من يتمعن في النص المنقول هنا يجد الحاجة ماسة للتعمق في الأمور العقائدية التي يتوقف عليها الايمان من عدمه، وأهم تلك الأمور هي مسائل الخلق والنشوء التي قد ينبهر البعض بعناوين ومسميات وألقاب براقة، ومن هنا أتى أهمية أبحاث " موسوعة الخلق والنشوء " حيث تناولت المقارنة بين كافة المذاهب وبالتالي نقض ما يخالف الاسلام منها ..........
في أحد المنتديات العربية ومن جرى البحث في ـ الضفدع الكندي ـ الذي يتجمد في حالة الصقيع ويعود لحاله عندما ينتهي الصقيع، بعضهم قال بأنّ الله تعالى قد خلقه على تلك الصورة، والبعض الآخر أدعى أنّ الله خلقه على نفس الحال التي خلق عليها بقية الضفادع، ولمقاومة أفاعيل الطبيعة فقد قام الضفدع باستحداث آلية خاصة لنفسه لم تكن له في الخلق الأول، مستندين بذلك لقواعد (الاختيار الطبيعي) و (البقاء للأصلح)، فكان جواب الأستاذ ......... وهو أحد المتحاورين أن وصفها بالمزبلة والبؤس، فانبرى له كاتب مسلم يزعم أنّه من الموحدين المؤمنين قائلاً:
(أستاذي ............ هم يتكلموا عن نظرية الاختيار الطبيعي لتفسير هذه الظاهرة، ولا أدري لماذا وصفتها بالمزبلة، إلا إذا كنت مختصاً في علم الأحياء وعندك نظرية أخرى فالاختيار الطبيعي ظاهرة محسوسة وموثقة في علم الأحياء، واستخدامها لتفسير ظاهرة ملفتة للنظر كهذه أمر مقبول ومعقول ولا يتعارض مع التفكير العقلي السليم ولا علاقة له بوجود الخالق.
فها أنا أؤمن بوجود الخالق ولكن لا أعلم كيف صار للضفدع هذه الخواص. هل خلق على هذه الشاكلة منذ خلق الله الخلائق؟
لا أعتقد ذلك، حيث أن الأرض مرت بعصور مختلفة، عصور حارة وعصور باردة وعصور ارتفع فيها نسبة غاز كذا وعصور ارتفع فيها غيرها فلا يعقل أن الضفدع الكندي هذا خلق على هذا الشكل منذ ملايين السنين.
لا يوجد على هذا الزعم دليل عقلي أو علمي. وأفضل ما توصل إليه البحث العلمي هو فكرة الاختيار الطبيعي أو البقاء للأصلح. وهي ظاهرة محسوسة مشاهدة، لا ترد بكلمة عن البؤس أو عن السبب والشرط.
لا أفهم لماذا الاستهزاء والتهجم على فكرة من شأنها الارتقاء بمستوى حياة البشرية
من الطبيعي والممدوح أن يفكر العالم عندما يقف عند أي ظاهرة أو اكتشاف، كيف يمكن أن تستفيد البشرية من هذا؟
ومن الطبيعي والممدوح أن يقال كيف نستفيد من هذه الخاصية للحفاظ على أعضاء البشر في الطب من ناحية ومن ناحية أخرى يريدون بحث أساليب للحفاظ على حياة الإنسان في ظروف أو أزمان لا يتوفر فيها علاج لمرض معين أو أثناء الرحلات الفضائية البعيدة والتي قد تستغرق قترات أطول من عمل الإنسان.
لا أفهم كيف ولماذا وصفت هذا بالبؤس.
صحيح أن الحضارة الغربية أفسدت العلم والمعرفة وولكن المثال هذا غير موفق في بيان ذلك والله أعلم، لعدم ارتباطه بوجهة النظر في الحياة ارتباطاً مباشراً.
وبارك الله بك)
وعند التمعن في منطوق ومفهوم تلك المداخلة من الطبيعي أن تدركوا أنّ كاتبها يأكد تصديق نظرية داروين ويدعوا لها. وكاتب المداخلة حين يقول: (فالاختيار الطبيعي ظاهرة محسوسة وموثقة في علم الأحياء، واستخدامها لتفسير ظاهرة ملفتة للنظر كهذه أمر مقبول ومعقول ولا يتعارض مع التفكير العقلي السليم ولا علاقة له بوجود الخالق) والاختيار الطبيعي هو القاعدة التي ابتدعها واستند اليها داروين وكل علماء التطور في انكار الخلق وفي انكار الله تعالى وفي مقولة تطور الأجناس من وحيد الخلية بتسلسل حتى يصل للقرد ومن ثم الآنسان.
والأنكى من ذلك اصراره العجيب والذي لم أتوقعه من مسلم يوحد الله حين يقول: (فلا يعقل أن الضفدع الكندي هذا خلق على هذا الشكل منذ ملايين السنين، لا يوجد على هذا الزعم دليل عقلي أو علمي) وهذا القول هو تكذيب لأعتقاد المسلمين، ودعوة لترك عقائدنا واعتبار ذلك (زعم) وأقل ما أصف هذا القول بأنه تكذيب لما تعلمناه من أمور ديننا. فهل نترك عقيدتنا لكي نذهب مع الكاتب في اعتبار العقل والعلم حكماً على العقيدة ودين الله؟ ويتحدى كاتب المقال المسلمين الموحدون في عقيدتهم حيث يقول: (وأفضل ما توصل إليه البحث العلمي هو فكرة الاختيار الطبيعي أو البقاء للأصلح) وكأن الكاتب وكل من قرأ المقال لم يفطن لأن في تلك المقولة اقرار بصحة نظريات التطور الكافرة وبالتلي رفض لما يقوله
¥