تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سقط حديث من ((المسند))!]

ـ[قرداش التركماني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:09 م]ـ

هذا موضوع مفيد اعجنبي جدا للفائدة وضعته، وجزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم القيامة، وبعد؛

فهذه فائدة عزيزة مرت بي بعد أن طلب إلي أخ فاضل أن أبحث له عن حديث، فإذا بي تمر علي هذه الفائدة العزيزة، ألا وهي حديث عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه، في «مسند إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد رحمه الله». والله والمستعان.

* قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

حدثنا قتيبة، وحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه:

سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان هَهنا من معد، فليقم».

فقمت، فقال: «اقعد»، فصنع ذلك ثلاثًا مرارًا ... كل ذلك أقوم، فيقول: «اقعد».

فقلت: فمن نحن يا رسول الله؟

قال: «أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير».

فبعد الرجوع إلى مسند أحمد، لم نظفر به، وذلكـ في عدة طبعات، إلا أن الحديث عزاه إليه أكثر من واحد من المحدثين رحمهم الله تعالى.

كالحافظ البوصيريِّ في «إتحاف الخيرة المهرة» 1/ 183 /المجردة ط-العلمية؛ إذ قال:

رواه أبو يعلى وأحمد -واللفظ له-، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيفٌ.

وكذا عزاه إليه - إضافةً إلى البزار - الحافظ الهيثمي في «المجمع» 1/ 194 حيث قال:

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في «الكبير» ... وفيه ابن لهيعة.

وكذا عزاه إليه الحافظ في «الإصابة» 2/ 1357 ط-شيحا؛ إذ قال:

ولعمرو بن مرة في مسند أحمد حديث: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان هَهنا من سعد (1)، فليقم».

فقمت، فقال: «اقعد»، فصنع ذلك ثلاثًا ... الحديث.

وقال في -أيضًا- «إتحاف المهرة» ج12/ص527/رقم16036/ (مسند عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه):

حديث: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان هَهنا من معد، فليقم».

فقمت، فقال: «اقعد»، فصنع ذلك ثلاث مرار (2) ... الحديث.

أحمد: عن قتيبة، وحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عنه، به. اهـ.

وكذا ذكره في «أطراف المسند» ج5/ص154/رقم6845. كما نقله محقق «الإتحاف».

إذن نستفيد فيما مضى من كلام البوصيري، وابن حجر، والهيثمي، أنَّ هذا الحديث رواه أحمد في «المسند»، ولكن بعد أن رجعت إلى «المسند»، فلم أجد في «مسند عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه» إلاَّ حديثًا واحدًا، وهو ليس بهذا الحديث، بل راجعت عدة نسخ من «المسند»، كالميمنية، والرسالة، وطبعة أحمد شاكر، وبيت الأفكار (!)، وغيرها، فلم أظفر به، والله المستعان.

وهذا يعني أن هذا الحديث سقط من «المسند»، فليستدرك، والله المستعان.

تخريج الحديث:

أخرجه ابن وهب في «جامعه» (23)، من طريق ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، عن عمرو بن مرة الجهني، به.

وابن سعد في «الطبقات» 4/ 347.

وأبو يعلى في «مسنده» 3/ 135/ (1567)، و «المفاريد» (78).

والدولابي في «الكنى» 1/ 163 - 164 ط-العلمية.

وابن قانع في «معجمه» 2/ 197.

وابن عساكر في «تاريخه» 19/ 111 - 112.

وهذا سند ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف سيء الحفظ!

أقول:

وحديث عمرو بن مرة رضي الله عنه، قد رواه الطبراني بلفظ آخر طويلاً، كما في «المجمع» 1/ 194، إذ قال الحافظ الهيثمي بعد أن ساق الحديث بطوله:

رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه دلهاث بن داود، قال الأزدي: حديثه عن آبائه لا يصح، وهذا من حديثه عن آبائه. انتهى.

أقول:

ومنهم من جعل هذا الحديث من مسند سبرة بن معبد رضي الله عنه، كما عند الطبراني في «الكبير» 7/ 116/ (6554).

قال الحافظ الهيثمي في «المجمع» 1/ 195:

رواه الطبراني في «الكبير»، ورجاله رجال الصحيح، إلاَّ محمد بن أبي عبيد الدراوردي، والد عبد العزيز، فإني لم أرَ من ترجمه. انتهى.

قلت:

كذا قال الهيثمي غفر الله تعالى لنا وله، والله المستعان؛ إذ لم يتنبه إلى ما عند الشاذكوني من البلوى! الراوي عن عبد العزيز الدراوردي، فضلاً عن أن يكون من رجال الصحيح! بل قد قال فيه الإمام البخاري::

فيه نظر!

وكذبه ابن معين!

وبه فلا يلتفت إلى هذه الطريق؛ لأجل الشاذكوني، إضافةً إلى جهالة محمد بن أبي عبيد الدراوردي.

وأما الطريق السابق؛ فإنه ضعيفٌ؛ لأجل ابن لهيعة، ولا يقال: الراوي عنه ابن وهب، لما قيل: إنه روى عنه قبل أن يسيء حفظه، وإنما يقال:

إنَّ هذا الاختلاف في الحديث لعله من ابن لهيعة لسوء حفظه؛ إذ إسناد الحديثين يدور عليه، فمرةً جعله كذا، ومرَّةً كذا.

والله أعلم. وبالله التوفيق.

* وهذا الحديث جاء من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

أخرجه الروياني في «مسنده» (228)، من طريق ابن لهيعة، عن معروف بن سويد الجذامي، عن أبي عشانة، عن عقبة ا، به.

ومن طريق ابن لهيعة، ابن وهب في «جامعه» (21)، وابن سعد في «الطبقات» 4/ 343، والطحاوي في «المشكل» 2/ 204، والطبراني في «الكبير» 17/ 304/ (839)، و «الأوسط» (345)، وابن عساكر في «تاريخه» 40/ 494 - 495، والشاشي في «مسنده»، كما في «كنز العمال» 2/ 1444 ط-بيت الأفكار، وحسَّن ثَمَّ السيوطيُّ فيه إسناده!!

قال الحافظ الهيثمي: في «المجمع» 1/ 195:

رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وشيخه معروف بن سويد، لم أرَ من ترجمه. انتهى.

أقول:

وهذا عجيبٌ من الهيثميِّ:! إذ ترجمته في «تاريخ البخاري»، و «الجرح والتعديل»، لابن أبي حاتم، و «ثقات ابن حبان»، و «تهذيب الكمال»، للمزي، و «كاشف الذهبي»، و «تهذيب التهذيب»،لابن حجر، وغيرها من المصادر، إلاَّ أني لم أجد من وثقه غير ابن حبان، وهو معروف بالتساهل في هذا الباب، والله المستعان.

وبه فالحديث ضعيفٌ؛ لضعف ابن لهيعة، وشيخه معروف. والله أعلم.

وكتب

أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ الزَّنْدِيُّ الكُرْدِيُّ

5/ذو الحجة/1428 هـ


الهوامش:
() كذا بالأصل!! لعله تصحيفٌ؛ إذ الطبعة كثيرة التصحيف!
(2) كذا بالأصل!
----
منقول .......
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير