تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[23 - 04 - 10, 12:02 ص]ـ

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ الْخَاتِمِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلِّمْ.

في فيلم الأيدي الناعمة، قال صلاح ذو الفقار لأحمد مظهر: أنا عندي دكتوراه في (حتى)، فتعجب أحمد مظهر وقال مذهولا: دكتوراه في حتى؟! قال صلاح ذو الفقار: أصل (حتى) حرف عجيب خالص، تخيل أنك تستطيع أن تقول: أكلتُ السمكةَ حتى (رأسَها)، وأكلتُ السمكةَ حتى (رأسُها)، وأكلتُ السمكةَ حتى رأسِها، وهذا معناه أن (حتى) ترفع وتنصب وتجر. فقال أحمد مظهر: وأنا يهمني إيه إذا كانت تنصب أو ترفع أو تجر؟ ما يهمني هو أن آكل السمكة وخلاص!

فكان هذا تعليق أحمد مظهر على (حتى) التي قال عنها سيبويه: أموتُ وفي نفسي شيءٌ من حتى!

يا صديقي، أضحكَ اللهُ سِنّك، أنا ليست القضية التي أتكلم عنها قضية (اللام ألف)، القضية قضية (كتابة الألف الطرفية المهموزة المكسورة)؛ (قضية خط)، كيف نكتب كلمة (نبإ) و (سبإ) و (كلإ)، وهي قضية تجتمع لها المجامع اللغوية، وتشغل من فكرهم ووقتهم الكثير من الوقت والجهد.

كان هناك خطآن في الخط العربي منذ أيام مطبعة بولاق، واستمر هذان الخطآن حتى أكرَمَنا الله بك لتقضي على الخطأ الأول منهما ... والخطأ الأول هو وضع السكون مع الحركة التالية له فوق اللام، فماذا فعل اللغويون أمام هذا الخطأ، لا شيء! فبدلا من أن يفكر مصممو الخطوط في حل لهذه المشكلة تركوها بلا حل، فلجأ العلماء إلى إهمال الحركة الأولى (السكون)، والاكتفاء بوضع الحركة الثانية، التي فوق الحرف التالي للام، مثال ذلك: افتح كتاب صحيح البخاري الطبعة السلطانية، أو طبعة الشعب (التي لم يصورْها أحد ولم يرفعْها أحد رغم أهميتها ودقتها البالغة، ورغم أن أرقام أحاديث البخاري في (المسند الجامع) للسيد أبي المعاطي وزملائه موافقة لها)، ارجع لها إن كانت عندك، واقرأ كلمة (سبإ) و (نبإ)، أو ما يشبهها، ستجد عجبا، ستجدها مكتوبة بدون همزة، هكذا (سبا)! لماذا؟ لأن وضع الهمزة بهذه الصورة (سبإ) (خطأ معيب)، لذا يشكّلون الهمزة في مثل هذه الكلمات، يشكلونها في حالتي الرفع والنصب، وفي حالة الجر، لم يكتبوا الهمزة، ووضعوا كسرتين تحت الألف، رغم أن الهمزة همزة قطع، يعني (يجب أن تُنطَق وتُكتَب).

لعلي أكون قد أوضحت لك أنه كانت هناك مشكلة في (كتابة الألف الطرفية المهموزة المكسورة)، لكن الكمبيوتر قد حل هذه المشكلة ولله الحمد، فإن طوفان الكتب المطبوعة بالكمبيوتر وتكتب الكلمة بهذه الصورة (سبإ) و (نبإ) أفسد الذوق العام، وظن الناس أن هذا الخطأ صواب وجائز.

وأنا لما استفضت في الشرح في المشاركة السابقة كنت أحاول أن أحل هذه المشكلة في الخط العربي، على يدكم الكريمة، بكتابة همزة فوق الألف الطرفية، ويوضع تحتها كسرتان، وهو حرف غير موجود في الكمبيوتر، كنت أرجو أن تتمكن من اختراعه.

والسبب في مشكلة الهمزة سبب قد تتعجب له، وهو أنها مشكلة حديثة وليست قديمة بقدم الخط العربي، لأن الخط العربي قديما – ببساطة – لم يكن مهموزا! فكثيرا ما تقرأ مخطوطا من المخطوطات القديمة من أوله إلى آخره بدون أن تجد همزة، لا فوق الألف ولا تحتها! لذا لم تكن عندهم مشكلة في كتابة الهمزة، لأنهم لم يكونوا يكتبونها أصلا!

بل الأعجب من هذا، تقرأ كتابا حديثا مطبوعا في المطبعة (التي توجد فيها الألف المهموزة)، وهو كتاب (الرسالة) للإمام الشافعي رضي الله عنه، بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، تجد كلمة (القرآن) قد ترددت في الكتاب عشرات المرات، بدون المد فوق الألف، فيكتبه هكذا: (القران)، وأذكر أنه برر ذلك بأن المخطوطة كانت خالية من الألف في هذه الكلمة، لأن الإمام الشافعي قرشي، ولغة قريش عدم الهمز!

ثم اجتمعت المجامع اللغوية الحديثة لحل مشكلة الهمزة، وبيان كيفية كتابتها! ونُشِرَت اقتراحاتُ اللغويين في محاضر الجلسات، وربما اختلفت اقتراحات مجمع اللغة العربية في مصر عن نظيره في الشام أو العراق! انظر إلى أي مدى كان هناك مشكلة في (كتابة) الهمزة!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير