وهذه إشارة إلى موضعين مما أشرت إليه:
قال في ورقة 5، وجه أول: (ذكر ما يدل على اتصاف المحمود بالمحمودية والمشهور اختصاص الحمد بجارحة اللسان فيخرج كلام من تنزه عنها).
كان الأولى بالشارح – رحمه الله – السكوت عما سكت عنه الله عزوجل، فالقاعدة عند أهل السنة أن النفي في باب الأسماء والصفات كالإثبات يحتاج لدليل، وأهل السنة والجماعة تعطل في الكيف فتثبت الصفة لله عزوجل كما أثبتها لنفسه أو أثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وإنما دخلت شبهة التعطيل على أهلها من جراء سؤالهم عن الكيف، وأصل هذا السؤال وقوعهم في شبهة التجسيم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقال في ورقة 5، وجه 2: (بالاختيار ولا اختيار لغيره تعالى بالحقيقة عند أهل السنة لأن الإنسان مضطر في صورة مختار كما قاله بعض المحققين).
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح لمعة الاعتقاد:
[القضاء والقدر]
قال في معرض كلامه عن المخالفين للحق في القضاء والقدر والرد عليهم:
الجبرية:
وينقسمون إلى قسمين:
1 - جبرية غلاة: وهم الذين يقولون إن المرء ليس له اختيار بتاتا بل هو كالريشة في مهب الريح , وهذا اعتقاد الجهمية وطوائف الصوفية الغلاة.
2 - جبرية غير غلاة: وهم الأشاعرة ,
وهم يقولون بالجبر ولكنه جبر مؤدب - أي جبر في الباطن دون الظاهر -
فيقولون ظاهرا المكلف مختار لكنه باطنا مجبر ولذلك واخترعوا لفظ الكسب.
فاخترع أبو الحسن الأشعري لفظ الكسب وقال: إن الأعمال كسب للعباد.
أما تفسير الكسب فقد اختلفوا فيه إلى اثنا عشر قولا لكن الخلاصة أنه لا معنى للكسب عندهم لذلك قال بعض أهل العلم:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو الى الافهام
الكسب عند الاشعري والحال ... عند البهشمي وطفرة النظام
فهذه أمثلة ثلاث لا حقيقة لها فإذا استفسرت من علمائهم عنه - الكسب - فلا يكادون يفسرونه تفسيرا واحدا.
ولذلك ذكر بعض شراح الجوهرة (من متون الأشاعرة المعروفة) أنه لابد من أن نعترف بأننا جبرية لكنا جبرية في الباطن دون الظاهر.
تفصيل قول الأشاعرة (بأنهم جبرية في الباطن دون الظاهر - الجبر المؤدب -):
يقولون أن الإنسان مختار ظاهرا إلا أنه مجبر باطنا , وإذا قيل لهم كيف تفسرون أفعال العباد؟
قالوا: هو كالآلة التي يقوم الفعل بها , فإمرار السكين لا نقول أن السكين هي التي أحدثت القطع ولكن نقول حدث القطع عند إمرار السكين.
كذلك العبد نقول: هو أجبر على الصلاة لما قام بها , وكذلك هو عصى وأجبر على المعصية لما أتاها.
فهم يجعلون العبد كالآلة وكالمحل الذي يقوم به إجبار الله عليه ويُنفذ فيه حكم الله تعالى. اهـ (بتصرف يسير)
ـ[أبو حفص اليماني]ــــــــ[17 - 02 - 10, 10:09 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وبارك فيك
قد تكلمت على عقيدة اللقاني في مقدمة الدراسة بإطناب فيما يقارب خمسين صفحة بفضل الله، ونقضت هناك تصوفه وتمشعره، كما نبهت على أن تبني العقيدة الأشعرية لم تكن حالة فردية في المجتمع المصري إبان عصر اللقاني بل كانت هي العقيدة السائدة في مصر فتطرأت للكلام على تاريخ العقيدة الأشعرية في مصر وامتزاجها القديم بالتصوف، كما علقت على بعض ما ظهر لي من انحرافاته في صلب الكتاب. والله الموفق.