكذا كانت السجية العربية الأولى تميل إلى الإيجاز، واللقطات الإيحائية في تعبيرها حين يغني اللمح عن التفصيل، وهذا ما نلمسه في أمثلتهم السائرة وخطبهم المتقطعة إلى فواصل كثيرة، وفي جعلهم البيت وحدة قائمة بنفسها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير