تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولئك الذين لهم شعور عميق بالمأساة".

ويؤكد المؤلف أن الولايات المتحدة حاولت منذ 1945 قلب 40 نظاما سياسيا في الخارج وسحق أكثر من 30 حركة وطنية أو شعبية تتصارع ضد أنظمة طاغية. وخلال كل هذه العمليات قتلت واشنطن عشرات الملايين من الناس، وقادت عشرات الملايين الآخرين إلى الفقر واليأس والدمار، ويضيف المؤلف:"إن العقل الأمريكي معرض سياسيا لتأثير قوي بحيث أن تحريره يتطلب الكثير من الذكاء الفلسفي والتشريحي"، ويعطي الكاتب عشرات النماذج لباحثين وصحافيين أمريكيين كيف كانوا يعلقون على عمليات التدخل التي تقوم بها واشنطن في مختلف بقاع العالم، ويعملون كجزء من الآلة الدعائية الضخمة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لغسل عقول المواطنين الأمريكيين، "إن الدعاية بالنسبة للديمقراطية هي بمثابة العنف بالنسبة للديكتاتورية" والنتيجة واحدة في النهاية، فالولايات المتحدة تقوم اليوم بمثل ما قامت به إسبانيا في القرن الثامن عشر حيث كان "أكثرالعقول استنارة يبحث عن تبريرات لتعذيب الهنود وقتلهم في العالم الجديد، لقد قرروا وأجمعوا على أن الهنود ليسوا سوى (عبيد طبيعيين) خلقهم الإله لخدمة الفاتحين"، وفي القرن العشرين الميلادي أعادت الولايات المتحدة إنتاج نفس الخطاب، حيث يقال بأن ما تقوم به واشنطن في الخارج لا يدخل فحسب في "النظام الطبيعي للأشياء" بل هي تقوم "بما هو نافع للبشر".

أربع ثوابت للسياسة الأمريكية

يشير المؤلف إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية لا تنطلق من قواعد أخلاقية ولا حتى من الحدود الدنيا للياقة، وأنها تستمد فلسفتها من ضرورة خدمة أهداف وثوابث قارة لدى الإدارة الأمريكية، وهي:

- جعل العالم منفتحا ومرحبا باللغة الجديدة للعولمة، خصوصا فيما يتعلق بالشركات متعدية الجنسيات القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

- رفع ميزانيات مزودي وزارة الدفاع من السلاح الذين يوجد عدد منهم في الكونغريس والبيت الأبيض.

- الحيلولة دون ظهور مجتمع يمكن أن يكون نموذجا يحتذى كبديل للنموذج الرأسمالي.

- توسيع دائرة الهيمنة السياسية والإقتصادية والعسكرية في أكبر جزء ممكن من العالم، من أجل الحيلولة دون بروز أي نظام إقليمي يمكنه تحدي الهيمنة الأمريكية، وخلق نظام عالمي على صورة أمريكا يتماشى وما تريده القوة العالمية الواحدة.

وبالنسبة للسياسيين الأمريكيين "فإن هذه الأهداف تبرر اللجوء إلى جميع الوسائل لتحقيقها".

خلال الحرب الباردة رفضت الولايات المتحدة الحوار بين حلف الناتو والإتحاد السوفياتي السابق لوضع حد للمواجهة، كما رفضت اقتراحا من موسكو يقضي بأن تنهي حلف فارسوفيا إذا قام حلف الناتو بنفس الشيء، وعلقت "نيويورك تايمز" في 7 يناير 1983 على ذلك قائلة بأن الإقتراح السوفياتي "يضاعف الصعوبة التي يلقاها المسؤولون الأمريكيون في إقناع الرأي العام الغربي بمتابعة برامج التسلح مرتفعة التكاليف والتي لا تلقى شعبية". ويقول المؤلف أن واشنطن تتاجر بالخطر الإرهابي للإستمرار في السيطرة على الرأي العام وتسويغ الإنفاق على برامج التسلح والدفاع، ويقدم نموذجا من عناوين الصحف الأمريكية للتدليل على ذلك، حيث إنه في خلال سبعة أسابيع في بداية العام 1999 كانت عناوين الصفحة الأولى من "الواشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" كالتالي:

- 22 يناير: كلينتون يشخص إرهاب القرن الواحد والعشرين.

- 23 يناير: الرئيس يشدد الحرب ضد الإرهاب الجديد.

- 23 يناير: التصدي لإرهابيي الغد.

- 29 يناير: زيادة في صلاحيات سلطات مكافحة الإرهاب.

- 1 فبراير: البنتاغون ينشئ الفريق القومي للإرهاب.

- 1 فبراير: الرجل الذي يحمي الولايات المتحدة من الإرهاب.

- 2 فبراير: رفع ميزانية مكافحة الإرهاب.

- 16 فبراير: السلطات العسكرية لمكافحة الإرهاب تسيطر على منطقة في تكساس بشكل مفاجئ.

- 17 فبراير: هل نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إرهاق بن لادن بملاحقته؟

- 19 فبراير: نفقات غير كافية لحماية السفارات ضد الإرهاب: التهديد الإرهابي ينطلق.

- 19 فبراير: بنغلاديش: الهدف المقبل لابن لادن.

- 23 فبراير: إجراءات ضد قتلة غير مرئيين.

- 7مارس: مقاتلون مسلمون يهددون مواطنين أمريكيين.

- 8 مارس: منشأة ريغان محصنة ضد الإعتداءات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير